ظهرت بوادر انسداد جديدة بالمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، حيث رفض 20 منتخبا  المصادقة على جدول أعمال الدورة، التي عقدت أمس الأول،  فضلا عن مختلف المداولات، إذ اتهموا المير بالانفراد في اتخاذ القرارات والمفاضلة بين منتخبين، لكن رئيس البلدية، أكد أنه على مسافة واحدة مع جميع أعضاء المجلس داعيا إياهم إلى تقديم اقتراحات ومبادرات للعمل بها. وجرت أول أمس الخميس، الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، وسط حالة من الفوضى  والاتهامات بين منتخبين معارضين لرئيس البلدية ومؤيدين له، كما انطلقت متأخرة عن موعدها المحدد بساعتين، وانتهت بعد أزيد من 7 ساعات من الشد والجذب.
ورفض 20 منتخبا من الأرندي وحمس ، المصادقة على جدول أعمال الدورة من أصل 43 منتخبا مشكلين للمجلس، غير أن مصادقة 23 منتخبا من تكتل الأحرار والتجمع الوطني الديمقراطي فوت عليهم منع انعقاد الدورة، بحكم حيازتهم للأغلبية غير المطلقة، كما عبر  المعارضون للمير عن رفضهم لوصفهم "بالغاضبين" وطلبوا منه سحب هذه الكلمة التي استغرق النقاش، حولها أكثر من 20 دقيقة قبل أن يعتذر عما صدر منه. ورفض المعارضون لرئيس البلدية شراف بن ساري، المنتخب عن الأرندي والمدعم من كتلة الأحرار، المصادقة على جل المداولات بدء من المداولات الصادرة عن مديرية الشؤون المالية والتي تتعلق بالحساب الإدارية للسنة المالية 2021 و الميزانية الإضافية لسنة 2022 ،وصولا إلى مديرية الإنجازات والصيانة والوسائل العامة.
واتهم المنتخبون، المصوتون بلا على جل المداولات، شراف بن ساري، بالتحيز لمنتخبين وتفضيلهم عن غيرهم وإقصاء آخرين دون وجه حق، حيث طالبوا بتوضيحات عن أسباب إقصاء رئيسة لجنة المالية من خلال منعها بتوجيهات من رئيس البلدية من طرف الرئيس الإداري لمديرية المالية من الاطلاع والمشاركة في تسيير شؤون المديرية دون وجه حق، حيث قالت إنها منعت من أي نشاط، فيما رد رئيس البلدية قائلا، بأنها رئيسة اللجنة الوحيدة التي لم تقدم أي اقتراحات.
وعرفت جل المداولات، التي صودق عليها بالأغلبية غير المطلقة، جدالا حادا وصل حد تبادل الشتائم والاتهامات بين المنتخبين، حيث عرفت المداولة الخاصة بالإعانات الموجهة للنوادي والجمعيات الثقافية والرياضية جدلا حادا وتساءل المعارضون، عن المعايير المعتمدة في كيفية منحها، كما سجلت المداولة الخاصة بتجديد إيجار المقهى والمسبحين البلديين بسطح المنصورة جدلا كاد يتطور إلى شجار بين المنتخبين، وذلك بسبب اختلالات قانونية وإدارية تسببت في إهمال هذا المرفق لسنوات.
وقال بن ساري، رافضا الاتهامات الموجهة إليه، بأنه لم يقص أي طرف وذكر بأنه يفتح أبواب المبادرة والاقتراح والمشاركة أمام جميع المنتخبين المطالبين ،مثلما قال، بخدمة سكان قسنطينة، كما أكد بأنه تخلى عن قبعته السياسية فور انتخابه رئيسا للبلدية، مؤكدا بأنه على مسافة واحدة من جميع المنتخبين ، قبل أن يجري في جلسة مغلقة في آخر الدورة تغييرات في هياكل المجلس تم من خلالها تنحية رئيسة لجنة المالية من منصبها، فضلا عن تغيير عضو مجلس إدارة مؤسسة بلدية بمنتخب آخر من الأرندي.
ورغم أن معالم الصراع بدت غير واضحة بين القطبين، إلا أن تداعيات انتخابات رئيس البلدية بدت واضحة ، حيث شكل المنتخبون المصوتون على شراف بن ساري كتلة مؤيدة له، بينما اتخذ البقية موقفا معارضا لرئيس البلدية الذي اتهموه باتخاذ قرارات أحادية وتعيين موالين له في المناصب الحساسة للمجلس إذ تم توزيع جل المناصب النيابية والمندوبيات على تكتل الأحرار و مؤيدين له من الأرندي.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى