سجلت ولاية قسنطينة أول أمس، نجاح أكثر من 8 آلاف من التلاميذ المتمدرسين بالسنة الثانوية النهائية، في اجتياز شهادة البكالوريا، حيث تمكن 18 منهم من تحصيل معدلات تفوق 18، في وقت عرفت فيه المدينة احتفالات صاخبة باستعمال المركبات والألعاب النارية من طرف بعض الناجحين وعائلاتهم، وتواصلت إلى ما بعد ساعة الحجر الجزئي.
وأعلنت مديرية التربية أن الولاية حققت نسبة نجاح مقدرة بـ57.81 بالمئة، مسجلة زيادة بنسبة ستة بالمئة مقارنة بالعام الماضي، فيما تحصل تلميذ من مجمع مدرسي خاص على المرتبة الأولى في الولاية بمعدل 18.97. وتمكن 18 تلميذا من الحصول على معدلات تفوق 18، بينما حصلت ثانوية الحرية على المرتبة الأولى على مستوى الولاية من حيث نسبة النجاح، تليها ثانوية أحمد رويبح بمنطقة كاف صالح في بلدية ديدوش مراد في المرتبة الثانية، ثم ثانوية العربي بن عبد القادر بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في المرتبة الثالثة، بحسب ما أكده لنا المكلف بالإعلام على مستوى المديرية.
وستمنح الثانويات ابتداء من اليوم كشوف النقاط للناجحين وشهادة النجاح، فضلا عن الناجحين الأحرار الذين سيحصلون على الكشوف والشهادات من ملحقة سطح المنصورة.
وبلغ عدد الناجحين في امتحانات البكالوريا بالولاية 8156 من المتمدرسين، من بينهم أكثر من 2500 من الذكور وأزيد من 5574 من الإناث، من أصل 14108 تلميذا متمدرسا اجتازوا البكالوريا عبر الولاية، من بينهم 5470 من الذكور و8638 من الإناث، بحسب ما أكده لنا نفس المصدر.  
وعرفت مدينة قسنطينة أجواء التحضيرات للاحتفال بالنتائج منذ الفترة الصباحية بعد حوالي شهرين من الترقب مثلما لاحظنا، حيث عرض باعة كميات معتبرة من المفرقعات عند مدخل السويقة بمحاذاة مخرج جسر سيدي راشد على الطاولات، خصوصا الشماريخ والألعاب النارية، في حين وجدنا بعض المراهقين في زقاق آخر من المدينة القديمة يبحثون عن بائعي الشماريخ، وعندما سألناهم عن غايتهم منها، أكدوا لنا أن اثنين منهم اجتازا امتحان البكالوريا وأنهم سيستعملونها للاحتفال بالنتائج في حال نجاحهما. وأخذت مواكب السيارات في الظهور في طرقات المدينة بمجرد الكشف عن النتائج، لتستمر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل؛ تجاوزت توقيت بداية الحجر الجزئي الذي يحظر فيه التجوال.
ولاحظنا أن أصحاب المركبات كانوا يقودون بشكل متهور ويصيحون من نوافذ السيارات، فيما اختار آخرون، من بينهم مراهقات وأطفال الوقوف أو الجلوس على حواف نوافذ السيارات، رغم خطر سقوطهم منها، كما أن البعض منهم كانوا مرفقين بأوليائهم. واتجه بعض المحتفلين إلى جسر صالح باي أين أطلقوا الألعاب النارية، وهو نفس ما سجلناه بنقاط أخرى من المدينة، على غرار الجهة العليا من حي الأمير عبد القادر. ومر بنا في حي سيدي مبروك مجموعة من المراهقين الذين احتفلوا بركوب الجهة الخلفية المفتوحة من شاحنة والصراخ واستعمال المنبه الصوتي للمركبة، رغم أن الساعة كانت قد قاربت منتصف الليل.
أما المقاطعة الإدارية علي منجلي، فقد عرفت أجواء مشابهة استمرت إلى غاية الثالثة صباحا، مثلما أكده لنا سكان من المنطقة، حيث أبدوا استياءهم من تكرر سلوكيات المراهقين الذين احتفلوا بالمركبات والألعاب النارية الخطيرة، فضلا عن تجمعهم في بعض المساحات العمومية للرقص بالقرب من السيارات.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى