انتقد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، استمرار غلق إقامات جامعية قال إنها تستنزف أموالا معتبرة، متحدثا أيضا عن وجود غرباء ببعض الإقامات وعن أعوان حراسة يتقاضون أجورا دون أداء مهامهم، وذلك خلال إشرافه أمس على افتتاح السنة الجامعية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية التي التحق بها 36 أستاذا وعرفت استقبال 1590 طالبا جديدا هذا الموسم، في انتظار استفادتها من مشروع 2000 مقعد بيداغوجي وإقامة بـ 1000 سرير.
وذكر رئيس جامعة العلوم الإسلامية، سعيد دراجي، في كلمة له بالمناسبة التي عرفت حضور والي قسنطينة، والسلطات المدنية والأمنية، أنّ الأمير عبد القادر قد استقبلت 1590 طالبا جديدا من حاملي شهادة البكالوريا، من بينهم 1076 ضمن فرع العلوم الإسلامية، 40 طالبا في العلوم الإنسانية، 161  في اللغة والأدب العربي، وكذا 248 طالبا مدرجا في العلوم الاقتصادية، فضلا عن 65 في تخصص اللغة التركية.
ويبلغ عدد الطلبة بالجامعة حسب التقديرات الأولية، يقول ذات المتحدّث، حوالي 5000 في مختلف الأطوار، يعمل على تأطريهم 317 أستاذا أي بمعدّل أستاذ لكل 19 طالبا، كما تمّ توظيف 36 أستاذا حديثا في مختلف التخصّصات.
وأشاد دراجي بالتطوّر النّوعي الذي تعرفه الجامعة، والذي تحقّق بمجهودات الأسرة الجامعية من أساتذة وباحثين وموظّفين، إذ تمّ التّوقيع على عدد من الاتفاقيات مع مؤسسات دولية، على غرار جامعة الزيتونة التونسية، مرمرة بتركيا، والجامعة الإسلامية بمنيسوتا في الولايات المتّحدة الأمريكية.
كما ذكر مدير حاضنة الأعمال بجامعة الأمير عبد القادر الدكتور عقبة سحنون، أنّ الجديد هذا الموسم هو فصل دار الحاضنة عن دار المقاولاتية، التي ستسمى مركز تطوير المقاولاتية، لتسمح للطلبة بإنشاء مؤسسات مصغّرة، بينما تعنى حاضنة الأعمال بالمؤسسات الناشئة.
 وقال  المتحدّث إنّ الحاضنة تعتبر حديثة العهد وتمّ إنشاؤها منذ أقل من سنة، حيث تمّ منذ الفاتح من نوفمبر من السنة الماضية تسجيل 44 فكرة مشروع مبتكر، قُبل من بينها 18 مشروعا من قبل اللجنة العلمية، كما نوقشت 6 مشاريع في مجالات الصناعات الغذائية، وشبه الدوائية، الخدمات والمعلوماتية وغيرها، وتحصّل طالب على علامة مشروع مبتكر، فيما لا تزال العملية متواصلة إلى غاية نهاية سنة 2023، كما أن ممن تحصّلوا على التكريم هم من الطلبة الأوائل الذين تخرجوا على مستوى حاضنة الأعمال.
من جهته أشاد الوالي عبد الخالق صيودة، في كلمته بمكانة جامعة الأمير عبد القادر التاريخية وإسهامها العلمي، معتبرا إيّاها صرحا معرفيا أصيلا، مضيفا أنّه سيتم قريبا استلام مشروع بألفي مقعد بيداغوجي، وكذا إقامة جامعية بسعة 1000 سرير بعلي منجلي، منوّها بالهياكل التي استفاد منها القطاع بقسنطينة على غرار هضبة قسنطينة والمدرسة العليا للمحاسبة والمالية بسعة 1000 مقعد بيداغوجي، ومركز «البراي» للطلبة المكفوفين.  
وأكّد صيودة على ضرورة التسيير الأمثل لمختلف الهياكل الجامعية، وقال إن السلطات العليا في البلاد تعمل على دعم وتحديث المنظومة الجامعية والخدماتية، وإثرائها بالوسائل المادية والبشرية والقانونية، كما دعا في نفس الوقت مدراء الخدمات الجامعية إلى تدارك بعض النقائص المسجّلة من حيث وجود عدد من الإقامات المغلقة التي تستنزف بحسبه أموالا معتبرة، وكذا من ناحية العاملين في مجال الحراسة، مشيرا إلى أنّ معلومات دقيقة تشير إلى أن منهم من يتقاضى أجوره بصفة عادية دون أداء المهام التي هي على عاتقه، وهو ما يطرح التساؤل بشأن المحافظة على الأموال العمومية والتحلي بالأمانة وروح المسؤولية، مثلما عبّر.
كما تحدث الوالي عن وجود أشخاص غرباء عن الجامعة يستغلون بعض الإقامات ويحتلون جزءا من ممتلكاتها، على غرار ما تعرفه إقامة 8 نوفمبر، مثلما قال، معتبرا هذا السلوك جريمة اقتصادية في حق أموال الدولة، بسبب ما وصفه بالإهمال واللامسؤولية، مضيفا أنه توجد إقامات هياكلها متردّية ولا تتوفّر فيها أدنى الشروط، مما يؤثر سلبا على قابليتها لاستيعاب الطلبة ويستدعي، يضيف صيودة، غلقها حفاظا على سمعة القطاع، خاصة مع توفر أخرى جديدة ومغلقة تستوفي الشروط اللازمة، حيث أكد أن ذلك من حق الطلبة الذين يجب أن ينعموا بما سخّرته الدولة من ظروف مثلى تليق بتحصيلهم العلمي وتساعد على الإبداع والتميّز، مشيرا إلى أنّ السلطات المحلية عملت على ضبط كل الترتيبات واتخاذ التدابير اللازمة لإنجاح الدخول الجامعي، بالتنسيق المستمر مع المصالح الجامعية.  
وتمّ بالمناسبة تكريم عدد من الأساتذة الذين تمت ترقيتهم في الرتب، حيث شمل 18 أستاذا تحصّلوا على ترقية إلى أستاذ التعليم العالي، وكذا 16 آخرون التحقوا بصفّ أستاذ محاضر «أ»، كما عرف حفل الافتتاح أيضا تكريم عميد كلية الطب محجوب بوزيتونة، 10 طلاب أجانب، أحدهم من السودان، وأربعة من موريتانيا وخمسة من ماليزيا، بالإضافة إلى 9 طلبة من أصحاب المشاريع والمؤسسات الناشئة للسنة الماضية، تعذّر على أربعة منهم الحضور.
وعبر بعض من الطلبة السودانيين والماليزيين في حديث للنّصر، عن ارتياحهم لظروف التمدرس بقسنطينة والجزائر بصفة عامة، مؤكدين على نوعية البيئة الدراسية الجامعية في بلادنا من ناحية النظام والخدمات والأساتذة، الذين يتعاملون معهم بطريقة مميّزة وحتى الأصدقاء وعامة الناس، مشيرين إلى أنّ من أهم الأسباب التي دفعتهم للقدوم إلى الجزائر وبالتحديد قسنطينة هو الأمان والاستقرار.
إسلام.ق

الرجوع إلى الأعلى