انتقدت التنسيقية الولائية للحركة الجمعوية للمجتمع المدني بقسنطينة أمس، واقع قطاع التربية في الولاية، بسبب ما وصفته بالتسيّب ما أدى إلى تقهقر قسنطينة من المرتبة الخامسة وطنيا إلى الـ 39 في شهادة البكالوريا، متحدثا عن تجاوزات وخروقات، وهي اتهامات نفاها مدير التربية، كما قال إن النتائج الدراسية المسجلة يتحمل مسؤوليتها الجميع.
وقال رئيس التنسيقية، العطافي محمد، خلال ندوة صحفية، إن قطاع التربية في الولاية يعيش فوضى كبيرة نتيجة «التسيب والإهمال» من بعض المسؤولين، ممثلا بترتيبها المتأخر وطنيا في امتحان شهادة البكالوريا، وأضاف أن هيئته راسلت الوزارة الوصية من أجل إيفاد لجنة تحقيق تقف على «الخروقات والتجاوزات» التي تحدث في قطاع التربية، حيث قال بأن بعض المؤسسات التربوية بها 1000 تلميذ ولا تتوفر على مدير ومقتصد، فيما تم فتح مؤسسة بها 16 تلميذا من أجل إرضاء مديرتها، حسب قوله.
وذكر المتحدث أن السكنات الوظيفية والإلزامية أصبح يحتلها «غرباء» عن قطاع التربية، قائلا بأنه على سبيل المثال، استفاد من سكن إلزامي لأن ذلك حقه بما أنه ينتسب لهذا القطاع، مكذبا أن يكون قد استولى على شقة ذات 3 غرف في ثانوية فضيلة سعدان، كما قال إن عددا من المدراء والأساتذة أوقفوا عن عملهم ويمكثون في البيت ويتلقون أجورهم والمنح بشكل عادي.
وقال رئيس المجلس الاستشاري للتربية، بودن عبد الرحمان، إن قسنطينة تعرف تقهقرا واضحا في قطاع التربية، وفوضى عارمة حتى أصبح «الغش عنوانها»، وانتقد عدم إنجاز مقر لمديرية التربية يكون أكبر مساحة من الحالي والذي يستغل منذ 1962، رغم ارتفاع عدد الموظفين من حوالي 5 آلاف إلى قرابة 20 ألفا، هو ما يعرقل مهام الموظفين حسبه.
وتحدث بودن عن الاكتظاظ في مؤسسات تربوية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، مؤكدا أن انعدام التخطيط والعمل المسبق لتسيير هذا التطور السكاني تسبب في ظروف «كارثية» في مختلف المدارس والأقسام، كما انتقد عدم جاهزية بعض المؤسسات والتي تبقى حسبه، غير مهيأة وبها نقائص مثل التدفئة والإطعام، كما تطرق إلى الظروف الصعبة التي يعيشها التلاميذ القاطنون في مناطق الظل.
مدير التربية بولاية قسنطينة، محمد بوهالي، كذب في اتصال بالنصر ما وصفه بالادعاءات، فيما وافق العطافي، بأن غرباء يقطنون في سكنات وظيفية وإلزامية، مؤكدا أن المنتقد هو نفسه المعني بهذا الإشكال، لأنه يستولي، حسب بوهالي، على 3 سكنات وظيفية من خلاله استغلاله لسكن ومنح اثنين آخرين لأفراد من عائلته، بثانوية فضيلة سعدان، فيما تبقى المديرة تقطع يوميا كيلومترات من أجل الوصول إلى المؤسسة، كما اعتبره غريبا عن قطاع التربية بما أنه يعمل كمفتش.
أما بخصوص الحديث عن الاكتظاظ وعدم التسيير الجيد للمؤسسات في علي منجلي، فقد رد مدير التربية أن المدينة الجديدة يضرب بها المثل من حيث توفر الهياكل التربوية، مؤكدا أن عدد الثانويات يبقى كافيا، فيما واجه الضغط ببعض المتوسطات بتحويل ثانوية إلى متوسطة مع فتح أخرى جديدة في الوحدة الجوارية 18.  و عن فتح مؤسسات بها عدد قليل جدا من التلاميذ، قال بوهالي إن المصالح الولائية وزعت وحدات سكنية بموقع التوسعة الغربية بعلي منجلي، وعليه وفرت المديرية متوسطة وابتدائيتين لفائدة أبناء القاطنين هناك، ولكنه تفاجأ بأن المعنيين لم يقطنوا في السكنات، فأضطر إلى مواصلة اعتماد متوسطة بها 76 تلميذا، مع غلق ابتدائية واعتماد واحدة إلى حين ارتفاع عدد العائلات بالمنطقة، أما عن قضية ترتيب الولاية في شهادة البكالوريا، فقد رد بأن الأمر يتحمله المعلم والتلميذ والأولياء والمفتشون وكل المنتسبين لقطاع التربية وليس مديرية التربية، وفق تعبيره.  وذكر بوهالي، أن المديرية حضرت جيدا لموعد الدخول المدرسي الذي يسعى رئيس التنسيقية إلى إفشاله حسبه، موضحا أن مصالحه أشرفت على فتح 11 ابتدائية و6 متوسطات و6 ثانويات جديدة تحسبا للدخول المدرسي القادم.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى