حذّر الدكتور تيمسيلين نافع، المختص في نظافة المستشفيات والوقاية من العدوى في يوم دراسي احتضنه أمس المستشفى الجامعي بقسنطينة، من استمرار تسجيل اختلالات في تعقيم و تسيير المخاطر بالمؤسسات الاستشفائية، حيث قال إنها تؤدي إلى تعرض من يدخلونها من أجل العلاج، لأمراض فيروسية وبكتيرية مست حتى الرضع والمصابين بالسرطان.
اليوم الدراسي نُظم بمناسبة اليوم العالمي لنظافة الأيدي تحت عنوان «الالتهابات المرتبطة بالرعاية الصحية، حرب مستمرة»، حيث ذكر خلاله الدكتور تيمسيلين وهو المدير العام لمؤسسة «نوزوكلين» المختصة في تعقيم المستشفيات وإنتاج المواد المطهرة، أن أزمة كورونا أظهرت أن مستشفياتنا «بعيدة» عن المعايير العالمية المتعلقة بالنظافة، مضيفا أن أول مشكلة مسجلة هي طريقة هندسة هذه المنشآت الصحية التي أنجز معظمها خلال الفترة الاستعمارية، مقدما مثالا عن المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، والذي قال إنه يجب أن يُبقى عليه كمتحف يعكس المكانة العلمية للمدينة، لينجز بدله مستشفى بمعايير عالمية.
و ركز المتحدث في مداخلته التي حضرها أطباء و رؤساء مصالح، على عدوى المستشفيات التي قال إنها مشكلة حقيقية في الجزائر والعالم، حيث أكد أنها السبب الثاني للوفيات في الدول المتقدمة إذ تقتل حوالي 16 مليون شخص سنويا، فيما يزيد الخطر بـ 5 مرات في الدول السائرة في طور النمو، ما يكلف هذه البلدان ملايير الدولارات، ويزيد من ظهور البكتيريا المقاوِمة.
و أوضح المتحدث أن عدوى المستشفيات تحدث إثر التهابات ناتجة عن أنواع من البكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والبكتيريا المعوية وتلك المسببة لداء السل والسالمونيلا التي تقتل الرضع، إضافة إلى أمراض فيروسية منها التهاب الكبد ونقص المناعة المكتسبة وأنواع من العدوى الرئوية، فيما تشكل الالتهابات البولية 40 بالمئة من الأمراض التي يتعرض لها المرضى عند دخولهم المستشفيات.
وأضاف المختص أن حوالي 100 بالمئة من المرضى الذي يدخلون مصالح الإنعاش يتعرضون لالتهابات تنفسية، كما ذكر أن معظم العينات التي تأخذها مؤسسته التي تتعاون مع المستشفيات، من أقسام الإنعاش، تكون إيجابية، إذ يتبين وجود أنواع عدة من البكتيريا ومنها المكورة العنقدوية أو «ستافيلوكوكيس»، متحدثا أيضا عن وضع كارثي مسجل في مراكز علاج السرطان حيث علق قائلا «75 بالمئة من حالات الوفاة بهذه المراكز ليس سببها السرطان بل العدوى».
وحذّر الدكتور تيمسيلين بأن الوضع أكثر تعقيدا في أقسام الجراحة بسبب نقص الإمكانيات، مقدما مثالا عن المنظار الذي يتم إدخاله عن طريق الجهاز التنفسي أو الهضمي، حيث ذكر أنه يشكل خطرا على المريض ويعرضه لأمراض فيروسية، بسبب عدم اعتماد المعايير العالمية في تعقيمه، مستغربا استمرار استعمال الصابون الصلب في قاعات الجراحة، بل وحتى استخدام سوائل تنظيف الأواني وأحواض عادية في غسل الأيدي، كما قال إن هناك اختلالات في طرق عزل المرضى، واستغرب عدم توفر أية قاعة جراحة بمستشفيات الجزائر على قوائم تدقيق خاصة، ما يؤدي في بعض الحالات إلى إتاحة دخول مرافقي المرضى بدل المرضى.
كما قال الطبيب إن المواد الكحولية الموجودة في المستشفيات ذات نوعية رديئة، كما تُستخدم بها أقنعة واقية ذات نوعية رديئة كذلك مثل «أف أف بي 2» الموجهة لعمال الرعاية الصحية، متحدثا أيضا عن استخدام محاليل معقمة مغشوشة، مع تسجيل جهل بالطرق المعتمدة لتعقيم الأفرشة وبمراحل ارتداء ألبسة الوقاية مع الاستمرار في اعتماد طرق عمل وصفها بالبدائية.
وتطرق المتدخل إلى استمرار تسجيل مشكلة في تسيير النفايات الطبية بالمستشفيات رغم تعليمات الوزارة الوصية بهذا الخصوص، حيث تحدث عن خطر محدق على المواطنين والبيئة في جميع الولايات، وهي كلها اختلالات قال إنها تستوجب زرع ثقافة الوقاية مع الحرص على أهمية التكوين وتنفيذ سياسة ناجعة لتسيير المخاطر.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى