أدانت أمس، الأحد، محكمة الجنايات الابتدائية، لدى مجلس قضاء قسنطينة شابا بتهمة قتل شقيقه بحي الدقسي، حيث قررت هيئة المحكمة معاقبته بعشرين سنة سجنا بعد استفادته من ظروف التخفيف.
وقائع القضية، التي هزت الرأي العام المحلي خلال حدوثها وبحسب ما دار في أطوار الجلسة تعود إلى شهر فيفري من العام الماضي، أين تلقت مصالح الأمن بلاغا مفاده وفاة المسمى «ق ص» بعد تلقيه لطعنة على مستوى الصدر بواسطة سكين شقيقه الأصغر المسمى «ق س» ذي  41 عاما.
المتهم ولدى استجوابه من طرف القاضي، صرح بأنه تشاجر يوم الواقعة مع أخته التي تكبره بـ 15 عاما و المسماة «ق ن» بعد أن استفسر عن مكان «السبحة» التي اعتاد أن يعلقها في أحد جدران المنزل، غير أن أخته مثلما قال ردت بفظاظة وشتمته، بعد أن أعاد تعليق «السبحة» في مكانها الأصلي، ليقوم بعدها بضربها ثم خرج من المنزل تفاديا لتعقيد الوضع أكثر.
واتجه المتهم مثلما صرح إلى المنطقة الصناعية بالما واقتنى 4 قنينات من المشروبات الكحولية، فضلا عن أربعة أقراص من دواء ليريكا» وأكد أنه ظل جالسا في تلك المنطقة لمدة ثلاث ساعات قبل أن يعود إلى المكان الذي يقطن به بحي الدقسي ثم جلس بالساحة القريبة من مسكنه العائلي تفاديا للدخول في مناوشات أخرى في حال عودته إلى المنزل، ليتفاجأ بقدوم ابني أخته رفقة أخيه، إذ تحدث أحدهم معه ثم ابتعد ليشرعوا مباشرة في رشقه بالحجارة.وهاجم الضحية شقيقه المتهم بواسطة عصا وضربه على الرأس، لكن المتهم التحم معه وأصابه، مثلما أكد، دون قصد بواسطة سكين صغير الحجم صرح بأنه يحمله دائما معه منذ أن كان يشتغل كبائع للخضر والفواكه، حيث ظل يؤكد بأنه لم يقصد قتل أخيه، مبررا فعلته «غير المتعمدة» بكونه كان تحت تأثير المشروبات الكحولية والمهلوسات.
وتنقل المتهم إلى منطقة جبل الوحش ثم مدينة عين امليلة دون علمه بوفاة أخيه ليعود بعد يومين ويسلم نفسه إلى مصالح الأمن، فيما تطابقت تصريحات أم الشقيقين حول وقائع الشجار الذي حدث في المنزل، كما أكدت عدم وجود ضغينة أو خلاف بين ولديها ملتمسة من القاضي أن يخفف من عقوبة ابنها الذي هو في السجن.
أما تصريحات أخت المتهم الكبرى، فقد  تطابقت هي الأخرى مع أقواله حول وقائع الشجار كما ذكرت أنها قدمت شكوى ضده بعد أن ضربها وتسبب لها في أضرار، غير أنها أكدت أن أخاها المتهم قد هددها بالسكين في المنزل، لكنه لم يكن ينوي أن يقتل شقيقه، فيما صرح ابنها وهو شاهد في القضية، أن خاله عندما شرع في طعن خاله المتوفي قال» مت يا أيها .... « مؤكدا أنهم من شرعوا أولا في رشقه بالحجارة، كما ذكر أن المتهم كان تحت تأثير الخمر بعد أن شم رائحته وهي تنبعث من فمه.
واختلفت أقوال شاهد آخر وهو جارهم، حيث صرح أن المتوفى قد هاجم شقيقه بواسطة خشبة من خلف رأسه، لكن المتهم أمسكه ووجه له ضربة بالسكين، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يكون قد قصد قتله، بل على العكس فقد عرف في الحي بدفاعه الدائم عن أخيه لكونه مريض عقليا ويتناول الدواء بصفة منتظمة.
ممثلة الحق العام التمست تطبيق عقوبة الإعدام في حقه لوجود عناصر الإصرار والعمد والنية  في القتل، فيما رافع الدفاع لعدم وجود النية في القتل وطالب بتكييف القضية إلى جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، ليدينه القاضي بعد المداولات بتهمة القتل العمدي ويسقط واقعة عقد العزم كما أفاده بظروف التخفيف.                لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى