أكد أول أمس الخميس، مدير السياحة لولاية قسنطينة رفع التجميد عن مشاريع سياحية بقيمة 155 مليار سنتيم خلال اليوم الثاني من زيارة الوفد البرلماني للجنة الثقافة والاتصال والسياحة، في وقت انطلقت فيه أشغال إعادة الاعتبار لساحة أول نوفمبر الواقعة فوق سوق بومزو بوسط المدينة، كما تعتزم بلدية قسنطينة إنشاء قاعة للمطالعة ومكتبة في كل مندوبية، فيما أعلن وزير الشباب والرياضية عن رفع التجميد عن مشروع المركب الرياضي الكبير بقطار العيش.
وذكر مدير السياحة لولاية قسنطينة، رياض دحماني، في تصريح للنصر خلال زيارة البعثة البرلمانية الاستعلامية للجنة الثقافة والاتصال والسياحة، أن محيط نصب الأموات يخضع لعملية إعادة اعتبار، ستشمل إنشاء أكشاك وكافيتيريا ومطعم، ما سيجعل للموقع شرفة جديدة مطلة على الهوة السحيقة لصخرة المدينة، بالإضافة إلى إنجاز إحاطة للمكان وحظيرة مركبات، حيث أوضح لنا أن المشروع على عاتق مصالح الولاية حتى يكون متنفسا للعائلات، بينما أكد لأعضاء الوفد أن الدخول إلى المكان سيصبح مقابل تسعيرة وتقوم البلدية بكراء استغلاله، في حين نبه مدير الثقافة أن الوالي قد أعطى تعليمة بترحيل ساكني الأكواخ التي كانت موجودة بمحيط الموقع في نفس اليوم، لينطلق المشروع.
من جهة أخرى، انطلقت أشغال إعادة الاعتبار لساحة أول نوفمبر التي تمثل سطح سوق بومزو بوسط المدينة، حيث أكد لنا مدير السياحة أن مصالح الولاية هي من أخذت العملية على عاتقها أيضا، في حين أعطى والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بتاريخ 30 ماي المنصرم إشارة انطلاق الورشة، حيث حددت مدة 3 أشهر للمشروع، بينما أكد المسؤول على ضرورة مراعاة خصوصية الساحة وإيلاء الأهمية الكبرى لتدعيمها، فضلا عن احترام دفتر الشروط، خصوصا ما يتعلق منه باستعمال مواد ذات جودة، كما نبه على ضرورة اختيار إنارة مناسبة تليق بموقع الساحة وطبيعتها العمرانية.
وقد اختار البرلمانيون في اليوم الثاني من جولتهم الاستعلامية بقسنطينة أول أمس الخميس، التنقل على متن عربات الترامواي إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي من أجل تلقي عرض حول وسائل النقل المختلفة المتاحة للسياح، قدمه مدير النقل لولاية قسنطينة، إيدير رمضان الشريف، بينما أكد مدير السياحة لهم خلال اطلاعهم على أحد الفنادق بالمقاطعة الإدارية أن التجميد قد رفع مؤخرا عن مشاريع سياحية بقيمة 155 مليار سنتيم من بينها 9 فنادق في طور الإنجاز، في حين اعتبر الأمين العام للفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، عبد الوهاب بولفخاذ، أن مستقبل الاستثمار بقسنطينة يدعو للتفاؤل بالنظر للتسهيلات التي توفرها الدولة، مثلما أورده بيان منشور على الصفحة الرسمية للمجلس الشعبي الوطني بشبكة «فيسبوك».
واطلع البرلمانيون أيضا على وضعية ورشة إنجاز المركز الثقافي الإسلامي عبد الحميد بن باديس بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث وصلت نسبة تقدم الأشغال إلى 90 بالمئة، ويرتقب تسليم المشروع في 5 جويلية المقبل، في حين أكد رئيس الوفد النائب رشيد ميلودي على ضرورة الاعتماد على الرقمنة من أجل الترويج لخدمات المركز، كما عاين النواب وضعية المدينة الأثرية «تيديس» التي بقيت مهملة رغم تربعها على مساحة شاسعة ومقوماتها السياحية الهامة؛ وكشف القائمون عليها أنها مصنفة وطنيا، لكنها تتطلب دعما بمرافق إضافية من أجل تصنيفها دوليا، في حين نبه رئيس الوفد إلى ضرورة عصرنة الطرق المؤدية للموقع وتوفير التغطية بشبكة الهاتف النقال.
وزار الوفد إذاعة قسنطينة الجهوية، حيث اطلعوا على وضعية المقر الواقع في باب القنطرة، في حين عاينوا المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وأعطوا إشارة انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للقراءة في طبعته الحادية عشرة، كما اطلعوا على مختلف الأجنحة الأخرى لبناية المكتبة.
مكتبة في كل مندوبية بلدية
وأكد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالشؤون الثقافية والتربوية، عبد الحكيم دكار، خلال زيارة الوفد في اليوم الأول، أن عملية إعادة تجليد الكتب الموجودة في مكتبة البلدية ستتم بالتنسيق مع المكتبة المركزية لجامعة الإخوة منتوري، فضلا عن الاستعانة بمختصين، كما أوضح أن جميع المندوبيات ستزود بقاعات مطالعة ومكتبة، حيث تصل إلى 10.
وتحدث نفس المصدر أن المعهد البلدي للفنون سيفتح في 5 جويلية المقبل، ليكون انطلاق تسجيل الطلبة المهتمين بمختلف الفنون مع الدخول الاجتماعي المقبل، كما أشار إلى أن المركز الثقافي رشيد القسنطيني يخضع للترميم أيضا، وهو يضم مكتبة وقاعة عروض، مؤكدا أن سنة 2024 ستشهد إعادة فتح جميع المرافق الثقافية التابعة للبلدية.
وأضاف نفس المصدر أن البلدية تعتزم الشروع في عملية لرقمنة الكتب الموجودة لديها، بالإضافة إلى استحداث موقع لها يضم قائمة بمختلف العناوين، حيث تضم مكتبة المجلس الشعبي البلدي بحي الطابية 35 ألف عنوان، من بينها أكثر من 4 آلاف قديمة ونادرة، يعود تاريخها إلى أكثر من قرن. وأكد رئيس البلدية، شراف بن ساري، أن المكتبة مفتوحة للطلبة ضمن حصة مستمرة من الثامنة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، موضحا أنها لا تغلق أبوابها حتى في التوقيت المخصص لساعة الغداء.
من جهة أخرى، وجه أول أمس السيناتور، محمد بوكرو، بمجلس الأمة سؤالا شفويا لوزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد، حول الإجراءات المتخذة لتسوية وضعية المجمع الرياضي بقسنطينة، الذي يضم ملعب كرة قدم بطاقة استيعاب 50 ألف متفرج وهياكل رياضية أخرى، حيث كشف الوزير أن التجميد المالي قد رفع عن المشروع الذي سُجّل في عام 2007، مضيفا أن انطلاق أشغال إنجازه مرهون بالوقت المناسب لبرمجته ضمن المخطط الوطني للاستثمار الخاضع لسلم الأولويات، مثلما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
وأورد ذات المصدر أن الوزير قد أكد بأن قطاعه سيبذل ما بوسعه لتحقيق هذا المشروع مؤكدا أن مصالحه قد تقدمت بطلب لوزارة المالية من أجل دعمه، بعدما كُلفت المصالح المركزية واللامركزية برفع التجميد عنه.
ويذكر أن مشروع المجمع الرياضي الذي مسه التجميد قد أعلن عنه منذ أكثر من 13 سنة، حيث أكدت السلطات المحلية حينها أنه سينجز في منطقة الدوامس بقطار العيش بعد أن رحل منها تجار الخردة عام 2008، في حين تم الإعلان رسميا عن تأجيل المشروع في عام 2015 الذي عرف تجميد العديد من المشاريع الرياضية على المستوى الوطني، حيث أكد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، شهر أفريل من العام الجاري أن السلطات المحلية تسعى لرفع التجميد عنه، منبها أن الولاية بأمس الحاجة إليه.                                                           سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى