تعرف مصالح التكفل بمرضى كوفيد 19  بمستشفيات قسنطينة الثلاث، ضغطا رهيبا إثر تزايد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، حيث أن كل مركز يستقبل يوميا ما يفوق 120 حالة مشتبه فيها، إذ كشفت التحقيقات الوبائية الأولية أن العدوى انتقلت في المناسبات العائلية، فيما أصيب أطباء وممرضون وحتى إداريون بالمرض، كما اشتكى مسيرو المؤسسات من نقص كبير في وسائل الوقاية.
ووجه أطباء وممرضون بالمستشفى الجامعي، نداء استغاثة إلى المواطنين والسلطات على حد سواء، بعد إصابة العديد منهم وتوسع الأمر إلى مختلف المصالح الطبية دون استثناء، حيث قال ممثلون عنهم إن عدد المرضى في تزايد مستمر ويتجاوز عدد الوافدين إلى المصلحة سقف 100 حالة يوميا، حيث تجرى لهم فحوصات وتشخص حالتهم ثم تحول جل الحالات إلى الاستشفاء المنزلي لعدم توفر أسرة، إذ يتم التكفل بالحالات المعقدة، فضلا عن ذوي الأمراض المزمنة.
واحتج أمس، عدد من المرضى أمام مصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي، بسبب عدم قدرة الإدارة على إدخالهم إلى المصلحة لعدم توفر أسرة علاج، كما أغلقت مريضة الطريق المحاذي للمؤسسة احتجاجا على عدم التكفل بها، فيما تحدث ممثل الأطباء عن نقص في وسائل الوقاية بعد استنزاف قدرات المخزون في حين ضاعفت إدارة المستشفى من جلب مادة الأوكسجين، كما تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا على مدار يومين الاتصال بالمكلف بالإعلام غير أنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة.
وبمستشفى البير، الذي يتكفل بأزيد من 50 بالمئة من المصابين بالفيروس على مستوى الولاية، أكد مدير المؤسسة بن داود رفيق، أن الطواقم الطبية بمختلف رتبهم قد أرهقوا كثيرا خلال الفترة الأخيرة بسبب الضغط الكبير الذي تعرفه مصلحة  كوفيد، حيث تحدث عن إصابة 6 أطباء أخصائيين وعامين بالفيروس، فضلا عن أزيد من 5 شبه طبيين و أعوان إداريين وعاملات نظافة من مختلف المصالح.وطالب مدير المؤسسة، بضرورة تدعيم المؤسسة بأطباء لاسيما الأخصائيين منهم، كما أن العدوى ،كما أكد، مرشحة للتوسع أكثر داخل المصلحة نتيجة نقص وسائل الوقاية، مطالبا السلطات بضرورة تدعيم المؤسسة التي تعد نموذجية ،كما قال، في التكفل بمرضى كوفيد، كما أشار إلى أنه قد تم مراسلة مديرية الصحة بشأن هذا الأمر.
وأكد بن داود، أن المصلحة استقبلت في صبيحة واحدة فقط أزيد من 120 حالة، إذ يتقدم المرضى إلى المصلحة ابتداء من الساعة السادسة صباحا من أجل حجز الدور للفحص، مؤكدا أنه يتم التكفل داخل المصلحة بالمرضى الذين يؤكد جهاز السكانير  إصابتهم بنسبة 55 بالمئة، وهي التي تصنف مثلما قال ضمن الحالات الخطيرة.
ولفت المتحدث، إلى أن 90 بالمئة من الحالات، التي توجد على مستوى المصلحة، تنتظر نتائج اختبار « بي سي آر» كما أنها تتكفل حاليا بـ 80 مريضا، مشيرا إلى أن الأوكسجين أصبح ينفد بسرعة، حيث كانت المؤسسة تملأ مخزونها مرة واحدة في الأسبوع، لكن خلال الفترة الأخيرة يتم تزويد المستشفى كل ثلاثة أيام، مضيفا أنه تم تشديد الرقابة في كيفية استخدامه.
وأوضح المتحدث، أنه وبعد إجراء تحقيقات وبائية تبين أن غالبية الإصابات سجلت في مناسبات عائلية واجتماعية، مشيرا إلى عدم وجود أي أخطاء في التشحيص وجل الحالات التي تقدمت إلى المصلحة تبين إصابتها المؤكدة بالفيروس، علما أن المؤسسة استقبلت منذ الجائحة أزيد من 700 مصاب بالكورونا، 300 منهم تعافوا نهائيا من المرض وفقا لتحليل «بي سي آر» أما البقية فقد وجهوا للاستشفاء المنزلي بعد معالجتهم وفقا لبروتوكول الجديد لفترة محددة داخل المصلحة.   
أما بمصلحة الكوفيد  بمستشفى  ديدوش مراد، فقد أوضح مدير المؤسسة بن مهيدي عبد الكريم، أن عدد الحالات قد تزايد بشكل رهيب ووصل عدد المرضى الوافدين على المصلحة في يوم واحد إلى أزيد من 120 حالة مشتبه فيها، و  قال أن كل الأسرة مشغولة وتم توجيه عدد كبير من المرضى إلى المنزل للاستشفاء بعد منحهم وصفات طبية، في حين يتم التكفل فقط بالحالات المعقدة لاسيما لذوي الأمراض المزمنة.
ولفت المتحدث، إلى أن عدد كبير من الإصابات سببها التجمعات والمناسبات العائلية، كما أن حالات الشفاء اليومية أصبحت قليلة مقارنة بعدد الحالات المشتبه فيها، خلافا لما كان عليه الأمر من قبل إذ كانت تتجاوز عدد الإصابات بشكل محسوس، إذ أن عائلات بأكملها أصحبت يوميا تقصد المصلحة للفحص، مشيرا إلى أن الأطباء يطلقون نداء استغاثة للمواطنين من أجل احترام الإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.            لقمان/ق        

الرجوع إلى الأعلى