المساحات المفتوحة تستقطب العائلات و أطفال يكتشفون الثلج لأول مرة

اكتست أمس، ولاية قسنطينة حلة بيضاء بعد تهاطل كميات معتبرة من الثلوج بداية من الساعات الأولى من الصباح، لترتدي المساحات المفتوحة الثوب الأبيض وتستقطب مئات العائلات التي فضلت استغلال الصبيحة لإتاحة الفرصة لأطفالها الصغار لاكتشاف الثلج وروعة اللهو واللعب به، وكذا الاستمتاع بتلك المناظر الطبيعية الخلابة.

وعرفت مختلف المساحات المفتوحة والغابات بقسنطينة إقبالا كبيرا للعائلات والشباب الذين تواجدوا في الساحات و المناطق الجبلية والغابات مستغلين تهاطل الثلوج بكميات معتبرة لأول مرة منذ سنوات، واستمتع سكان علي منجلي بالحلة البيضاء التي غطت مختلف الطرقات و الأراضي المتواجدة على مستوى الطريق المؤدي من وإلى جامعة صالح بوبنيدر، في أجواء استثنائية أخرجت الطلبة الجامعيين من قاعات الدراسة و غرف الإقامات للاستمتاع بها، خاصة وأن محيط الجامعة كان مغطى تماما بطبقات بيضاء طال انتظارها.
أجواء طال انتظارها
وتواجدت العائلات بكثرة، على طول الطريق المحاذي للجامعة وكذا على الطريق الرابط بينها وبين السيّار شرق غرب، خاصة بعدما غادر التلاميذ المدارس بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث استغلت أسر الفرصة للخروج و اللعب و تشكيل «رجل الثلج» الشهير و مجسمات أخرى، وقد بدا الأطفال في غاية السعادة، خصوصا وأن بينهم من لم يسبق لهم و أن شاهدوا الثلج أبدا، حيث ركضوا و تراشقوا و استعملوا مختلف الأشياء المتاحة لتزيين مجسماتهم الثلجية، بما في ذلك قبعاتهم و معاطفهم و ما توفر من أغصان على الأرض.  ولم تقتصر المتعة على العائلات والأطفال الصغار فحتى الشباب، كان لهم حظ كبير من المتعة، و قد أخبرنا بعض من تحدثنا إليهم، بأن الأمر لا يتعلق فقط بحب الأجواء الشتوية و الاستمتاع بالثلج و بياضه، بل يشمل أيضا نوعا من الحنين إلى أيام الطفولة و إلى السنوات التي كانت خلالها شتاءات قسنطينة باردة و مثلجة، قبل أن يغيب البساط الأبيض لسنوات عديدة، و يخيم مؤخرا شبح الخوف من الجفاف.
متعة عائلية
و رغم صعوبة المسلك و صعوبة السياقة، إلا أن المساحات المفتوحة والأراضي المحاذية للطريق السيّار شرق غرب باتجاه حي بلحاج، استقطبت الكثيرين، أين ركنت عدة مركبات على حافتي الطريق واختارت عائلات قضاء الصبيحة كاملة هناك للعب و المتعة  و بدا الأطفال الصغار في غاية الفرح و الدهشة، خصوصا من اكتشفوا الثلج لأول مرة. كما صنع التلاميذ الحدث خاصة وأن جلهم لم يذق حلاوة الاستمتاع بهذه الأجواء من قبل، وزادت سعادة الصغار بعد أن تم تسريحهم من الإبتدائيات بداعي الثلوج المتهاطلة، إلا أن هذا العائق تحول إلى متعة لا مثيل لها بالنسبة لهم، بعد أن استغلوا الظرف للعب و صنعوا أجواء مرحة و بهيجة.
 ولم يتوقف اللهو، حتى مع بداية ذوبان الثلج خلال الصبيحة، حيث استغلوا الكتل المتراكمة فوق السيارات للتراشق في بينهم وكانوا يتسابقون فيما بينهم لأخذ أكبر حصة ممكنة لتشكيل مجسمات من صنع خيالهم.
غابات قسنطينة تصنع الحدث على مواقع التواصل
و عرفت أيضا الغابات أجواء رائعة صنعتها بعض العائلات والشباب، خاصة في المناطق المعروفة بكثافة الثلوج على غرار غابة الشطابة، أين تفنن الموطنون في طريقة الاستمتاع بالحدث، فمنهم من ركز على التقاط الصور وسط تلك المناظر الطبيعية الخلابة، ومنهم من برع في تشكيل الفراشة الأرضية بوضع أجسامهم على الثلج مع تحريك الرجلين والذراعين، فيما فضل آخرون التراشق فيما بينهم وممارسة لعبة الكر والفر، كما قضت عائلات الصبيحة كاملة في صنع رجل الثلج. وتداول الكثيرون على مواقع التواصل، فيديوهات و صور لأجواء اللعب في الغابات، و أمام الإقبال الكبير للعائلات، بادرت بلدية عين سمارة، إلى تنبيه المواطنين بضرورة الانتباه أثناء السياقة و تجنب التنقل إلى وسط الغابة، إلى غاية تحرير الطريق من الثلوج، وذلك تجنبا للحوادث و الانزلاقات، واعتمد منتخبو البلدية، يتقدمهم نائب رئيس المجلس البلدي نجيب بقيرات، على مواقع التواصل و البث المباشر عبر فيسبوك، لمخاطبة المواطنين بشكل مباشر وتصوير الأجواء والتحذير من المسالك الخطرة و غير المنصوح بها.  
كما عرفت منطقة المريج الساحرة أجواء جميلة صنعها العشرات ممن قصدوها لأجل اللعب، و استغلال كميات الثلوج المتراكمة للاستمتاع و التقاط الصور، و انتشرت فيديوهات وصور كثيرة للغابة عبر المنصة التفاعلية، و لاقت الكثير من الاستحسان و الإعجاب، ولم يقتصر تداولها على المواطنين، فحتى الإعلاميون الجزائريون خارج الوطن تفاعلوا معها وأعاد بعضهم نشرها مرفقة بتعليقات عن سحر وجمال الجزائر، على غرار المعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي.
ازدحام مروري عند مداخل المناطق الغابية
وعرف الطريق المؤدي إلى داخل منطقة المريج ازدحاما مروريا جراء الإقبال الكبير للمواطنين، كما تكررت نفس الأجواء في المناطق الغابية التي تعرف بعلوها وكثرة الثلوج فيها، على غرار البعراوية وجبل الوحش وبعض الأماكن الأخرى الواقعة في بلديات عين عبيد وبن باديس وديدوش مراد وحامة بوزيان. وساهمت بعض البلديات في توفير ظروف مواتية ومثالية للمواطنين من خلال فتح المسالك المغلقة جراء التهاطل الكبير للثلوج، ما سهل مهمة التنقل إلى المناطق كثيرة الحركية، و وفر عامل الأمن للعائلات التي اشتاقت كثيرا لمثل هذه الأجواء، كما أكده لنا جل من تحدثنا إليهم، وتمنوا أن تتكرر هذه الأجواء في قادم الأيام خاصة وأن آخر مستجدات الأحوال الجوية توحي بتواصل التهاطل لأيام أخرى.
و صنعت الأجواء الرائعة التي وثقتها عشرات العائلات القسنطينية، الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي  و تنافس الكثيرون في نشر أجمل المقاطع وأبهى الصور حيث أعاد مواطنون من مختلف الولايات نشر جانب منها، خصوصا صور الثلوج على جسور قسنطينة المعلقة و فيديوهات الأجواء في نصب الأموات و غابات شطابة و المريج و بحيرات جبل الوحش.
حاتم / ب

الرجوع إلى الأعلى