تعرف العديد من المخابر الخاصة بولاية قسنطينة، نقصا في محلول خاص يُستعمل في تحاليل الكشف عن كوفيد 19 عن طريق أخذ عينات من الدم للكشف عن الأجسام المضادة، حيث اضطرت العديد منها لغلق فروعها التي اختصت في هذا النوع من التحاليل، بسبب نفاد الكميات المتوفرة منذ أيام.
ولاحظنا خلال تواجدنا أمام بعض المخابر خلال هذا الأسبوع، عددا من المواطنين وعلامات الحيرة بادية على وجوههم وعند اقترابنا من باب مخبر في وسط مدينة علي منجلي، علمنا من عون الأمن أن مادة تُستعمل في الكشف عن كورونا منعدمة، فيما كان يقوم بتدوين أسماء الراغبين في الخضوع للكشوف، من أجل تنظيم العملية مباشرة بعد توفرها، وأخبرنا المتحدث أنه لا يملك تاريخا محددا للتزود بالمحلول مؤكدا أن الفترة لن تتجاوز يومين من أجل عودة المخبر لإجراء التحاليل.
كما اضطر صاحب مخبر في مدينة الخروب إلى غلق أبوابه بسبب نفاد الكميات التي كان يحوز عليها بعد أن خصص أحد فروعه لتحاليل كورونا، وذلك في انتظار تزويده بشحنات جديدة من أجل العودة لمزاولة العمل، أما في وسط مدينة قسنطينة، فقد أكد لنا صاحب مخبر خاص أنه تلقى شحنات المحلول المذكور من قبل ولكن بكميات قليلة، ليتم بعد مدة تزويده بحصص معتبرة نفدت في وقت قياسي بسبب الإقبال الكبير من طرف المواطنين.
و أكد مشرف على التحاليل في مخبر آخر أنه قرر تقليص عدد الخاضعين لاختبار كورونا يوميا، من أجل تفادي نفاد المحلول بسرعة رغم أنه كان يستقبل حوالي 500 مواطن يوميا قبل أن يقرر خفض العدد إلى 100، مضيفا أن المخبر سيعود لاستقبال كل المشكوك في إصابتهم بعد توفير المادة المذكورة.
وعبر عدد من المواطنين الذين التقينا بهم أمام أبواب المخابر، عن تذمرهم من نقص المحلول، خاصة وأن البعض منهم يعاني من أعراض فيروس كورونا، ومنهم من لم يقو على النزول من المركبة، فيما أكد البعض الآخر أنهم غير قادرين على إجراء اختبار «بي سي آر» بسبب مقابله المادي الذي يفوق 1.2 مليون سنتيم، أو الكشف عن طريق السكانير  والذي يكلف ما بين 1.5 إلى 1.7 مليون سنتيم.
ويتمثل المحلول الذي يعرف ندرة بالمخابر الخاصة، في مادة توضع على عينات الدم لتحديد إذا كان الشخص أصيب بالفيروس منذ مدة، ففي حالة الاصابة يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضادة لمقاومته، حيث يساعد هذا المحلول في الكشف عنها وفق تقنية مناعية إنزيمية.
وكان والي قسنطينة قد صرح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن السلطات خصصت مبلغ 8 ملايين دينار لاقتناء كواشف كوفيد 19، لضمان تحكم أفضل في الوضعية الوبائية، حيث ستوضع تحت تصرف مخبر الكشف عن فيروس كورونا، فيما أحصت الولاية إلى غاية أول أمس 1091 إصابة بكوفيد 19 منذ ظهور الوباء، منها 14 حالة جديدة، وفق أرقام وزارة الصحة.
حاتم.ب

الرجوع إلى الأعلى