شهدت مدينتا قسنطينة وعلي منجلي نهاية الأسبوع، تراجعا ملحوظا في حركية الأشخاص، حيث بدت الشوارع والمقاهي ومحطات النقل شبه خالية طيلة فترات اليوم، فيما عرفت الأسعار تراجعا طفيفا لكن التهافت على اقتناء على مادتي السميد والحليب ظل قائما، في حين بدا المواطنون أكثر وعيا بخطر فيروس كورونا واشتكوا من الندرة الحادة في المواد الطبية الوقائية.
وبدت مظاهر الخوف والوعي بخطورة فيروس كورونا متجلية في تصرفات المواطنين، ولاحظنا أن العديد منهم يرتدي كمامات وقفازات  في مختلف الأماكن العامة، كما كنا نشاهد من حين لآخر أشخاصا وهم ينظفون أيديهم باستعمال المعقمات، في حين كان العديد منهم   يتفادون التواجد بالمساحات التجارية الكبرى والشوارع، و الاحتكاك والمصافحة والتقبيل.
وفي الشوراع والمحلات ومختلف الأماكن العامة لا حديث يعلو فوق الحديث عن وباء الكورونا، فهذا يتحدث عن آخر الإحصائيات حول انتشاره وآخر يتحدث عن آخر تصريحات العلماء حول تطورات البحث عن العلاج، أما الكثيرون  فكانوا يجمعون في كلامهم على أن الوقاية هي السبيل الوحيد للنجاة منه، فيما كانت المطاعم والمقاهي تبث عبر أجهزة التلفاز مستجدات الوباء، في حين كانت أعناق المواطنين متجهة صوب تلك الأجهزة وترى الناس من حين إلى آخر وهم ينظرون إلى بعضهم في صمت.
وبدت جل المطاعم والمقاهي والمساحات التجارية شبه خالية، حي ذكر لنا صاحب مطعم بوسط مدينة قسنطينة أنه سيغلق محله بداية من الأسبوع المقبل بعد تراجع حركة الزبائن بشكل كبير، وحتى من يقصد محله لا يجلس بل يكتفي باقتناء حاجيته ويغادر مسرعا، أما المقاهي فقد رفع أصاحبها الكراسي ما جعل الحركية تقل بها، في حين لاحظنا أن أصحابها قد طبقوا تعليمات مديرية التجارة بخصوص إجراءات الوقاية.
و واصلت مندوبيات علي منجلي عملية تطهير الشوراع وتعقميها طيلة صباح الخميس، فيما لاحظنا أن المراكز التجارية الكبرى كانت شبه خالية، في حين كان أصحاب المحلات يعقمون مختلف الأماكن والواجهات والأبواب، لكن وقفنا على اكتظاظ وتهافت بسوق للخضر والفواكه واللحوم في الساعة العاشرة إلى غاية الحادية عشرة، قبل أن يتراجع عدد المواطنين بكل كبير بعد تلك الفترة.
ولاحظنا في جولتنا، تراجعا كبيرا في حركية المرور حيث أن الوصول إلى وسط قسنطينة انطلاقا من علي منجلي لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة إذ اختفت مشاهد الازدحام المروري، في حين ظهرت محطات النقل خالية من المسافرين وأكد سائقون للنصر أن الحركية تراجعت بشكل كبير يوم الخميس، على خلاف ما كان عليه الأمر إذ كان هذا اليوم يعرف أزمة نقل خانقة .
وبمحطة زعموش بباب القنطرة، كانت غالبية الحافلات خالية من الركاب إذ تخرج وتعود شبه فارغة، كما أن سيارات الأجرة التي تنقل المواطنين نحو  بلديات زيغود يوسف وديدوش مراد، شاغرة أيضا حيث أخبرنا السائقون أن حركية التنقل قد تراجعت من بداية الأسبوع المنصرم لتتقلص أكثر خلال يوم الخميس.
وبدت الشوارع الكبرى لمدينة قسنطينة على غرار العربي بن مهيدي وشارع فرنسا شبه خالية، في حين مايزال العشرات من الشباب يتجمعون برحبة الجمال والمساحات المحيطة بها وهو ما أثار استاء المواطنين عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، أما البريد المركزي فقد كان خاليا على غرار مختلف المرافق العمومية التي خيم على أجوائها صمت رهيب.

واختفت من الشوارع مظاهر بيع القفازات والواقيات وكذا المطهرات والمعقمات إثر مداهمة مصالح الأمن لمواقع باب الوادي، في حين وجدنا شبابا بالعديد من الأحياء وهم يعقمون العديد من المواقع وكذا مقابض المركبات وأبوابها، كما كان آخرون يتحدثون إلى المواطنين ويقدمون لهم شروحات عن سبل الوقاية من الفيروس.
وما زالت الندرة الحادة في كمامات الوجه والمعمقات والكحول مسجلة بقوة، حيث دخلنا 10 صيدليات ولم نجد لها أثرا، حيث قال لنا صيدلي إنه أصبح يجد حرجا مع المواطنين الذي يقصدونه.
سعر البطاطا يتراجع إلى 70 دينارا
واصطف العشرات من الرجال والنسوة أمام مؤسسة مطاحن  الجزائر بوسط قسنطينة، أين وجدنا أبواب الوكالة التجارية مغلقة لتفادي التدافع، في حين أكدت لنا سيدة أنها تنتظر منذ يومين لعلها تظفر بكيس سميد، فيما ظهرت ندرة حادة لهذه المادة بجل بلديات الولاية إلى درجة أن مواطنين تنقلوا إلى مناطق مجاورة ولم يجدوها، أما بعلي منجلي فقد سجل تدافع على اقتناء الحليب بمحلات الوحدة الجوارية السادسة، فيما أخبرنا صاحب محل أن موزعين يبيعونه لوسطاء يقومون بإعادة بيعه بخمسين دينارا.  
وسجل سعر البطاطا تراجعا محسوسا في مختلف الأسواق، بعد دخول كميات معتبرة من هذه المادة إلى الأسواق، حيث تراوح بين 60 و 70 دينارا، بعدما أن كان قد وصل إلى 120 دينارا الأربعاء الماضي، فيما ظلت أسعار جل الخضر مرتفعة جدا، وأكد لنا تجار تجزئة أنهم لم يرفعوا الأسعار مضيفين بأن ثمن البطاطا انخفض بعد تراجعه في سوق الجملة.
وقدر تجار نسبة تراجع الحركة التجارية بأكثر من 50 بالمئة، حيث صرح أحدهم أنه وفي حال استمرار الوضع على ماهو عليه فإن الكساد سيكون مصير السلع، مشيرا إلى أن نسبة معتبرة من المواطنين قد خزنت ما يكفي حاجيتها على الأقل لمدة 15 يوما.                              لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى