عرفت العديد من الأحياء والبلديات بقسنطينة، ندرة كبيرة في مادة الخبز إثر عدم التزام أصحاب مخابز بالمداومة، كما أغلقت جل المحلات أبوابها رغم تحذيرات مديرية التجارة وتسخيرها للعشرات من التجار، في حين اختفت أكياس الحليب من المتاجر منذ مساء الأربعاء.
و وقفت النصر بالعديد من الأحياء بعلي منجلي وقسنطينة، على نقص كبير في مادتي الخبز والحليب، حيث عرف يوم العيد ندرة كبيرة في الخبز إثر عدم التزام المخابز بالمداومة، فيما اختفت أكياس الحليب من جل محلات المقاطعة الإدارية علي منجلي منذ مساء الأربعاء المنصرم، إذ سارع المواطنون إلى اقتناء كميات تزيد عن حاجاتهم بحسب ما أكده لنا تجار.
و عرف توزيع حليب الأكياس تذبذبا في  بلدية عين عبيد، حيث أصبح الحصول على هذه  المادة الأساسية يؤرق سكان المنطقة، وقد نجم عنها تشكل طوابير أمام المحلات القليلة التي توزع الحليب وسط المدينة. و رغم فتح فرع تجاري لملبنة نوميديا العمومية، إلا أنه لم يتمكن من تغطية الطلب، وتشكل قربه طابور طويل للحصول على كيسي حليب.
ولم يلتزم أصحاب محلات وبائعو الخضر والفواكه، بعلي منجلي بتسخيرات مديرية التجارة، حيث كانت جلها موصدة طيلة اليوم الأول، قبل أن تفتح بعض المحلات والأكشاك أبوابها ساعة قبل الحجر المقرر في الثامنة مساء، فيما أكد لنا سكان بوسط مدينة قسنطينة فضلا عن سيدي مبروك وساقية سيدي يوسف وباب القنطرة، أن جل المتاجر والمخابز لم تفتح أبوابها.
واعترف رئيس جمعية الخبازين لولاية قسنطينة، بوقرن عبد العزيز، بوجود اختلالات وصفها بالفادحة في توزيع مادة الخبز لأول مرة بهذا الحجم في أيام العيد، حيث أوعز الأمر إلى غياب التنسيق بين مديرية التجارة واتحادي الخبازين و التجار، مؤكدا أن هيئته لم تتحصل على التسخيرة الخاصة بالمناوبين في يومي العيد.
وأضاف المتحدث، أن الإشعار بضمان المداومة كان يصل إلى اتحاد التجار، قبل أسبوعين من أيام العطل والمناسبات، إذ يتم مثلما أكد، تحديد قائمة المخابز التي تضمن المداومة وذلك بالتنسيق مع مديرية التجارة وهيئته، حيث تخضع المخابز العاملة للمراقبة والتفتيش، مشيرا إلى أنه وفي ظل عدم وجود تسخيرة  فقد أغلق أصحاب المخابز محلاتهم و سرحوا العمال، موضحا بخصوص تلك التي عملت يومي العيد بأنها متطوعة فقط، حيث أعطى مثالا عن مخبزته التي تعد الوحيدة التي فتحت أبوابها بحي بكيرة، “ولم تغلق منذ الساعات الأولى لصباح العيد”.
وتأسف محدثنا لعدم وجود مناوبة رسمية للخبازين لأول مرة في قسنطينة التي كانت رائدة في هذا الأمر، مما تسبب في تسجيل نقص كبير في عرض الخبز، فيما ذكر رئيس اتحاد التجار الجزائريين لولاية قسنطينة بوجلال الصادق، أن تسخيرة المداومة ليومي عطلة العيد وصلت هيئته من مديرية التجارة، وتم إبلاغ الخبازين المعنيين بها، لكن لم يتم إخطار رئيس جمعية الخبازين بشأنها مراعاة لظرف خاص مر به.
وتابع المتحدث، أنه وخلال خرجة مراقبة لنشاط الخبازين المعنيين بالمناوبة، وقف على عدم التزام نسبة معتبرة منهم، وهو ما حدث في حي سيساوي، وغيرها من المواقع، في حين فتحت مخبزة في الكانطولي وأخرى في بوصوف، وبكيرة، مؤكدا أن الغلق يعود لظروف اعتبرها قاهرة، من بينها، كما أوضح، أن كل عمال المخابز ينحدرون من خارج قسنطينة، ناهيك عن ظروف الحجر والوباء، وانعدام النقل والارتفاع الكبير في درجة الحرارة  في هذه الأيام.
و دعا رئيس الاتحاد، المستهلكين إلى العودة إلى التقاليد القديمة في مثل هذه الظروف والمناسبات الدينية وذلك بإعداد الخبز المنزلي، متسائلا عن سبب تحميل التجار في كل مرة مسؤولية نقص المواد الواسعة الاستهلاك، إذ قال أنه بإمكان المواطنين التصرف أو استعمال الثلاجات لتخزين ما يحتاجونه في مثل هذه المناسبات، مؤكدا أن نسبة استجابة التجار بالولاية للمناوبة يومي العيد، وصلت إلى 75 بالمئة، حتى أن سوق الجملة للخضر والفواكه فتح أمس وكان هناك فائض.
ص.رضوان/ل.ق 

الرجوع إلى الأعلى