تشهد وحدة الجر المتخصصة في صيانة القاطرات بسيدي مبروك و التابعة لشركة النقل بالسكك الحديدية في قسنطينة، تراكما لمصافي محركات وصفائح فرامل معدنية وبراميل بها زيوت ونفايات تخص عمليات الصيانة، وأكدت أطراف من الشركة أن تلك المواد قابلة للاشتعال بما يشكل تهديدا على المكان ومستعملي الجسر الواقع أعلاه، فيما نفت المديرية العامة أن تكون تلك النفايات مصدر خطر على المواطنين و وعدت برفعها في قادم الأيام.
وطفت القضية إلى السطح بعد نشر فيديو بموقع «فيسبوك»، من طرف أحد عمال الوحدة، أظهر رمي آلاف مصافي الزيت والمازوت والهواء وصفائح معدنية وبلاستيكية، وبراميل بها زيوت ونفايات سائلة تستعمل في عمليات صيانة المقطورات، أسفل جسر سيدي مبروك، حيث قال العامل إنها تشكل تهديدا على حياة المواطنين الذين يستعملون الجسر، خاصة حسبه وأن تلك المواد قابلة للاشتعال، كما أنها قريبة من كوابل كهربائية وعداد وأنابيب غاز، ليضيف أن عمليات الرمي العشوائي بالوحدة تتواصل منذ 5 سنوات، وبأنه راسل مدير الوحدة عدة مرات ولكنه لم يتحرك حسبه.
وتنقلت النصر إلى الوحدة أول أمس، و وقفت على تكدس تلك المصافي وآلاف صفائح الفرامل، كما شاهدنا انتشار براميل بها زيوت ومواد سائلة، ولاحظنا أن الفوضى تعم المكان، حيث كان الرمي عشوائيا ما جعل علو النفايات المكدسة يفوق المتر.
المدير المركزي للعتاد والجر بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مكربي عبد الرزاق، كذّب أن تكون عمليات الرمي متواصلة منذ 5 سنوات، وأوضح أن تفشي فيروس كورونا في الأشهر الأخيرة، وما تعرفه الفترة السابقة من حجر صحي، عرقل المؤسسات المعنية في رفع هذه النفايات.
وأضاف مكربي أن التخلص من تلك البراميل يدخل ضمن مهام مؤسسات رفع الخردة، موضحا أن الشركة المعنية والتي تعودت على العمل مع وحدة الجر بسيدي مبروك، تقع في ولاية عنابة، وتعذر عليها إرسال فرقة بسبب تسريح نصف عدد العمال وكذا غلق الحدود بين الولايات.
وأكد المتحدث أنه بعد تراجع انتشار كوفيد 19 وانخفاض عدد الإصابات المؤكدة، ستستأنف المؤسسات المعنية عملها وبالتالي تبقى قضية انتشار النفايات قضية وقت فقط وسيتم رفعها في غضون أيام.
وأشار المسؤول، إلى أن مصافي المقطورات الخاصة بالهواء والزيت والمازوت، كانت ترمى بشكل عادي، ولكنها صنفت مؤخرا كمواد خطيرة من طرف مؤسسات المحافظة على المحيط، حيث تلقت مصالحه تعليمات بخصوص خصوصية هذه المواد، ما أجبر الوحدة على انتظار الشركة المتخصصة في رفع هذا النوع من النفايات العودة إلى العمل من أجل التخلص منها، خاصة وأنها كانت متوقفة بسبب جائحة كورونا حسبه.
كما قال المدير، إن وقوع المستودع في مكان مفتوح وقريب من وسط المدينة، دفع إلى وضع تلك النفايات أسفل الجسر من أجل إخفائها حتى لا تشوه منظر المدينة والمكان، مؤكدا أنه اتصل بمدير الورشة وأخطره أن عملية الرفع ستنطلق بداية من الأسبوع القادم.
وعن العدد الهائل من المصافي وصفائح الفرامل وغيرها من النفايات المرمية بالمكان، رد المتحدث أن كل عربة تحوز على 20 مصفاة ويتم تغييرها كل 3 أسابيع وهو ما جعل العدد كبيرا، خاصة وأن الرمي لم ترافقه عمليات الرفع، وبالتالي أدى ذلك إلى تكدس النفايات، كما ذكر أن مصالحه لا يمكن أن تتسبب في تعريض حياة المواطنين للخطر، مذكرا بوجود مصلحة نظافة وأمن تابعة للوحدة، تقوم بعمليات المراقبة وتسهر على عدم حدوث كوارث.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى