افتتح والي قسنطينة حديقة باردو الحضرية بعد تأجيرها لثلاثة شركاء خواص سيستغلون جزءا منها كفضاء للتسلية والألعاب في إطار مشروع بقيمة أولية مقدرة بـ 120 مليار سنتيم، حيث ستوضع فيها 23 لعبة تسلية ضخمة من بينها العجلة الضخمة والسفينة، كما ستهيأ فيها مسارات لقطار نزهة ورياضة الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى تحويل بناية دار البيئة إلى مساحة للألعاب وتدعيم المرفق بمساحات للإطعام وأكشاك.
وقدمت ممثلة المكتب الذي قام بدراسة المشروع عرضا لوالي قسنطينة والوفد المرافق له حول طبيعة استغلال الحديقة الإيكولوجية لباردو، خلال افتتاحها مساء الأحد الماضي، حيث جاء في العرض أن المشروع القائم على التسلية والإطعام وفضاءات الراحة والمساحات الخضراء يتربع على ثمانية هكتارات من المساحة الخارجية وثلاثة هكتارات من المساحات المبنية من أصل 65 هكتارا. وحددت مدة الإنجاز باثني عشر شهرا إلى غاية فيفري 2023، في حين يقوم الشق المناخي من الدراسة على اختيار الأنواع المناسبة من الأشجار وتحديد الموقع الأنسب لألواح الطاقة الشمسية، فضلا عن اختيار مواقع مناسبة للمقاعد المخصصة للمواطنين.
وسيزود الموقع الأول أسفل وسط المدينة من جهة ساحة كركري سابقا وهو غير بعيد أيضا عن المدخل الرئيسي للمرفق، بالعجلة العملاقة، حيث قال مدير الإدارة المحلية لولاية قسنطينة إنه اشترط على المستفيدين من المشروع أن «يجعلوها على شكل صينية قهوة وفناجين مراعاة للثقافة العريقة لمدينة قسنطينة»، في حين سيخصص الموقع الثاني القريب من المزرعة البيداغوجية للعبة سفينة القراصنة المتأرجحة.
أما الموقع الثالث من المشروع فيقع أسفل الجسر العملاق بمحاذاة وادي الرمال، وسيضم العديد من ألعاب التسلية والترفيه الأخرى، في حين يتوسط المساحة المخصصة له واحد من الأعمدة الضخمة للجسر، كما ستحاط الفضاءات الثلاثة بمساحات خضراء مهيأة وأكشاك.
تحويل دار البيئة إلى مطعم وصالات ألعاب
ويتضمن المشروع إعادة تهيئة البناية التي كانت تسمى دار البيئة الطاهر مطاطلة، حيث ستحول إلى مطعم ومساحة للإطعام السريع وصالات للألعاب للصغار والكبار، بالإضافة إلى مساحة لبيع المثلجات، في حين ستستغل المزرعة البيداغوجية التي تضم مربعات مخصصة للخيول، لوضع حيوانات مختلفة، حيث عرضت منها مجموعة مع فرسان أطفال وشبان خلال يوم الافتتاح. وسيوضع قطار للنزهة والتسلية في الموقع أيضا، في حين خصص جزء منه كمسار للدراجات الهوائية.
وذكرت ممثلة مكتب الدراسات أن مواد البناء المستعملة لبناء فضاءات الاستهلاك في مواقع التسلية، مثل الأكشاك، قد راعت الجانب المناخي والطبيعة البيئية للحديقة، فضلا عن إشارتها إلى اعتماد أشكال دائرية مراعاة لطبيعة نشاط التسلية الموجودة في المواقع المستغلة.
وقال والي قسنطينة، مسعود جاري، في تعقيبه على العرض المرئي للتصور الذي سيكون عليه المشروع، إن قسنطينة تفتقر إلى مثل هذه المنشآت رغم توفرها على حديقة باردو وجبل الوحش، ومساحات أخرى، حيث اعتبر أنها كانت «مهملة ولم ينفض عنها أحد الغبار»، لكنه أكد أن جميع الإجراءات «قد اتخذت اليوم في سبيل إعادة البريق الحضاري والثقافي والسياحي لمدينة قسنطينة».
وشدد الوالي على أن الهدف هو إعادة قسنطينة إلى تاريخها العريق، موضحا أن وجود حديقة باردو في وسط المدينة امتياز كبير سيسمح للمستفيدين باستغلالها بنظرة مستقبلية تشتمل على أنواع مختلفة من الأنشطة لفائدة جميع السكان.
وأضاف المسؤول أن وضعية مدينة قسنطينة التي «يتوقف فيها النشاط عند الخامسة مساء» ليست متوافقة مع طبيعتها وتاريخها، مؤكدا أن السلطات المحلية تسعى إلى إحياء النشاط الثقافي والرياضي فيها.  أما رئيس المجلس الشعبي الولائي، عصام بحري، فأوضح أن حديقة باردو ستكون إضافة كبيرة لسكان مدينة قسنطينة، مضيفا أنه ينبغي تجسيد مشاريع مماثلة في أماكن أخرى من الولاية.  وقال مدير الإدارة المحلية لولاية قسنطينة، ناصر زوقاري، في تصريح للنّصر، إن حديقة باردو ستكون مرفقا ترفيهيا للتسلية و«من أهم المرافق العصرية المتواجدة في العالم»، مشيرا إلى أن السلطات المحلية تحرص بشكل كبير على إعادته لسكان مدينة قسنطينة في أسرع وقت ممكن.
 وأضاف المسؤول أن المستثمر الذي استفاد من تسيير الحديقة عن طريق الامتياز، قد انتُقي بعد مزايدة وطنية، وفقا لدفتر شروط أعِدّ بعناية لمراعاة الحفاظ على مصالح الجماعات المحلية وطبيعته كمرفق عام. وقد أوضح زوقاري خلال العرض المرئي أن الاتفاق مع المستفيد من الحديقة ينص على وضع 15 لعبة تسلية قبل 31 ديسمبر من العام الجاري، فيما ستوضع الألعاب الثمانية الأخرى مع نهاية شهر مارس من عام 2023، ويكون انطلاقها في شهر أفريل.
وشغّل القائمون على الحديقة شلال المياه الموجود بالقرب من وادي الرمال، بعد مدة طويلة من التوقف، حيث أوضح لنا أحد العمال أن عملية تنظيف النافورة وتجهيزها قد استمرت لعدة أيام، في حين واصلنا جولتنا في المكان إلى غاية جسر الشيطان، الذي وجدنا أن مدخله قد أوصد بسياج معدني مدعّم بالأسلاك الشائكة لمنع مرور المواطنين عبره. وقد سألنا بعض أعوان الحديقة عن سبب غلق الجسر، فأكدوا لنا أن ذلك يصب في إطار ضبط المنافذ إليها، مشيرا إلى أن دخول الجهة الأخرى يكون عبر الضفة الأخرى للوادي.
وتوافدت العشرات من العائلات على حديقة باردو في يوم الافتتاح، حيث جاءت رفقة الأطفال والمراهقين، فاختار بعضهم استغلال الألعاب الموجودة فيها حاليا، فيما اكتفى آخرون بالجلوس وتجاذب أطراف الحديث، كما تجدر الإشارة إلى أن سلسلة مطاعم شهيرة بقسنطينة و ولايات أخرى هي من استفادت من المرافق المخصصة للإطعام بالحديقة.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى