يشتكي سكان التجمع العمراني حجرة بن عروس أسفل المنية من العزلة وما وصفوه بالتهميش طيلة السنوات الأخيرة، حيث قالوا إن الحي يعد منطقة ظل لا تبعد سوى بكيلومترين عن وسط مدينة قسنطينة، مطالبين بضرورة تسجيل مشاريع لتهيئة الموقع وربط سكناته بشبكات مياه الشرب والصرف الصحي.
واحتج بداية الأسبوع، العشرات من المواطنين بالطريق الوطني 27، قبل أن يتنقل رئيس دائرة قسنطينة والمندوب البلدي لقطاع سيدي راشد، أين أقنعوا السكان بالعدول عن الاحتجاج و اتباع سبل الحوار من أجل إيجاد حلول للانشغالات المطروحة.
و وقفت النصر، خلال زيارة للحي، على انعدام تام للتهيئة لهذا التجمع العمراني الكبير، إذ أن ممراته وطرقاته عبارة عن مسالك ترابية تتحول إلى كتل ضخمة من الطين كلما تساقطت قطرات من المطر، في حين وجدنا صعوبة في الدخول إليه بسبب اهتراء الطريق وكثرة الحفر، كما أننا لم نتجول بمختلف أرجائه لصعوبة عبور المركبات.
وعند دخولنا إلى الموقع، لاحظنا أن النفايات والأوساخ مكدسة في كل مكان، فشاحنات النظافة لا تزور المكان إلا مرة واحدة في 15 يوما كما أنها تتوقف عن العمل بالحي عند سقوط الأمطار إذ أن الشاحنات لا تستطيع الدخول إليه، فيما قام سكان بتهيئة بعض النقاط بإمكانياتهم الخاصة.
ومن المفارقات بالحي، وجود التسربات المائية في كل مكان حيث لاحظنا المياه وهي تتسرب من إحدى القنوات الرئيسة، في حين أن العشرات من السكنات لا تتزود نظاميا بهذه الخدمة رغم تقديمهم لطلبات بإمدادهم بالعدادات منذ سنوات، فيما ذكر ممثل عن جمعية الحي أن الكثيرين يتزودون فوضويا بالمياه ويدفعون ضرائب جزافية رغم طلب تسوية وضعيتهم.
وأكد ممثل جمعية الحي، أنه تم إنجاز قناة رئيسية لشبكات الصرف بالحي، لكن لم يتم ربطها بمختلف السكنات التي يلجأ أصحابها إلى الشبكات القديمة المهترئة وهو ما نتج عنه تسرب للمياه القذرة وانبعاث للروائح الكريهة من كل مكان، كما ذكر سكان أنهم ظلوا يتلقون الوعود منذ سنوات من أجل تسجيل مشاريع للتهيئة وربط البنايات بمختلف الشبكات لكن دون جدوى.
وتحدث قاطنو الحي، عن تزويد منازل بالغاز وإقصاء أخرى دون أي سبب، إذ توقفت البلدية عن منحهم رخص الاستفادة بهذه المادة الحيوية، كما طالبوا أيضا بمشروع ابتدائية حيث يتنقل التلاميذ مشيا إلى حي الكانطولي عبر حافة الطريق الوطني 27 للتمدرس وهو ما قد يعرضهم إلى أخطار حوادث المرور.
وأكد السكان، أن الأوعية العقارية التي تعود ملكيتها للدولة متوفرة بالحي، حيث طالبوا بضرورة حماتيها من الاعتداءات المتكررة لاسيما وأن جمعية الحي قد حاولت في العديد من المناسبات منع المعتدين، مطالبين بإنجاز مدرسة وملعب جواري فوقها.
ونحن نتجول بالحي، التقينا بأحد السكان الذي قال بأن السيول التي تنزل من أعلى الهضبة قد تسببت في تشقق الكثير من جدران المنازل كما أنها تتسرب إلى البيوت، ودمرت البساتين الصغيرة، في حين لاحظنا أن أصحاب المنازل قد قاموا بسد أبواب المحلات أو المستودعات  بالصفائح المعدنية و أكياس حصى الرمل.
وأوضح مندوب مندوبية سيدي راشد عبد الحكيم لفوالة، أنه سيعقد اجتماعا اليوم الأربعاء بإشراف من رئيس الدائرة، حيث سيحضر اللقاء ممثلون عن مؤسستي سياكو والديوان الوطني للتطهير، فضلا عن سونلغاز وذلك من أجل إيجاد حلول مستعجلة وعملية لانشغالات المواطنين، كما تجدر الإشارة إلى أن بلدية قسنطينة قد صنفت منطقة حجرة بن عروس كمنطقة ظل شهر مارس من العام الماضي، أين أكد "المير" في تلك الفترة أنه سيتم التكفل بمختلف النقائص.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى