من المنتظر أن تتم إعادة فتح الأنفاق الأرضية العلوية بوسط مدينة قسنطينة في الخامس من شهر جويلية، بعد غلق استمر لأزيد من 7 سنوات، إذ استفادت من عملية ترميم وإعادة تهيئة شاملة، فيما تؤكد البلدية أن نسبة الأشغال بالمشروع الذي كلف أزيد من سبعة ملايير قد بلغت 90 بالمئة، كما ستتم تسوية كل الوثائق الإدارية والمالية للمقاولة في أقرب الآجال.

وأوضح نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالعمران والإنجازات، عبد الحكيم لفوالة، أن الأشغال الكبرى انتهت فضلا عن مختلف عمليات التهيئة الداخلية، كما تم استكمال  أشغال الكهرباء و وضع محول جديد مع إعادة تهيئة الأرضية والجدران بمواد عصرية من شأنها أن تمنح مظهرا جماليا دائما للمكان، الذي تقدر تكلفة إعادة تهيئته بـ 7.6 ملايير سنتيم.
وتابع المتحدث، أنه تم وضع نظام متطور لمكافحة الحرائق، فضلا عن كاميرات المراقبة، في حين سيتم وضع خزانات مياه كبرى، في حين تمت إعادة تهيئة 7 مداخل بأبواب حديدية عصرية، مع تدعيم الجدران والأسوار الخارجية، مشيرا إلى أن نسبة الأشغال قد بلغت 90 بالمئة، ولم يتبق سوى بعض الروتوشات لإتمام ما تبقى منها.
وذكر نائب رئيس البلدية، أنه من المنتظر أن تسلم المقاولة المشروع شهر جوان المقبل وذلك حتى يكون جاهزا قبل موعد الخامس من جويلية المقبل، مشيرا إلى تقليص عدد المحلات إلى 14 فقط وذلك بعد تخصيص 3 محلات المتبقية كغرف للتحكم في كاميرات المراقبة ومركز مراقبة لأعوان الأمن، فضلا عن تخصيص إحدها كمكان لوضع خزانات المياه.
وأوضح المهندس المكلف بمتابعة المشروع، أن أشغال تهيئة الأنفاق عرفت تقدما كبيرا، بعد أن توقفت في الكثير من المناسبات لأسباب مختلفة منها ما تعلق بجائحة كورونا،  حيث أن إزالة مخلفات الحريق التي حولت كل شيء بالمكان إلى رماد، قد تطلبت وقتا معتبرا  في حين تم اختيار مواد البناء من بلاط وخزف، وكلها مثلما أكد، عصرية وذات نوعية، في حين تم تجديد قنوات المياه وشبكات الصرف الصحي.
وذكر رئيس البلدية شراف بن ساري، أنه قد تم خلال زيارة الوالي للمكان أمس الأول، تقديم التزامات للمقاولة المكلفة من أجل تسوية وضعية كل الوثائق الإدارية والمالية، كما أشار إلى إمكانية إجراء دراسة لإعادة تهيئة الأنفاق بالجهة السفلية لوسط المدينة وذلك تمهيدا لإنجاز عملية مماثلة للأنفاق المحترقة.
وقد لاحظنا صباح أمس، أن المقاولة المكلفة بالإنجاز لم تنطلق في الأشغال مثلما تم الاتفاق عليه مع مسؤولي البلدية، وهو ما من شأنه أن يؤجل موعد التسليم إلى إشعار آخر، علما أنه قد تأجل في الكثير من المناسبات كما أن مدة الإنجاز حددت بـ 18 شهرا وكان من المفروض أن تنتهي قبل أزيد من عامين.
 وأوردت خلية الاتصال لولاية قسنطينة في بيان  لها على منصة فيسبوك، أن الوالي مسعود جاري أجرى أمس الأول، زيارة فجائية لمشروع إعادة تهيئة الأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة، حيث أكد على ضرورة إعادة فتحها في أقرب وقت لتسهيل الحركة من جهة و وإعادة بعث النشاط التجاري بالنسبة للتجار، الذين تضرروا عقب الحريق الذي مسها قبل سنوات، كما جاء في المصدر أن «الأشغال تعرف تقدما ملحوظا وهي في اللمسات الأخيرة».
وتحولت الأنفاق الأرضية سواء العليا أو السفلى على مستوى ساحة أول نوفمبر، إلى نقطة سوداء بقلب مدينة قسنطينة،  حيث صارت كل المداخل أماكن لرمي النفايات وفضلات الحيوانات كما تنبعث منها روائح كريهة، في مشاهد قدمت صورة بائسة، فيما تراجعت الحركية التجارية بالنقاط المفتوحة بشكل كبير جدا.
وقد تحولت العشرات من المربعات التجارية إثر حريق أفريل 2015 إلى رماد، إذ تسبب في إتلاف كافة المحتويات وأجبر العشرات من التجار على التوقف عن العمل لفترة طويلة، في حين راهنت البلدية آنذاك على إعادة فتحها بعد سنتين من الحادثة، لكن كل وعودها سقطت في الماء.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى