يطالب قاطنو قرى تقع في منطقة الكيلومتر الثالث عشر التابعة لبلدية عين سمارة بقسنطينة، بالاستفادة من إعانات السكن الريفي ويقترحون استغلال أوعية عقارية يقولون إن بعضها غير مستغل منذ أكثر من 50 سنة، كما يطرح السكان نقائص تتعلق بالتهيئة والخدمات.
وتتكون هذه المنطقة الواقعة على يمين الطريق الرابط بين حي بوصوف ومدينة عين سمارة، من عدة قرى منها عنان دراجي ومحمد صالح الشابو ومحمد بوخالفة والحمايد والكيلومتر 13 السفلي، حيث تبعد عن بعضها البعض ببضعة كيلومترات وتفصل بينها طرقات مهترئة وخاصة بالمحور المؤدي إلى الحمايد فيما تقطنها أزيد من 420 عائلة.
دخلنا المنطقة عبر مسلك ضيق، وكلما اقتربنا منها كانت مظاهر انتشار الأوساخ على حواف المسلك تزيد، مع وجود مياه قذرة غير بعيد عن سكنات فردية منها ما أنجز في إطار البناء الريفي. وقال رئيس جمعية منطقة الكيلومتر الثالث عشر للنصر إنه نقل لبلدية عين سمارة 17 مطلبا أهمها السكن الريفي، وهو إشكال ذكر أنه طُرح على والي قسنطينة، متحدثا عن وجود أوعية عقارية غير مستغلة منذ أزيد من 50 سنة.
وأضاف المتحدث أن الجمعية اقترحت في اجتماع مع الوالي قبل أيام، استغلال هذه الأوعية من أجل إنجاز بنايات ريفية، ويتعلق الأمر بأرضية مساحتها هكتارين تقع قرب قرية الحمايد وأخرى بمساحة 8 آلاف متر مربع، وثالثة تمتد على 80 هكتارا، وهي مقترحات قال إنه تم إيفاد لجنة ولائية بشأنها لمعاينة الأوعية، لكنها لم تُفعّل بعد.
و يطرح السكان نقائص أخرى منها عدم تعبيد الطرقات وانعدام المياه والغاز والكهرباء والإنارة العمومية، ففي حي محمد بوخالفة الذي يضم سكنات فوضوية وريفية وصلنا إليها عبر مسلك متهرئ، تحدثت العائلات عن عدم توفر الغاز ببعض المنازل، كما يعاني من يقيمون ببيوت قصديرية من أمراض تلحق الرضع خاصة في فصل الصيف، وذلك بسبب الحرارة الشديدة، مؤكدين أنهم يطالبون بالسكن الريفي منذ سنة 2008.
تنقلنا بعدها إلى قرية محمد الصالح شابو الواقعة بالطريق الرئيسي الرابط بين حي بوالصوف ومدينة عين سمارة، حيث تضم 40 شاليا ضاق بسكانه، وذكر نائب رئيس جمعية الحي للنصر، أن العائلات لا تحوز على عقود ملكية كما لم تستفد بعد من السكن الريفي.
أثناء جولتنا بين القرى، استوقفتنا سيدة مسنة كانت تحمل وثائق، حيث قالت إن السكن الريفي الذي استفادت منه سنة 1995 انهار بعد تهاطل الثلوج على المنطقة، لتضطر للعيش في بيت قصديري على ضفة السد المائي، ما جعلها وعائلتها عرضة للسعات الأفاعي وخطر الجرذان.
وصلنا بعد ذلك إلى الحمايد التي تعتبر من أكبر القرى في بلدية عين سمارة، حيث سلكنا طريقا ضيقا ومليئا بالحفر. ويستعجل سكان هذه المنطقة إنجاز مدرسة ابتدائية بسبب الاكتظاظ داخل الأقسام، خاصة وأن أزيد من 250 عائلة تقطن القرية، كما اشتكوا من التسربات المائية التي تتسبب في نقص التزود بهذه المادة، و طالبوا أيضا باستحداث موقف للحافلات أو سيارات أجرة. ويضيف السكان الذين يمتهن العديد منهم بيع الخضر والفواكه على حواف الطريق الرئيسي، أن هناك عائلات لم تتزود بعد بالغاز والكهرباء.
وأكد والي قسنطينة ساسي أحمد عبد الحفيظ خلال آخر زيارة للمنطقة، أنه سيتم توزيع إعانات البناء الريفي فور إيجاد الأوعية العقارية، ودعا كل شخص يمكنه توفير الأرضية المناسبة إلى إيداع ملفه فورا لدى الجهات المختصة، من أجل الاستفادة من الإعانة.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى