أكدت جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة أن كميات كبيرة من النحل المنتج للعسل تتعرض للتلف خلال شهر رمضان بسبب انتشار محلات الحلويات، في حين سجلت تراجعا في الإنتاج بسبب التلوث والتغيرات المناخية والتوسع العمراني.
وأفاد رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة، عبد المجيد سبيح، في تصريح للنصر، أن الجمعية تعمل على إعداد تقرير حول وضعية شعبة تربية النحل؛ حيث أفرزته دراسة ميدانية أجريت على امتداد السنوات الخمس الماضية. وأوضح محدثنا أن كميات كبيرة من النحل المنتج للعسل تتعرض للتلف خلال شهر رمضان بسبب انتشار محلات الحلويات التي تتوجه إليها من أجل التغذي، لكنه أشار إلى أن المشكلة المذكورة تعود إلى اختيار المربين لأماكن قريبة من التجمعات العمرانية لوضع أجباح النحل، كما نبه أن مسافة تنقل النحل بحثا عن الغذاء تصل إلى ثلاثة كيلومترات، مضيفا أن المواد غير الطبيعية المستعملة في محلات صنع الحلويات تؤثر على نوعية العسل، بسبب احتوائها على الأحماض وبعض المكونات الأخرى.
وذكر نفس المصدر أن المربين يواجهون مشكلة تراجع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، بسبب تضاؤل المساحات التي يتغذى عليها النحل، نتيجة التلوث وحرائق الغابات، فضلا عن التغير المناخي وما تبعه من ارتفاع لدرجات الحرارة، ما يؤدي إلى تيبس أزهار النباتات وجفاف مصادر الغذاء لهذه الحشرات. ونبه محدثنا أن الجمعية سجلت في معايناتها الميدانية استعمال المربين لبعض الوسائل غير المناسبة، بسبب تأثيراتها السلبية على النحل مثل الأجباح غير المطابقة للمعايير، حيث أشار إلى تسجيل تراجع في النوعية، بينما أوضح أن المربين متواجدون في عدة مناطق من الولاية خصوصا في جبل الوحش و عين سمارة و ابن باديس و حامة بوزيان، كما أشار إلى أن الكثيرين منهم مضطرون للتنقل المستمر بحثا عن المواقع المناسبة لممارسة نشاطهم الفلاحي في كل موسم.
وقال سبيح أن الجمعية سجلت اختفاء لبعض أنواع النباتات خلال المعاينات الميدانية التي أجرتها في بعض المساحات الغابية؛ على غرار غابة ذراع الناقة بجبل الوحش، فضلا عن ملاحظتها لقيام أشخاص بإتلاف بعض التجمعات الطبيعية للنحل في الغابات. من جهة أخرى، أكد محدثنا على ضرورة إنجاز مشاتل مخصصة للنباتات العطرية التي يتغذى عليها النحل على مستوى ولاية قسنطينة من أجل دعم هذا النشاط وتشجيع الأشخاص على الاستثمار فيه، كما دعا إلى إجراء دراسات أخرى حول وضعيته على مستوى الولاية خلال الفترة الأخيرة، حيث اعتبر أن تتبع سلوك النحل من المؤشرات التي يُعتمد عليها لرصد التلوث.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى