انتقد أول أمس، الوالي، أحمد ساسي عبد الحفيظ، أداء مندوبيات بلدية قسنطينة، وذكر أن الأمر وصل بالقائمين على بعضها إلى تبرير العجز عن إنجاز مهامها بجائحة كورونا، فيما اعتبر أن وضعية النظافة في المدينة لا ترقى إلى مستوى الموارد المالية المبذولة فيها، معلنا عن إنجاز دراسة لتعويض المقابل الجزافي لعملية النظافة إلى التقييم الفعلي القائم على النجاعة.
وجاء حديث الوالي ضمن كلمة ألقاها، في مقر الولاية بحي عبد السلام دقسي، بمناسبة تنصيب رئيس دائرة قسنطينة الجديد، حيث قدم مجموعة من النقاط ذات الأولوية في التكفل بها على مستوى المدينة، من بينها التحسين الحضري في العديد من الأحياء، مثل «الجذور» و»ابن الشرقي»، قبل أن يضيف أن «العديد من المواطنين لاحظوا عدم جدية العديد من المندوبيات في عملها»، كما أوضح أن الولاية تلقت رسائل من الكثير من المواطنين الذين اشتكوا من نقائص غير مقبولة في المندوبيات. وأضاف المسؤول قائلا «نلاحظ عدم سير المرفق العام في المندوبية والمردود غير ظاهر، كما أن المردود يظهر عندما لا يكون تنبيهٌ بالنقائص من طرف المواطنين».
و ذكر نفس المصدر أن الأمر «وصل إلى التذرع بفيروس كورونا، الذي تحول إلى مبرر لكل عجز، رغم أن الظروف تغيرت وعادت الإدارة إلى مهامها اليومية بصورة عادية»، مشددا على ضرورة عودة جميع المرافق إلى أداء دورها. وأوصى الوالي رئيس الدائرة و الأمين العام للبلدية بالعمل على التعرّف الآني على أي خلل يسجل في المندوبيات. وشملت ملاحظات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي وضعية النظافة، حيث اعتبر أنها لا ترقى إلى منزلة مدينة قسنطينة، فضلا عن أنها لا تتناسب مع القيمة المالية الكبيرة التي تبذلها الدولة فيها، مشيرا إلى وجود متعاملين خواص وثلاث مؤسسات عمومية مكلفة بعملية التنظيف.
و لجأت السلطات المحلية إلى إسناد مهمة إنجاز دراسة إلى مكتب دراسات عمومي من أجل إجراء إعادة تقييم متطلبات النظافة لفائدة البلدية، بحسب الوالي، الذي أكد أنها تتلخص في مراجعة التعامل الحسابي في مجال النظافة ليكون متناسبا مع ما يقابله من عمل المؤسسات، «لأن العمل مع المؤسسات يحتسب في الوقت الحالي بطريقة جزافية، فيما ينبغي العمل معها بحسب الفعالية لتحسين تسيير مصاريف الدولة»، مثلما أوضح. ودعا الوالي جمعيات المجتمع المدني والمواطنين إلى المشاركة في عملية المحافظة على المحيط والتنظيف، فيما أوصى بأن توجه دعوة إلى عينة من ممثلي المجتمع المدني بالمدينة لحضور عملية تقديم الدراسة إلى بلدية قسنطينة.
و نبه نفس المصدر أيضا إلى ضرورة مواكبة جمعيات أولياء التلاميذ للدخول المدرسي القادم، من خلال العمل على ضمان التباعد واحترام البروتوكول الوقائي، وتهيئة جميع الظروف الملائمة لاستقبال التلاميذ، في حين ذكر نائب رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ وأمين الأكاديمية الولائية للمجتمع المدني أن التواصل بين السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني كان متشنجا خلال خمس سنوات الأخيرة، فيما تحدث عن منعه من حضور آخر دورة للمجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة كمجتمع مدني. واعتبر رئيس جمعية حي عبد السلام دقسي في تدخله أن مشكلة المندوبيات تكمن في عدم حيازتها الوسائل اللازمة وعدم استقلاليتها، رغم ما يقوم به المندوبون من جهود كبيرة بحسبه.
و اعتبر الوالي أن التجارة الفوضوية من الملفات ذات الأولوية وذات الطابع الاستعجالي، مشيرا إلى إزالة سوقين فوضويين في حي دقسي مؤخرا، لكنه نبه إلى ضرورة إيجاد السبل لتوجيه الباعة نحو النشاط القانوني.        سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى