التحق أمس، أكثر من ثلاثة وعشرين ألف تلميذ جديد بالطور الابتدائي في قسنطينة في ظل ظروف وقائية خاصة من جائحة كورونا، ستشمل تفويج الأقسام والمطاعم المدرسية، التي رصد لها تسعة وثمانون مليار سنتيم، في حين سجلت اختلالات في بعض المدارس بخصوص توفير وسائل الوقاية في اليوم الأول.
وافتتحت السنة الدراسية من ابتدائية الإخوة بوجردة بحي صالح باي في قسنطينة، حيث أوضح الأمين العام لمديرية التربية لولاية قسنطينة أن عدد التلاميذ الجدد المسجلين في الطور الابتدائي يقدر بـ 23 ألفا و 606، في حين يفوق العدد الإجمالي 225 ألف تلميذ. وأضاف نفس المصدر أن عدد المؤسسات التربوية الابتدائية في الولاية يقدر بأربعمئة وثلاث عشرة مدرسة من بينها أربع مؤسسات جديدة. وقد التقى الوالي ببعض أولياء التلاميذ في المدرسة، حيث طرح عليه ولي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة ابنه الذي لم يستطع إيجاد مقعد دراسي له، في حين ذكر ممثل عن السكان أن الابتدائية تسجل مشكلة تسرب مياه الأمطار، متحدثين عن وجود مئة تلميذ من الطور المتوسط دون نقل مدرسي.
وتنقل الوالي من منطقة الغراب إلى تافرنت بجبل الوحش، حيث طرحت ولية تلميذ مشكلة الكتب المدرسية التي لم توفر لجميع التلاميذ، كما قالت إن الوجبات المدرسية توزع باردة ما يضطر الأولياء إلى توزيعها بأنفسهم على أبنائهم، حيث شدد الوالي على ضرورة توفيرها ساخنة وضمان الكتب المدرسية لجميع التلاميذ، في حين اطلع على تدابير الوقاية داخل المدارس، على رأسها توزيع الكمامات وضمان التباعد داخل الأقسام وفي الساحات بتعقيم الأرضية بمواقع وقوف جميع التلاميذ.
وصرح الوالي للصحافة خلال الزيارة أنه ينبغي الالتزام باحترام التدابير الوقائية في جميع مدارس الولاية. وأوضح أن الإمكانيات المتوفرة في مجال الإطعام لا تغطي كافة المتطلبات، مضيفا أن السلطات الولائية ستواصل جميع الجهود لوضع التجهيزات اللازمة من أجل تقديم الوجبة الخاصة بالتلاميذ، مؤكدا أن المدارس ستعتمد التفويج في المطاعم المدرسية مثل الأقسام.
غلق مدرسة يثير حفيظة أولياء
بعين عبيد
وشاركت في افتتاح الدخول المدرسي، إلى جانب الوالي، جمعيةُ رائدة الصخر العتيق، حيث وزع أفرادها الكمامات والمعمقات الكحولية، في حين ذكر مواطنون من حي المريج أن الكمامات والمعقمات لم توزع على التلاميذ في مدرستي محمد رضا هروم وعيسى ضرسوني، كما عرف الدخول المدرسي بدائرة عين عبيد نوعا من الاضطراب، جراء استقبال التلاميذ أجواء غير مريحة في بلغراري وغلق المدرسة الزعرورة ببلدية ابن باديس دون إخطار الأولياء، حيث تقرر هدمها وتحويل التلاميذ إلى أخرى تقع في نفس المنطقة على طريق دار العجزة سابقا. واحتج الأولياء بشل حركة المرور بين مقر البلدية والخروب.
وعلمنا أن تدخل السلطات المحلية فض الاحتجاج خلال حوالي نصف ساعة، فيما سبق للأولياء أن اشتكوا من الوضعية المتدهورة للمرفق بظهور الكثير من التشققات والتصدعات التي حولت الحجرات إلى خطر يهدد حياة المتمدرسين.
أما في بلدية عين عبيد، فقد عرف الدخول المدرسي في ابتدائية قريشي بورغدة، اضطرابا جراء وضعيتها، أين لم تُهيأ لاستقبال التلاميذ، وسجلت تدهورا في الحجرات والطاولات، التي قال لنا أحد الأولياء إنها غير صالحة، وأن المؤسسة لم تخضع لعملية تعقيم ولا تنظيف.
وأضاف نفس المتحدث أن أسلاك عداد الكهرباء، غير مغطاة وفي متناول يد التلاميذ، كما أن المرافق الصحية مخربة ودون أبواب، ولم تعد صالحة للاستعمال، في حين حرم انعدام الطباخين المتمدرسين من الوجبات الساخنة.
ولم نتمكن من الاتصال بالمسؤولين في بلدية ابن باديس، فيما أوضح لنا نائب رئيس بلدية عين عبيد أن تأخر تهيئة مدرسة بلغراري يعود إلى عدم تعيين مدير لها ليستقبل الفرقة التي تم تسخيرها لعملية تهيئة وتنظيف المدارس التي انطلقت مع بداية شهر سبتمبر.
توزيع ثلاثين ألف حقيبة مدرسية
وحظي ملف الدخول المدرسي بالنقاش في الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي التي اختتمت أمس، حيث انتقد منتخب عدم توفر وسائل الوقاية والتعقيم فضلا عن أجهزة قياس حرارة الجسم بالابتدائيات، كما تحدث عن توسع ظاهرة تجول الكلاب الضالة بمحيط المؤسسات التربوية، مطالبا الوالي بالتدخل للتكفل بكل الاختلالات المسجلة، فيما طالب آخر بالتكفل بابتدائية مسعودي المهددة بالانهيار على مستوى حي الشالي.
وأوضح الوالي في رده، أن السلطات تبذل قصارى جهدها من أجل ضمان موسم دراسي آمن لاسيما في هذا الظرف الصحي الحساس،  حيث تم اقتناء 25 حافلة جديدة تم توزيعها على كل بلديات الولاية باستثناء قسنطينة، مضيفا أنه ستتم معاينة وضعية النقل المدرسي خلال الأسبوع الأول ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة إذ من الممكن أن يتم اللجوء إلى التعاقد مع الخواص في الخطوط التي تعرف اختلالات، كما أكد في رده على انشغال نقل الأطفال المرضى بالتوحد بابن زياد، أنه تم منح البلدية 3 حافلات وسيتم التكفل بهذه الفئة في انتظار فتح مركز بمقر سكناهم مستقبلا.
وبلغة الأرقام، تحدث أحمد ساسي عبد الحفيظ، عن وجود 162 مطعما مهيكلا بكل الوسائل، في حين أن 242 مؤسسة تتوفر على قاعة أكل فضلا عن معدات بسيطة، كما ذكر أن الولاية تسعى إلى تقليص عدد المؤسسات التي تقدم الوجبات الباردة والتي يتجاوز عددها 100 ابتدائية.وتابع الوالي، أنه تم الوقوف على وجود عدد قليل جدا من المؤسسات التي  لا تتوفر على أماكن لإطعام التلاميذ، كما أفاد أن الميزانية المخصصة للإطعام بالبلديات تفوق 89 مليار سنتيم، ناهيك عن الدعم المقدم لها من ميزانية الولاية، فضلا عن صندوق تمويل الجماعات المحلية، وهو ما يعكس مثلما قال، الجهود المبذولة من طرف الدولة.
وفيما يخص عمليات التعقيم وتوفير وسائل الوقاية، ذكر الوالي أنه تم اقتناء 413 جهاز تعقيم وهو نفس عدد الابتدائيات بالولاية، مؤكدا أن حماية التلاميذ تبدأ من تعقيم المؤسسات قبل الدخول إليها، أما فيما يخص الكمامات والمعمقات الكحولية، فقد أبرز بأنه من غير الممكن التحكم في العملية وتوفيرها من طرف ميزانية الدولة، مشيرا إلى إطلاق عملية تضامنية الأسبوع المقبل لتوفيرها عبر مختلف الابتدائيات، مضيفا أنه سيتم توزيع 30 ألف حقيبة مدرسية في حين أن عملية تسليم المنح ستتم في أقرب الآجال.  
سامي.ح/ ص. رضوان/ لقمان .ق

الرجوع إلى الأعلى