شرعت مؤسسة «سياكو» منذ بداية العام الجاري في عملية تركيب العدادات لفائدة حوالي 28 ألفا من مستهكلي المياه من أجل القضاء على الفوترة الجزافية، في وقت نظمت فيه وكالة الحوض الهيدروغرافي قسنطينة سيبوس ملاق، يوما تحسيسيا لفائدة الأئمة والمرشدات حول ضرورة ترشيد الاستهلاك.
واحتضنت دار الإمام بسوق العصر يوم أمس، فعاليات اللقاء المنظم بالتنسيق بين الوكالة ومديرية الشؤون الدينية للولاية تحت شعار «تثمين واقتصاد الماء»، حيث نبه المدير العام لوكالة الحوض الهيدروغرافي، عبد الله بوشجة، في تصريح لنا، أن العملية تأتي في إطار البرنامج المسطر من طرف وزارة الموارد المائية، لافتا أن الأعوام الأخيرة تسجل تراجعا في تساقط الأمطار، ليضيف أن الوكالة ستنظم عمليات تحسيسية مماثلة في ولايات شرقية أخرى. وأشار نفس المصدر أن التبذير يتفرع إلى شقين؛ مثل الإسراف في استعمال المياه على مستوى البيوت، في مقابل الاعتداءات على الشبكة لاستغلال المياه دون دفع تكلفة العملية، كما أكد أن التسريبات تستهلك 45 بالمئة من المياه التي يتم ضخها للتوزيع،
وأكد لنا مساعد المدير العام لشركة توزيع المياه بقسنطينة «سياكو»، عياش خميسي، أن الكثير من المواطنين يملكون مسابح داخل منازلهم ويملؤونها بمياه الحنفية مستغلين التسعيرة المدعمة الخاصة بمياه الشرب، موضحا أنه ينبغي عليهم التصريح بها حتى تتعامل معهم الشركة في الإطار القانوني من خلال ضبط التسعيرة الخاصة بهم، كما أكد أنها تتجاوز التسعيرة المدعمة. ونبه نفس المصدر أن الشركة قد سجلت من قبل حالات رفعت فيها دعاوى قضائية على أصحاب أحواض سباحة منزلية عند اكتشافها، لكنه أكد أن الشركة تسير دائما نحو التسوية الودية لهذه الحالات.
ولفت نفس المصدر إلى أن عملية تركيب حوالي 28 ألف عدّاد لفائدة المُستهلكين الذين كانوا يدفعون فواتير جزافيّة على مستوى الولاية تسير بوتيرة جيدة، حيث أعلنت الشركة عن مناقصة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فيما يجري حاليا شراء ما تبقى من العدادات، بعد أن حصلت الشركة على حوالي ستة آلاف منها إلى غاية اليوم. وأضاف محدثنا أن عملية التركيب قد أوكلت إلى مجموعة من المؤسسات المصغرة، فيما ذكر الإطار في المديرية العامة لشركة «سياكو»، محمد أسامة مقراني، في تصريح لنا، أن الأعباء التي تتكبدها الشركة في تسيير عملية استغلال متر مكعب واحد من المياه تمثل تسعة أضعاف من تكلفة بيع نفس الحجم للمواطنين، خصوصا بالنسبة لدافعي الفواتير الجزافية، الذين يؤدي إسرافهم في الاستعمال إلى تسجيل الاختلال في تزويد مواطنين آخرين.
أما المكلفة بالاتصال على مستوى الجزائرية للمياه بمنطقة قسنطينة، مريم برنو، فقد أشارت إلى أن رفض المستهلكين دفع المستحقات المترتبة عليهم، وتراكم الديون تمثل أكبر مشكلة تواجه المؤسسة، التي ضبطت 130 حالة ربط غير شرعي بقنوات المياه في الثلاثي الأول من العام الجاري واسترجعت 100 ألف متر مكعب.
وأثمرت تجربة طبقتها مديرية الشؤون الدينية مع قطاع الموارد المائية السنة الماضية بتقليص استهلاك المياه بنسبة خمسين بالمئة في مائضة جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، بحسب ما أكده رئيس مصلحة الثقافة في مديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، عبد الحكيم خلفاوي، مؤكدا أن العملية تمت من خلال تركيب حنفيات ترشّد استهلاك المياه، وتدفع المستخدم إلى عدم استعمال نسبة كبيرة من المياه. وأضاف نفس المصدر أنّ الهدف من اليوم التحسيسي يتمثل في تضمين الخطاب الداعي إلى ترشيد استعمال المياه في الدروس التي يقدمها الأئمة والمرشدات، فضلا عن تذكير المواطنين بخطورة الإسراف في الاستهلاك.
واشتمل اللقاء على مداخلات قدمها إمام ومرشدة رئيسية وإطارات من مديرية الشؤون الدينية، فضلا عن مدير الوكالة ومجموعة من الإطارات من مؤسسة «سياكو» والوكالة، حيث انطلق ممثلو الشؤون الدينية من المفاهيم الدينية المرتبطة بالإسراف بالمياه، وربطوها بالمفاهيم التقنية المتعلقة باستهلاك المواطنين وبعملية تسيير الاستغلال والسلوكيات اليومية، على غرار ما قام به الشيخ يوسف علال في مداخلته، في مقابل تقديم إطارات الوكالة ومؤسسة «سياكو» نظرة تقنية عن التوزيع والمشاكل المسجلة  في استغلال المياه، بحضور أئمة ومرشدات. ويتضمن برنامج اليوم الثاني من العملية رحلة منظمة لفائدة الأئمة والمرشدات إلى سد بني هارون.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى