اطلع أمس، أعضاء من لجنة الثقافة والاتصال والسياحة بالمجلس الشعبي الوطني على مشاريع ومعالم ثقافية وسياحية بولاية قسنطينة، حيث أبدوا عدم رضاهم عن وضعية بعض ورشات إعادة الاعتبار، بينما وعدوا بالسعي مع السلطات العليا من أجل حل المشاكل المسجلة في عدد منها.
وزار وفد لجنة الثقافة والاتصال والسياحة للمجلس الشعبي الوطني فندق سيرتا الخاضع لعملية إعادة اعتبار، حيث سأل رئيس الوفد، النائب رشيد ميلودي، ممثل شركة الاستثمار الفندقي عن استهلاك المبلغ الكلي لفندق «بانوراميك» من عدمه، ليؤكد الأخير وجود مبلغ متبقي من العملية، لكن عدم توقيع الاستلام النهائي للمشروع حال دون تحويله، فيما سأل النائب محمد أنور بوشويط عن السبب، ليضيف ممثل الهيئة أن الفندق مستلم بشكل مؤقت ويفترض أن يكون استلامه النهائي بعد سنة بحسب ما ينص عليه قانون الصفقات العمومية، معللا عدم اتخاذ الإجراء بإطلاق عملية مؤخرا من أجل تفقد المنشأة ورفع التحفظات المسجلة قبل الاستلام المؤقت وخلال السنة الموالية.أمّا بالنسبة لإعادة الاعتبار لفندق سيرتا فقد أوضح ممثل الشركة أنها وصلت إلى حوالي 94 بالمئة، مشيرا إلى أن النسبة المتبقية تتعلق بأشغال في المطعم والاختبارات، بينما اعتبر أعضاء من اللجنة أن المدة التي استغرقتها عملية التهيئة طويلة جدا، حيث ذكر النّائب بوشويط أن الفندق قد أغلق قبل تظاهرة عاصمة الثقافة العربية على أن يعاد فتحه خلالها دون أن يتم ذلك طيلة 8 سنوات.
مساع لبعث مشروع درب السياح
وقد انطلقت زيارة الوفد من مدخل مشروع درب السياح على مستوى منطقة سيدي مسيد بالقرب من الجسر القائم على الشلال، حيث أبدى البرلمانيون إعجابا كبيرا بجمالية الموقع من الجانب السياحي والطبيعي، في حين لاحظنا بالمكان آثار تحطم صخرة كبيرة، تسبب وقوعها في تحطم أجزاء من الأرضية التي تمت تهيئتها. ونبه مدير السياحة أن الدراسة الخاصة بدرب السياح قد وصلت العام الماضي إلى نسبة 90 بالمئة وبلغت العملية مرحلة الكشط لمعرفة طبيعة الوسائل التي ينبغي استعمالها في عملية إنجاز مسار السفح الخاص بالراجلين، لكن مؤسسة الإنجاز «سابطا» لم تتمكن من المواصلة لأن الكشط وحده يكلف أكثر من ضعف مبلغ الدراسة.
وأبرز المسؤول أن المشروع قد بعث بعد فسخ الصفقة معها، وتم الإعلان عن صفقة خاصة به، لكنها خلصت في 27 ماي المنقضي إلى عدم الجدوى بسبب عدم تلقي عرض من مؤسسة فعالة وقادرة على أن تحقق تقدما فعليا. وتنقّل البرلمانيون إلى المتحف العمومي الوطني «سيرتا» والمدينة القديمة، التي دخلوها من باب الجابية باتجاه دار ابن باديس في حي السيدة حفصة.
وأبدى البرلمانيون تأسفهم على وضعية الدار، كما تقرب منهم بعض المواطنين وتحدثوا عن وضعية منازل السويقة التي تتعرض لانهيارات جراء قدمها خصوصا بعد هطول الأمطار، ليتنقل الوفد بعد ذلك إلى مقهى النّجمة المغلق، حيث أكدت رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس الشعبي الولائي، راضية بلجدوي، أن المقهى يعتبر من أقدم النوادي الثقافية في قسنطينة، منبهة إلى ضرورة إعادة الاعتبار له، وأضافت أن المقهى ملكية خواص وكان يرتقب أن يخضع للترميم، لكنه ظل مغلقا فضلا عن أن مالكيه لا يستغلونه في الوقت الحالي أيضا.واطلع البرلمانيون على عملية إعادة الاعتبار لمسجد الأربعين شريفا، حيث شرح لهم مدير الثقافة لولاية قسنطينة أن العملية بالمساجد القديمة في وسط المدينة قد رفع عنها التجميد في 2020 ورصد لها مبلغ 59 مليار سنتيم، في حين أن مناقصة الدراسة الخاصة بمسجدي الكتانية وسيدي عفان قد أطلقت، وتم منحها لمكتب الدراسات، بينما أوضح أن منزل ابن باديس مسجل ضمن عملية دراسة ومتابعة أشغال المباني القديمة. وقد اطلع الوفد أيضا على أشغال إعادة الاعتبار للجامع الأخضر برحبة الصوف الذي يعرف تقدما كبيرا ويرتقب فتحه في 5 جويلية.
35 ألف زائر لقصر الباي
وتساءل رئيس الوفد في قصر الحاج أحمد باي عن عائدات المرفق وعدد الزوار، حيث اعتبرت ممثلة إدارة المتحف المعلم وجهة أساسية للسياحة في قسنطينة، مؤكدة أن عام 2021 قد سجل حوالي 15 ألف زائر، بينما وصل في 2023 إلى 35 ألف زائر، خصوصا الأجانب. وشدد النائب البرلماني فتحي العايب على ضرورة الاستماع إلى المشاكل المسجلة في القصر أيضا، مشيرا إلى أن الوفد في زيارة رسمية للاطلاع على المرفق بكل جوانبه، حتى يسعى إلى حلها على مستوى أعلى.
وقد ذكر مدير الثقافة للولاية أن المشكلة الأكبر في المكان تعود إلى قدم البناية ما يؤدي إلى ظهور بعض الاختلالات، مضيفا أن المعلم قد استفاد من عملية ترميم في الثمانينيات وتمت خلالها الاستعانة بخبرات أجنبية، لكن يتم تخصيص مبالغ مالية لصيانة القصر، فضلا عن أن بعض اختصاصات الترميم غير المتوفرة محليا، على غرار إعادة الاعتبار للجداريات. وذكر موظفون بالمرفق أن المتحف لا يضم حاليا مرشدي متاحف أو مرشدين سياحيين، وإنما يقوم إطارات إداريون فيه بعملية توجيه الزوار والسياح خلال زياراتهم.
وذكرت إطار بالمرفق أن المتحف لا يستفيد من المبالغ المحصل عليها من زيارات المواطنين والسياح، حيث توجه مباشرة إلى الخزينة العمومية، في حين يشتغل بميزانية تسيير عادية، و أضافت أنه يعاني من نقص كبير في عمال النظافة، بالإضافة إلى مشكلة حظيرة المركبات خارج المرفق، بينما أشار إطار آخر أن عدد السياح الأجانب قد وصل إلى حوالي 12 ألفا خلال السنة الماضية. وأكد لنا إطارات قصر الباي أن المتحف لا يحمل صفة المؤسسة الاقتصادية ولا يمكنه الاستفادة من مداخيل الزيارات، في حين أن الإداريين هم من يتكفلون في الوقت الحالي بإرشاد الزوار.
وقد سألنا مدير الثقافة لولاية قسنطينة عن مصير المرشدين السياحيين للمواقع الأثرية والمتاحف، الذين وظفوا في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية لمدة سنة فقط بعد أن تلقوا تكوينا في المجال، وإمكانية إعادة الاستعانة بهم لتغطية النقص المطروح، حيث أكد أنهم وظفوا من طرف ديوان تسيير الممتلكات الثقافية وليس مديرية الثقافة.
وشملت زيارة أعضاء الوفد أيضا مسرح محمد الطاهر فرقاني ومقر المجلس الشعبي البلدي ونصب الأموات وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ومؤسسات تابعة لقطاع الاتصال، على غرار مقر النّصر الذي اطلعوا فيه على مختلف أقسام قاعة التحرير وقسم الأرشيف، إضافة إلى زيارة دار الصّحافة والمحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري.
واعتبر رئيس الوفد في تصريح للصحافة أن وضعية فندق سيرتا مؤسفة، حيث أكد أن لجنة الثقافة ستسعى للاستفادة من المرفق، كما أوضح لنا أنها ستعد تقريرا وترفعه إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني حول ما تم الاطلاع عليه. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد ستستمر اليوم، حيث يرتقب أن تشمل القبور المنضدية ببونوارة والمركز الإسلامي بعلي منجلي وغيرها.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى