ما زالت أسعار الكمامات والمعقمات بقسنطينة تعرف ارتفاعا في الصيدليات، رغم الوفرة الكبيرة في الإنتاج، حيث تؤكد عمادة الصيادلة أن المادة الأولية موجودة ولا يوجد أي سبب لبقاء الأثمان على حالها، مشيرة إلى أن سعر المعمقات مبالغ فيه، كما أن الكمامات لا يمكن أن تتجاوز قيمة 40 دينارا.
و وقفت  النصر، في جولة استطلاعية بصيدليات وسط مدينة قسنطينة والمقاطعة الإدارية علي منجلي، على ارتفاع في أسعار المطهرات والمعقمات الكحولية إذ تتراوح أسعار القارورات الصغيرة ذات سعة 100 و 125 ملل بين 200 و 350 دينارا بالنسبة لبعض العلامات المستوردة، وهي أرقام جد مبالغ فيها، بحسب ما أكد لنا إطار تجاري بمِؤسسة لبيع المواد شبه الصيدلانية بالجملة ، حيث صرح لنا أن هامش الربح لدى الصيادلة يصل إلى الضعف، باستثناء بعض العلامات المستوردة، التي لا يمكن بيعها بقيمة مضاعفة بحكم أن سعرها في الأساس مرتفع.
وتجاوزت أسعار قارورات المعقمات ذات سعة نصف لتر، 1200 دينار، في حين أن ثمنها في الجملة لا يتجاوز 700 دينار، مسجلة ارتفاعا مقارنة بما كانت عليه في شهر ماي المنصرم، إذ كانت لا تتجاوز ألف دينار، في حين برر أحد الصيادلة ذلك بأن «الأسعار مرتفعة لدى تجار الجملة».
ولم تنزل أسعار الكمامات لدى العديد من الصيادلة عن سقف 60 دينارا، رغم أن السلطات حددتها بـ 40 دينارا، حيث استغل الكثيرون إجبارية وضعها وتضاعف الطلب، للحفاظ على ثمنها مثلما كان عليه في فترة الأزمة في شهري أفريل و ماي المنصرمين، فيما بلغ سعر الكمامة الجراحية لدى أحد محلات بيع المواد شبه الصيدلانية بعلي منجلي 100 دينار وسط تسجيل ندرة في هذا النوع، بحسب ما أكدته لنا البائعة.
وأوضح رئيس عمادة الصيادلة الدكتور أحمد بوفامة في اتصال بنا، أن الندرة التي كانت تفتح المجال للممارسات الانتهازية قد اختفت، حيث تتوفر كل ولايات الوطن على إنتاج وفير سواء في المعقمات أو الكمامات التي يتراوح سعرها في الجملة بين 23 و 30 دينارا، مشيرا إلى أن سعرها لا يجب أن يتجاوز 40 دينارا، تضمن للصيدلي هامش ربح.
وتابع الدكتور بوفامة، أنه يمكن الحديث عن ارتفاع في سعر المادة الأولية لصناعة المعقمات وهي الكحول، حيث يتراوح ثمن اللتر منها بين 600 و 700 دينار، لكن هذا لا يبرر الارتفاع في أسعار المطهرات الكحولية، فعلى سبيل المثال، يبرز المتحدث، فإن سعر القارورة ذات 100 ملل من المعقم يتراوح فيما بين 120 و 140 دينارا فقط.
ولفت رئيس عمادة الصيادلة لأربع ولايات شرقية من بينها قسنطينة، أن المجال لا يخلو من الممارسات الانتهازية، مرجحا أن تكون أسباب هذه السلوكيات بعاصمة الشرق، الارتفاع في عدد الإصابات وإقبال المواطنين على اقتناء الوسائل الوقائية.
 وأشار بوفامة، إلى أن أسعار المعقمات والمطهرات منخفض بكثير بولاية ميلة مقارنة بما يتداول بقسنطينة، و وقفنا بمدينة أم البواقي على أن قارورة معقم بسعة 125 ملل تباع بثمن 150 دينارا، في حين أننا اشترينا نفس النوع قبل يومين فقط من صيدلية بشارع بلوزداد بقسنطينة بـ 200 دينار، كما أكد رئيس عمادة الصيادلة أن ضعف الرقابة منذ بداية الجائحة فتح المجال واسعا أمام مثل هذه التصرفات، داعيا الصيادلة إلى تغليب صوت الضمير الحي.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى