كشف الفحص المبكر الذي قام به أطباء المركز الطبي الجهوي لمستخدمي الجماعات المحلية بقسنطينة خلال أول يومين من حملة تحسيسية، عن عدة حالات يشتبه في إصابتها بداء السكري، حيث مست عمال دائرة وبلدية الخروب، في حين يلاحظ المختصون أن الداء يسجل ارتفاعا بعد جائحة كوفيد-19.
وصرح الدكتور جلودي سمير، طبيب مختص في طب العمل على مستوى المركز الطبي الجهوي لمستخدمي الجماعات المحلية بولاية قسنطينة، أن عملية التحسيس مست مقر دائرة الخروب أول أمس، لتحط أمس بمقر البلدية وتنتقل مساء إلى المندوبية البلدية علي منجلي 1، في حين أكد أن الفحص المبكر لمستخدمي الدائرة قاد إلى اكتشاف 5 حالات تعاني من اضطراب في منسوب السكري في الدم، من بينهم حالة سيدة تعلم بإصابتها بالسكري، في حين لم يكن يعلم الأربعة الآخرون بإصابتهم، مثلما قال.
وقد وقف أطباء المركز على حالة تجاوز فيها منسوب السكري في الدم 2.3 غرام خلال تواجدنا بمقر بلدية الخروب، حيث ذكر الدكتور جلوادي أن القائمين على عملية التحسيس يقومون بتوجيههم لإجراء تحاليل مخبرية، ليتم فحصهم بعد ذلك في المركز الطبي من أجل إجراء الفحص اللازم لتأكيد الإصابة من عدمها.
وقال نفس المصدر إن أطباء المركز قد لاحظوا ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة بداء السكري بين مستخدمي الجماعات المحلية بعد جائحة كوفيد-19، حيث أكد أن المركز كان يسجل إصابتين بالسكري على الأكثر في الفحوصات الدورية التي كانت تُجرى للعمال، لكن الوضع تغير بعد كوفيد، وصارت تسجل حوالي 20 إصابة في مجموعة عمال مكونة من 500. وأضاف محدثنا أن أغلب المصابين تعرضوا لكوفيد-19 من قبل، إلا أنه أشار إلى أن الدراسات جارية من أجل كشف أسباب هذا الارتفاع في داء السكري، منبها أن حالات الإصابة موزّعة على مختلف الفئات العمرية.
وتسجّل الفحوص التي يجريها القائمون على طب العمل بالمركز الطبي حالات إصابة أيضا بضغط الدم، حيث أوضح الدكتور جلوادي أنه مرتبط بالسكري أيضا، لكنه اعتبر أن ضغوطات العمل تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المذكورة، فضلا عن نوعية الأكل وطريقة تناول الأطعمة.
وأضاف نفس المصدر أن الأمراض المزمنة مسجلة بنفس الوتيرة تقريبا لدى جميع الفئات المهنية في الجماعات المحلية، موضحا أنه لاحظ من جانبه أن الموظفين الميدانيين، مثل الأشخاص الذين يعملون في الورشات، أقل إصابة بالاضطرابات المذكورة من الذين يزاولون نشاطهم في المكاتب، كما أكد الدكتور أن جهود المختصين وجميع المتدخلين تُبذل من أجل تصنيف الاحتراق النفسي كمرض مهني.   
وأفادت الطبيبة النفسية بالمركز، رانيا ملاك سايح، في تصريح للنصر، أنها لاحظت أن العديد من عمال الجماعات المحلية يعانون من الأمراض المزمنة الجسدية والنفسية، على رأسها السكري، مؤكدة أن كثيرا منها تعتبر «نفسية جسدية»، وترتبط بالتوتر الذي يعيشه الموظف خلال العمل، كما أشارت إلى أن بعض الموظفين يشتكون من غياب التوافق بين العمل ومواقيته، فضلا عن آخرين يواجهون مشاكل مع زملائهم أو في حياتهم الخاصة.
ونبهت الطبيبة النفسية أن الاضطرابات السيكولوجية الأكثر تسجيلا تتمثل في الاكتئاب واضطرابات النوم، مؤكدة أنها مرتبطة أيضا بعامل التوتر، بينما أكدت أن حالات الاحتراق النفسي مسجلة بشكل معتبر، لكنها أوضحت أنه يعتبر من الحالات التي تؤدي إلى اضطرابات أخرى.
وقد لاحظنا خلال تواجدنا على مستوى مقر بلدية الخروب إقبالا من الموظفين والعمال على قياس منسوب السكري لديهم في الدم، في حين يذكر أن قافلة المركز الطبي الجهوي لمستخدمي الجماعات المحلية ستواصل حملتها التحسيسية ضد داء السكري إلى غاية يوم 30 مارس المقبل.                                      سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى