تشارف أشغال إعادة الاعتبار لسلالم ومصعد ملاح سليمان بمدينة قسنطينة على الاكتمال، بعد أن تجاوزت نسبة تقدمها التسعين بالمئة، حيث زودت بكاميرات المراقبة، فيما أعيدت واجهتها إلى شكلها القديم مع تزيينها بتصميم خشبي وقرميد يحاكي تصميمات قصر الحاج أحمد باي.  
وتنقلنا صباح أمس، إلى سلالم ملاح سليمان، المعروفة لدى سكان المدينة بـ«دروج السانسور»، حيث تلتف حول المصعد المفضي إلى جسر ملاح سليمان من شارع العربي بن مهيدي، بمحاذاة المدرسة القديمة. وقد اتجهنا صوب السلالم عبر الجسر، فلاحظنا أعدادا معتبرة من السياح القادمين من مناطق مختلفة من ولايات الوطن، ومن خارج الجزائر، من أجل التقاط الصور، بينما كانوا يرغبون جميعا في صعود السلالم، ليعودوا أدراجهم بعد أن يكتشفوا أنها مغلقة بسبب عملية إعادة الاعتبار. واكتست الواجهة السفلى للسلالم من جهة الجسر اللونَ الأبيض، بينما أعيد طلاء البوابة الحديدية والنوافذ باللون الأخضر، فضلا عن تجديد القضبان المعدنية الخاصة بالفراغات التي تتوسط كل طابق.
ولفت انتباهنا بمجرد دخولنا إلى السلالم أن الجهة السفلى قد طليت باللون الأخضر، إلى جانب طلاء جميع الحواجز المعدنية من أسفل السلالم إلى غاية آخر طابق مفضي إلى مدخل «طريق جديدة». وعوضت بلاطات الأرضية القديمة التي كانت في حالة اهتراء، ببلاطات جديدة مصنوعة من الغرانيت، في حين أوضح لنا العمال القائمون على الورشة أن السلالم الخشبية الواقعة بالجهة العليا من البناء، الذي يحمل المصعد والسلالم قد جددت بشكل تام. وذكر لنا المصمم المختص في الهياكل الخشبية أنه قد استعمل الخشب الأحمر المستورد من فنلندا في تجديد أخشاب السلالم، مؤكدا أنه قد استعمل في تزيين الواجهة العليا.
وأضاف نفس المصدر أنه استلهم أشكال الديكورات الخشبية التي وضعها على الواجهة العليا من السلالم من قصر الحاج أحمد باي، حيث لاحظنا أنها تدعم اللوح الخرساني المزين بالقرميد فوق المدخل الرئيسي العلوي للسلالم والمصعد، مشيرا إلى أنه أُطلِع على صورة السلالم مثلما كانت عليه في عام 1937، وتعهد بإعادة تصميم الجزء الخاص به بما يتوافق مع شكلها في السنة المذكورة.
وقد اختارت الشركة المكلفة بإعادة الاعتبار للمرفق الذي يعتبر من المعالم السياحية بمدينة قسنطينة، القرميد الأخضر التقليدي الذي يشبه نصف أسطوانة مدببة، حيث أوضح لنا المكلفون بالعملية أنه يحاكي قرميد قصر الحاج أحمد باي أيضا.
من جهة أخرى، زودت جميع طوابق سلالم ملاح سليمان لأول مرة بنظام مراقبة بالكاميرات، ينتهي إلى غرفة الحارس الواقعة على الجهة اليسرى من المدخل الرئيسي، حيث أكد محدثونا في الورشة أن الحارس سيكون بوسعه مراقبة جميع الطوابق من شاشته، كما تم تجديد الإنارة فيها جميعا، وزودت مختلف زواياها بالثريات المحاكية لتصميمات قديمة، في حين لاحظنا أن العملية قد أعادت الاعتبار للوح السيراميك الذي سبق أن وضعته البلدية في أحد الطوابق، بعد أن كان في حالة إهمال شبه تام، كما شملت عملية التجديد إعادة الاعتبار للبوابتين.
وتحدثنا إلى بعض السياح القادمين من ولاية باتنة، حيث أكدوا لنا أنهم قدموا خصيصا لتجربة المصعد وصعود السلالم، فضلا عن التقاط الصور ومشاهدة جسر «السانسور» الذي يعتبر معلما سياحيا خاصا بمدينة قسنطينة، في حين لاحظنا أن القمامة قد عادت إلى الانتشار بالصخر المحيط بالجسر والأماكن القريبة منه، بسبب السلوكيات السلبية لبعض الزوار وسكان المدينة الذين يقومون برمي القمامة من أعلى الجسر أو من محيطه، رغم أن مصالح البلدية قد قامت بعدة عمليات تنظيف للمكان.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى