• الولاية بحاجة إلى ألفي مليار للقضاء على اختلالات التوزيع والتطهير
استفادت ولاية قسنطينة من عملية لإنشاء نظام للتحكم عن بعد في شبكة المياه للحد من التسربات مع تسجيل دراسة مرافقة لإعادة الاعتبار لشبكتي المياه الشروب المهترئة بكل من الخروب وقسنطينة، كما وجهت وزارة الموارد المائية تعليمات استعجالية لإعادة تشغيل قنوات سد حمام قروز بوادي العثمانية استعجاليا لرفع قدرات تموين الولاية من سد  بني هارون، فيما أطلق مشروع للقضاء على أكبر نقطة سوداء للتزود بالمياه ببلدتي ابن زياد ومسعود بوجريو، لكن الولاية تبقى بحاجة إلى ألفي مليار سنتيم للقضاء على الاختلالات المسجلة في مجال التزود بالمياه وتحسين شبكة التطهير.
وأجرى أمس الأول، الخميس وزير الموارد المائية أرزقي براقي زيارة ميدانية إلى ولاية قسنطينة، حيث استمع إلى عرض مفصل من طرف مديرة الموارد المائية بوقفة آمنة، حول وضعية القطاع مع اطلاعه على نسبة تقدم المشاريع والنقاط السوداء التي يعاني سكانها من نقص حاد في التزود لاسيما ببلديتي عين عبيد وابن زياد، كما أشارت المتحدثة إلى أن 15 بالمئة من سكان الولاية يعانون من تذبذب في التزود.
وذكرت مديرة القطاع، في تدخلها أن الولاية بحاجة إلى ألفي مليار سنتيم في الوقت الحالي من أجل تسجيل 26 عملية تتعلق بتجنيد الموارد بغلاف مالي يقدر بـ 365 مليار سنتيم فضلا عن إنجاز 9 عمليات بالتزود بالمياه الصالحة للشرب بقيمة مالية تقدر بـ 620 مليار سنتيم، بالإضافة إلى 1015 مليارا للتكفل بالتطهير وكذا 60 مليارا خاصة بمشاريع مائية موجهة لقطاع الفلاحة.
ولفتت المتحدثة، إلى تسجيل مشكلة عويصة بدائرة عين عبيد، التي تعرف اختلالات في التزود بالمياه الصالحة للشرب، حيث ذكرت أن الجهات القائمة على القطاع حاولت حفر آبار ارتوازية لكنها لم تجد الماء قبل أن تستفيد من مشروع خزان بسعة 5 آلاف متر مكعب في إطار عملية كبرى لتموين وتأمين الولاية بالمياه في حين أن الأشغال جارية بمشروع البئر الارتوازي بحي بومرزوق، كما أن شركة كوسيدار ستسلمه قبل نهاية شهر جوان المقبل.
وأوضح الوالي ساسي أحمد عبد الحفيظ، في تدخله أن بلدية عين عبيد، تعرف ضائقة لكن سيتم التكفل بها قبل دخول الصيف المقبل، قبل أن يؤكد أن بلدية ابن زياد هي أكبر نقطة سوداء بالولاية إذ كانت تتزود بصفة نظامية لكن جفاف الآبار بسبب شح المياه تسبب، مثلما قال، في مشكلة عويصة لسكان تلك المنطقة، داعيا الوزير إلى التدخل لتعزيز ومضاعفة كميات المياه الموجهة إلى الولاية من سد بني هارون وذلك عن طريق محطة سيدي خليفة وإعادة تفعيل قنوات سد حمام قروز بولاية ميلة، كما أشار إلى التكفل ببلدية بني حميدان من خلال استثمار 2.5 مليار لتموينها من بلدية الحامة.
وتابع الوالي، الذي تحدث بإسهاب عن الاختلالات والصعوبات التي تواجهها السلطات في تسيير المياه، أن مدينة قسنطينة بالأخص وبلدية الخروب في درجة ثانية تعرفان اهتراء كبيرا في شبكة المياه الصالحة للشرب، بسبب قدمها إذ أن 40 بالمئة من التسربات المسجلة بسبب المشكلة، وهو ما تسبب في انعدام مخطط توزيع دقيق، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب استعجاليا تسجيل دراسة للتكفل بالنقاط السوداء والتسربات الكبيرة والتي لابد أن يقضى عليها، كما قال، قبل دخول الصائفة.
وأكد أحمد ساسي عبد الحفيظ، أن الولاية وضعت مخططا استشرافيا لتأمينها بصفة شاملة من خلال تثمين الموارد المائية المتوفرة، إذ لا يجب، كما صرح في تدخله أمام الوزير، أن يتم الاتكال فقط على مياه السد فقط بل يجب إنشاء آبار وتدابير على مستوى الولاية لمواجهة أي اختلالات تنجم عن الجفاف، حيث سيتم تحسين قدرات بئر بومرزوق والانطلاق في حفر آبار جديدة بمنطقتي عين الباي وصالح باي، في حين سيتم في مرحلة أخرى في السنوات المقبلة إنجاز شبكة ربط وتوزيع متكاملة لكل هذه الموارد.
واعتبر وزير الموارد المائية، أن الحديث عن وجود تذبذب في التوزيع لما يزيد عن 15 بالمئة من سكان الولاية، يعتبر، مثلما قال، أمرا مؤسفا لاسيما وأن قسنطينة تقع على مشارف من أكبر سد بالجزائر، كما أشار إلى عدم إمكانية توفير الغلاف المالي المقدر بألفي مليار سنتيم للتكفل بمتطلبات الولاية.
وذكر أرزقي براقي، أنه وللتكفل استعجاليا بالنقاط السوداء قررت الوزارة وبالتنسيق مع مختلف الفاعلين تمويل مشروعي إنجاز بئرين لضمان التزود اليومي للعديد من المناطق، كما أكد توجيهه لتعليمات للوكالة الوطنية للسدود من أجل تشغيل قنوات حمام قروز بغرض تحويل المياه من سد بني هارون بميلة، حيث سيتم إنتاج حوالي 35 ألف متر مكعب يوميا ثم يتم ضخها في نظام التوزيع لتأمين قسنطينة بالمياه.
وبالنسبة لبلدية عين عبيد، فقد أكد عضو الحكومة، أن شركة " أوريميد" ستنطلق في أشغال ربطها بالشبكة وتحسين استفادة سكانها من المياه قبل رمضان المقبل، لكن يبقى بحسبه المشكل العويص هو قدم واهتراء شبكات المياه بمدينة قسنطينة، حيث قال "للأسف
"فإن متوسط تمويل الفرد يقدر بـ 230 لترا في لكن "للأسف" فإن كمية كبيرة من المياه تذهب إلى التسربات ولابد من تشخيص عميق للشبكة مع وضع مخطط توجيهي لتزويد الولاية بالمياه إلى غاية 2050.
وأعلن الوزير، عن إنشاء نظام وجهاز للتحكم عن بعد في تزويد سكان الولاية بالمياه، حيث رصد له غلاف مالي يقدر بـ 15 مليار سنتيم إذ ستنطلق الدراسة في أقرب الآجال "حتى تكون لدينا فكرة حقيقة عن الشبكة للتدخل في المناطق السوداء والقضاء على التسربات، أما فيما يخص التوسعة الجنوبية بعلي منجلي فقد ذكر براقي، أنه تم تكليف كوسيدار بالتراضي لإنجاز الخزان رغم أن المبلغ المتوفر لا يكفي لإنجازه، لكنه أكد أن العملية ستسمح بالقضاء على اختلالات التزويد في الطوابق العليا.
خبراء أجانب لإجراء دراسة حول وضعية شبكة التطهير بالولاية
وتابع المتحدث، أن الوزارة سترسل الشهر المقبل خبراء أجانب إلى الولاية من أجل إجراء دراسة شاملة وتشخيص وضعية شبكة التطهير بالولاية وذلك بغرض إعداد مخطط توجيهي للتطهير يمتد إلى أفاق إلى 2050، فضلا عن التكفل بمصبات مياه الصرف الصحي من خلال تسجيل مشاريع نهائية ومهيكلة، كما لفت إلى توجيه تعليمة استعجالية للمدير العام للجزائرية للمياه من أجل تجديد القنوات المتضررة من الكلس متعهدا بتسجيل مشروع في قانون المالية التكميلي أو العام المقبل لإنجاز محطة لتصفية المياه من الكلس وتحسين نوعيتها..
وأشرف الوزير على عملية تزويد سكان قرية بلغراري ببلدية عين عبيد بالمياه من خلال وضع صهريج كبير كمرحلة أولى، مؤكدا لسكان المنطقة أن هذه العملية مؤقتة فقط وسيتم ربط المنطقة وكل مناطق الظل بشبكة المياه قبل رمضان المقبل، في حين ذكر لدى وقوفه على مشروع إنجاز خزان بسعة 10 آلاف متر مكعب بالقطب العمراني ماسينيسا المنجز في إطار العملية الكبرى لتأمين وتموين الولاية بالمياه أن المشروع الضخم الذي رصد له قرابة 700 مليار سنتيم، سيشمل 5 بلديات وسيقضي على التذبذبات وسيمنح أريحية لـ 50 بالمئة من السكان في الاستفادة من خدمة المياه الشروب.
وأعطى أرزقي براقي إشارة الانطلاق في مشروع تزويد بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو بالمياه من منطقة عين التين المقسمة بين ولايتي قسنطينة وميلة، حيث سيتم إنجاز المشروع بصفة استعجالية لتوصيل المياه إلى كل السكنات وذلك بغرض استغلال الفائض الكبير من البئر الارتوازي لتزويد النقاط السوداء بالمنطقة بكميات هائلة، وفق ما أكده الوزير في تصريحه لوسائل الإعلام.

لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى