أطلق أمس، والي قسنطينة، ساسي أحمد عبد الحفيظ، قافلة تضامنية صحية لفائدة 65 عائلة بمناطق الظل في بلديات ابن زياد ومسعود بوجريو وحامة بوزيان، كما افتتح أول حاضنة للمؤسسات الناشئة في المجال الثقافي بدار الثقافة مالك حداد خلال إحياء الذكرى الأولى لليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية.
وذكرت لنا رئيسة مصلحة التضامن بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة، سمية بن يخلف، أن القافلة التي أطلقها الوالي تندرج في إطار برنامج مسطر من الوزارة الوصية وتحت رعاية الولاية، حيث وجهت لفائدة العائلات المعوزة والتي تعيش وضعا اجتماعيا صعبا وتتضمن مساعدات طبية ممثلة في أفرشة طبية وأسرّة طبية ومقاعد متحركة وعصيّ للمكفوفين وغيرها من التجهيزات، في حين وزعت على 16 عائلة مقيمة في مناطق الظل المسماة المالحة وعين التراب وموسى السعيدي وتليلاني عمار في بلدية ابن زياد، و45 عائلة مقيمة في مركز بلدية مسعود بوجريو و3 عائلات قاطنة في منطقة «قارف» ببلدية حامة بوزيان، كما أوضحت رئيسة المصلحة أن الحملة التضامنية تأتي بعد حملات نُظّمت من قبل في عين عبيد وابن باديس.
وافتتح الوالي خلال إحياء التظاهرة أول دار للمقاولاتية الثقافية في دار الثقافة مالك حداد، حيث تمثل واحدة من خمسة مشاريع نموذجية أطلقتها الوزارة في خمس ولايات، في حين ذكرت مديرة المرفق، أميرة دليو، في تقديمها للوالي، أنها حاضنة للمؤسسات الناشئة توفر الإمكانيات والتجهيزات والخبراء لمرافقة أصحاب المشاريع في المجال الثقافي، كما أوضحت أنه سيتم تنظيم يوم دراسي لاستهداف جميع أفراد الأسرة الثقافية في الولاية وتعريفهم بالمشروع.
والتقينا بالمشرفين على أول مؤسسة ناشئة احتضنتها دار المقاولاتية الثقافية، حيث أوضح لنا ممثل المشروع أيمن نجيب رياشي، الذي اشتغل لسنوات في مجال المؤسسات الناشئة، أنها عبارة عن منصة رقمية أُطلق عليها اسم «ثقفني»، وتستهدف المساهمة في رقمنة القطاع الفني والثقافي من خلال جمع قواعد البيانات حول الفنانين والمثقفين وتوجيهه إلى الجمهور العام المهتم بهذا المجال، كما ستوفر باقات من الخدمات لفائدة المتعاملين معها من المثقفين والفنانين، في حين ستعمل على إعطاء قيمة للمنتج الفني وتعمل على المحافظة على التراث المادي واللامادي. وذكر نفس المصدر أن المشروع الذي تشرف عليه دار المقاولاتية قادر على توظيف ما بين 15 إلى 20 شخصا، في حين يضم مثقفين ومنتجين، فضلا عن أشخاص متخصصين في الجوانب التقنية الإدارية والاستشارية من ميدان التطوير.
وقال الوالي في كلمته، أن يوم 22 فيفري أصبح واحدا من رموز الأمة الجزائرية، معتبرا أن الشعب راهن فيه على «لُحمته وتآخيه لكتابة فصل آخر من فصول العزة والشموخ»، فضلا عن أنه «التاريخ الذي هب فيه الشعب مُلبيا إرادة التغيير والديمقراطية وإرساء معالم وطن يشارك في تقرير مصيره كلُّ أبنائه». وأضاف نفس المصدر أن «تلاحم الشعب وجيشه دليل على أنهما على قلب رجل واحد»، مذكّرا بما وصفه بـ»المرافقة النبيلة والمسؤولة من مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، التي يُعتبر الشعبُ مكونَّها الأساسي، في تحقيق غايته في جزائر قوية وآمنة تحفظ حقوق الشعب وتحقق آماله وتطلعاته نحو مستقبل أفضل».
ونبّه الوالي في كلمته بإقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون لتاريخ 22 فيفري يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، كما قال إنّ «ديباجة الدستور تضمنت مآثر الحراك كمحطة من محطات نضال الشعب»، فيما دعا إلى الحفاظ على أواصر الأخوة والتلاحم؛ استكمالا لمسار الديمقراطية الهادفة للنهوض بالجزائر إلى آفاق الرقي والازدهار، مضيفا أن أفراد الجيش رافقوا الشعب في مسار التغيير، فضلا عن جميع المصالح الأمنية التي أبانت عن حرص كبير في الحفاظ على الأمن والنظام العموميين بسلاسة ومهنية، فيما تحدث عن ضرورة «مواجهة التحديات التي تسعى بنوايا معلنة وخفية إلى زعزعة استقرار الجزائر وضرب وحدة شعبها».
وألقى رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة، عبد الرّحمن بوصبع، كلمة قال فيها أن الحراك الشّعبي الذي خرج في جميع الولايات مطالبا بالتغيير الشامل وديمقراطية الحياة السياسية وحرية الرأي في الفكر والتعبير، هبّةٌ شعبية أبهرت العالم من حيث سلميتها وتنظيمها، مذكّرا أنه لم يسجل إراقة قطرة دم واحدة أو تجاوزات، على عكس المسيرات والمظاهرات المماثلة التي سجلت تجاوزات في بلدان أخرى وتحولت إلى انزلاقات خطيرة مست الأمن والنظام العام واستقرار تلك البلدان. واعتبر المتحدث أن السلمية التي عرفتها مظاهرات الحراك الشعبي هي نتيجة المرافقة الدائمة للجيش الوطني الشعبي وباقي قوات الأمن، فيما أكد أن الرئيس استجاب لمطالب الحراك الشعبي من خلال العديد من القرارات.
وقدم الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، زهير بن ساحة، كلمة اعتبر فيها أن سلمية المسيرات تعود إلى الدروس التي استخلصها الشعب من العشرية السوداء، كما تحدث عن دور الجيش الوطني الشعبي في مرافقة الشعب، في حين قال الأمين الولائي للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، أحمد عقون، أن هذه الذكرى تمثل اللبنة الأولى لتأسيس جزائر جديدة، موضحا أن الجيش كان الدرع الواقي للشعب. وألقى الشاعر شوقي ريغي كلمة خلال إحياء اليوم الوطني للتلاحم بين الشعب والجيش ممثلا عن الأسرة الثقافية، فيما شملت التظاهرة معرضا للوحات كاريكاتورية وقعها الفنان نور الدين مزهود، بالإضافة إلى عرض غنائي.  
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى