تحولت الطريق الرئيسية التي تقطع حيي جبل الوحش والزيادية بمدينة قسنطينة، إلى حزام خانق خلال ساعات الذروة، حيث تصب فيها حركة الوافدين من الولايات الشمالية عبر الطريق السيار شرق غرب في مسار الإياب، فضلا عن تحولها إلى منفذ أساسي لمغادرة الولاية، في وقت تشهد فيه انتشارا لباعة الخضر و«تمدد» المحلات التجارية وحركة وسائل النقل غير المضبوطة.
وقد انطلقت منذ فترة عملية توسيع الطريق من أجل وضع حل للمشكلة، بينما ما تزال الأنهج الداخلية لجبل الوحش تعرف نقصا في التهيئة، يبرُزُ في اهتراء المسالك وتدهور واجهات العمارات في منطقة تعتبر من بين أقدم التوسعات العمرانية بالمدينة.
وقمنا بجولة في جبل الوحش، الذي أصبح يواجه مشكلة اختناق مروري كبير في ساعات الذروة، حيث لاحظنا عند مدخل الحي بعد انتهاء الطريق الاجتنابي المتفرع من السيار، وجود مساحة تحولت إلى حظيرة لركن الحافلات خلال الساعات الصباحية، فضلا عن أن أصحاب الحافلات يقومون بالركن فيها خلال الليل بحسب ما أكده لنا السكان، الذين اشتكوا أيضا من تحويل زاوية منها إلى ورشة مفتوحة للتخلص من زيوت المحركات، حيث لاحظنا رقعة سوداء كبيرة على الأرض، مع ظهور طبقة سميكة من بقايا الزيوت على جانب الطريق، كما نبه السكان إلى أن أصحاب الحافلات يقومون بعمليات تصليح مركباتهم في المكان أيضا.  
مطالب بفتح مسالك جانبية
ورغم أن التوقيت الذي زرنا فيه الحي لم يكن يشهد ذروة حركة المرور بجبل الوحش، إلا أننا لاحظنا بعض البطء في حركة المركبات بالقرب من موقف للحافلات عند الانعطافة من الشارع الواقع فوق شارع المعلمين إلى الطريق الرئيسية التي تعبر من خلال الحي، حيث تكمن المشكلة في المكان في خلق موقف ثان للحافلات إلى جانب الموقف المسمى مفدي زكريا، لكن تزاحم سائقيها للظفر بالركاب يؤدي إلى تشكل رتل منها، ما يعيق حركة المركبات القادمة، فضلا عن مستعملي الطريق الرئيسي.
وذكر لنا سكان أن مشكلة الاختناق المروري تتحول إلى معاناة يومية في ساعات الذروة، خصوصا من الرابعة مساء، عندما يضع باعة الخضر طاولاتهم وتتجمع بالطريق المئات من السيارات القادمة من الطريق السيار شرق- غرب، فضلا عن سيارات المواطنين العائدين إلى منازلهم، كما يسجل الحي مشكلة اختناق على مسار المركبات التي تتجه صوب الطريق السيار أيضا، بينما لاحظنا أن حركية النشاط التجاري في المحلات الواقعة أسفل البنايات تتميز بظهور الكثير من التوسعات الممتدة من المحلات التجارية، فضلا عن أن أصحاب التجار يستغلون المساحات المحاذية لهم على الأرصفة.
ودفعت مشكلة الاختناق المروري بالكثير من أصحاب سيارات الأجرة النشطين بين الولايات، و غيرهم من السائقين، إلى الدخول إلى مدينة قسنطينة عبر بلدية زيغود يوسف، مرورا بطريق الكورنيش و ذلك ابتداء من ساعات ما بعد الزوال، في حين نبه محدثونا من السكان أن مشكلة طريق جبل الوحش تكمن في حركة الحافلات التي تُركن بصورة فوضوية بمحيط المواقف التابعة لها، خصوصا الموقف المذكور سابقا، و الذي لاحظنا وجود رتل من الناقلين غير الشرعيين خلفه، بالإضافة إلى أصحاب المركبات الذين يتوقفون لاقتناء الخضر من الطاولات فيتسببون في عرقلة حركة المرور. ويلاحظ أن أشغال إزالة الرصيف على إحدى ضفتي الطريق، ضمن مشروع ازدواجية الطريق العابر لحي جبل الوحش، قد توقفت، حيث لم نجد أي آلية أو عمال، في حين لاحظنا أن عملية نزع الرصيف الواقع على الضفة اليمنى باتجاه السيار قد اكتملت من مدخل جبل الوحش بالقرب من عمارات الزيادية إلى آخر الطريق، فضلا عن أنها اشتملت على الشروع في بناء جزء من حاجز إسمنتي يفصل مساري الذهاب والإياب. وقد انتقد سكان الحي وضع حاجز إسمنتي يقسم الطريق إلى جهتين، معتبرين في رسالة وجهتها جمعية «التكتل السكاني حي جبل الوحش» إلى والي قسنطينة أن ذلك سيقلص من عرضها.
و ذكر المعنيون في حديث معنا، أن وضع الحاجز الإسمنتي سيجعل تنقل المواطنين بين ضفتي الطريق أمرا صعبا، خصوصا وأنهم قد اعتادوا التنقل بين حي الزيادية و جبل الوحش من أجل التسوق وغيره، فضلا عن أن ذلك قد «يسبب سيولا من مياه الأمطار خلال فصل الشتاء»، مؤكدين أن الحي يشهد مشكلة تشكل برك المياه عند هطول الأمطار.
وطالب السكان من السلطات المحلية تهيئة الطرقات الفرعية داخل الحي وإعادة الاعتبار لها، فضلا عن فتح مسالك تتيح خيارات أكثر للسائقين من أجل فك الخناق عن الطريق الرئيسية، في حين نبهوا إلى أنهم لا يعترضون على مشروع ازدواجية الطريق الذي يرون أنه سيحل مشاكل الاختناق المروري في ساعات الذروة بالمكان.


عمارات بواجهات باهتة ومسالك مهترئة
من جهة أخرى، ذكر لنا سكان أن جبل الوحش يعاني من نقص التهيئة داخل الحي، حيث لاحظنا أن جميع العمارات تفتقر لعمليات الطلاء، وقد فقدت واجهاتها ألوانها، كما ذكروا أن العمارات المذكورة أنجزت منذ حوالي ثلاثين سنة، على غرار عمارات «كناب» القريبة من إكمالية مفدي زكريا، و التي أصبح طلاؤها باهتا جدا، بينما ما يزال حوض خرساني نصف مهدم يقابلها.
وقد أكد لنا السكان أن الحوض الخرساني من بقايا ورشة بناء الحي، ولم تتم إزالته إلى اليوم رغم الخطر الذي يمثله لاحتوائه على أعمدة معدنية متشعبة، قد تصيب الأطفال الذين يلهون بالقرب منه، حيث يطالبون بإزالته وتهيئة المساحة المحيطة به، التي لاحظنا أنها مفروشة بالحصى.
وتقدمنا داخل الحي إلى النهج المسمى مزميز الطاهر، حيث لاحظنا أن الطريق بين الفيلات الموجودة فيه مهترئة و تحتوي على العديد من الحفر، ما يجعل السير فيها بالمركبة صعبا، كما انخفض الإسفلت بمحيط البالوعات الضخمة التي تتوسط الطريق، وصار السائقون يضطرون إلى خفض السرعة عند المرور بالقرب منها، فضلا عن تأكيد السكان أن بعض السائقين يتعثرون بها، بينما لاحظنا عند بلوغنا مرتفع النهج المذكور أن المكان مطل على قرية تافرنت التابعة لجبل الوحش.و وجدنا أن المواطنين قد قاموا بسد بعض الحفر في المنحدر المفضي إلى مسجد ما يزال في طور الإنجاز، مستعملين في ذلك الإسمنت. وطالب سكان الحي بإنجاز مشاريع تهيئة للطرقات والأرصفة داخل التجمعات السكانية بجبل الوحش، حيث أكدوا أن بناياتهم قديمة، يعود بعضها إلى أواخر الثمانينيات. و أضاف محدثونا أن الجهة العليا القريبة من الحظيرة الطبيعية تعاني من تدهور الطرقات داخل الأحياء بشكل أكبر، حيث لاحظنا عدم وجود تهيئة للطريق في جزء منها، فضلا عن أن محيط المدخل المؤدي إلى الحظيرة قد صار متدهورا أيضا.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى