يشهد منحى الإصابات بمتحوّر «أوميكرون» لفيروس كوفيد 19 بقسنطينة، ارتفاعا كبيرا مقابل تراجع متحور «دلتا»، بحسب ما أكده أطباء ومسيرو مؤسسات صحية فضلا عن رئيس وحدة المعاينات الطبية بمصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي، حيث قال إن الأعراض لدى المرضى خفيفة مع تسجيل تراجع كبير في عدد الوفيات خلافا للموجة الثالثة، لكنه أكد أن عدد الفحوصات للحالات المشتبه بها مرتفع جدا ويصل يوميا إلى 100 حالة مع امتلاء كل الأسرة.
وأفاد رئيس وحدة المعاينات الطبية بمصلحة كوفيد، الدكتور بن ثلجون سليم، في تصريح للنصر، أن منحى الإصابات بـ «أوميكرون» في ارتفاع كبير منذ قرابة الأسبوع، حيث أن غالبية الحالات التي تتقدم للفحص بالمؤسسة ظهرت لديها أعراض هذا المتحور والمتمثلة، كما قال، في آلام في الظهر والحلق، فضلا عن سيلان الأنف والحمى، مشيرا إلى أن غالبية الحالات المشخصة قد أصيبت على مستوى الجهاز التنفسي العلوي فقط وهو ما يؤكد سيطرة هذا المتحور الجديد على جل الإصابات.
وتابع المتحدث، أن «دلتا» في تراجع مستمر إذ لم تسجل إصابات كثيرة به، كما أن نسبة استهلاك الأوكسجين عادية جدا، مؤكدا أنه وفي حال كان عدد الإصابات المسجلة حاليا متعلقا بمتحور دلتا فإن المنظومة الصحية ستنهار بالنظر لانتشاره السريع وعدد الإصابات الإيجابية المشخصة.
وبلغة الأرقام، أوضح بن ثلجون أن عدد الفحوصات اليومية يتراوح ما بين 80 إلى 100 وكثيرا ما سجل عدد أكبر، حيث أكد، أنه وفي صبيحة أمس فقط، تم إجراء أزيد من 45 فحصا بتقنية « بي سي آر»   في حين أن أسرة المصلحة وكذا الخاصة بالإنعاش مشغولة عن آخرها ولا يوجد مكان للاستشفاء حاليا، حيث يتم تحويل الحالات بالتنسيق مع الرقم 3030 إلى مختلف المؤسسات الصحية، لكنه أكد أن كل الحوامل ومرضى الكلى يتم التكفل بهم بالمؤسسة «حتى ولو اقتضى الأمر جلب أسرة من مصالح أخرى».
وأكد المتحدث، أن غالبية الطواقم الطبية قد أصيبت بالمتحور الجديد، لكنها آثرت التضحية والعمل إذ أنه وفي حال استفادتها من عطل مرضية فإن المرضى لن يجدوا من يتكفل بهم، مؤكدا أن أعراض «أوميكرون» ضعيفة جدا مقارنة بالمتحورات الأخرى وهو ما جعل المستشفى الجامعي رغم ارتفاع عدد الإصابات، في أريحية.
وتحدث بن ثلجون عن إصابة الكثير من الأطفال بالمتحور الجديد، حيث قال إنه سجل إصابة أطفال من 3 سنوات فما فوق  شُخصت حالاتهم بتقنية «بي سي أر» وهو ما استدعى تخصيص قسمين بمصلحة طب الأطفال للحالات الاستشفائية، لكنه أكد أن غالبية الحالات غير خطيرة ولا تدعو للقلق قبل أن يؤكد على ضرورة التحلي بالتدابير الوقائية والبروتوكولات الصحية في جميع المؤسسات والفضاءات التجارية، كون الإصابات سجلت لدى مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية.
وبمستشفى سطح المنصورة  المتخصص في طب الأطفال، وجدنا العشرات من الأطفال رفقة أوليائهم، حيث قال لنا أطباء إنهم لم يكادوا يرتاحوا بعد من تداعيات مرض التهاب القصيبات الهوائية لدى الأطفال، حتى دخل «أوميكرون» على الخط، حيث أكدت لنا طبيبة أن غالبية الحالات الوافدة للأطفال خلال هذه الفترة هي إصابات بكورونا، مضيفة أن القرار المتخذ من السلطات بغلق المؤسسات التربوية جد صائب كون الفيروس ينتشر بقوة بين الصغار.
ودعت المتحدثة، الأولياء، إلى ضرورة أن يلزم أبناؤهم البيوت، كون عدد الإصابات في تزايد مستمر مقابل خروج الأطفال في هذه الفترة التي منحتها السلطات للتلاميذ من أجل انحسار الوباء وليس التجول في الأسواق واللعب في المنتزهات والشوارع، قبل أن تطمئن أن غالبية الحالات مستقرة ولا تدعو للقلق إذ أن الفيروس يتراجع في الجسم في فترة لا تتجاوز 3 أيام.
عدد الملقحين يفوق 1900 في يوم واحد
وذكر مدير المؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي، أن عدد الفحوصات اليومية يصل إلى 100 حالة، لكن يتم إدخال من 4 إلى 5 حالات إلى الاستشفاء، مؤكدا أن الوضعية الوبائية للموجة الرابعة تختلف بشكل كبير عن سابقاتها التي عرفت إصابات خطيرة نتيجة متحور «دلتا» وارتفاعا كبيرا في استهلاك الأوكسجين، غير أن هذه المرة الوضع متحكم فيه، إذ أن جل الحالات تمنح لها وصفات وتغادر مباشرة بعد الفحص.  وأضاف المتحدث، أن عدد الأسرة المتوفرة هو 81 سريرا وأكثر من نصفها شاغر في حين سجل تراجع كبير في الوفيات، كما أشار إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية حفاظا على جهود الطواقم الطبية، إذ أكد إصابة عدد كبير منهم بالمؤسسة منذ بداية الموجة الرابعة.
و ورد في الحصيلة اليومية لمديرية الصحة، أنه تم تسجيل خلال 24 ساعة الأخيرة 95 إصابة جديدة  مع ارتفاع عدد الأسرة المشغولة إلى 132 من أصل 224، مع إحصاء حالة وفاة واحدة، في حين ارتفع عدد الملقحين بشكل محسوس، إذ سجل تطعيم 1974 شخصا وهو رقم مرتفع مقارنة بحصيلة الأيام الماضية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى