يعرف مشروع متحف الفنون الحديثة الذي يجري إنجازه على مستوى البناية المسماة «المونوبري» سابقا، بشارع 19 جوان وسط قسنطينة، توقفا في الإنجاز منذ عدة أشهر، فيما تعرّضت ورشته للإهمال و تُركت مفتوحة، بما شوّه منظر الشارع الذي يمر عليه الآلاف من المواطنين يوميا، لوقوعه في قلب المدينة.
و الملاحظ أن المشروع الذي يندرج في إطار المشاريع التي برمجت للإنجاز خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية المنقضية العام الماضي، يعرف توقفا في الأشغال منذ عدة أشهر، حيث هُجرت الورشة وأبقي على مدخل البناية والواجهة دون ستار أو حاجز يحجب المنظر الموجود في الداخل، والذي بات يشوه الشارع و يعطي صورة سيئة عن المدينة، حيث أن الركام و أدوات البناء، منتشرة داخل العمارة التي تظهر و كأنها تعرضت إلى نوع من التخريب، و ما زاد من تأزيم الأمر هو اختيار الرصيف المقابل للبناية لوضع حاويات النفايات، التي لوثت محتوياتها المبعثرة المكان.
و قد أثار منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي هذه القضية مؤخرا خلال آخر دورة للمجلس، و استغربوا لترك الورشة على هذه الحالة، مؤكدين أنها شوهت منظر الشارع، و باتت بؤرة للجرذان و القطط، و هي صورة لا تليق، حسبهم، بوسط مدينة في حجم و عراقة قسنطينة، كما تساءلوا عن سبب توقف المشروع و عن موعد استئنافه، من جهة أخرى فقد عبر العديد من المواطنين الذين صادفناهم بوسط المدينة، عن استيائهم من الحالة التي آلت إليها هذه البناية العريقة، و التي كانت تمثل في وقت سابق أولى المراكز التجارية التابعة للدولة بوسط المدينة، حيث استغربوا قرار تحويلها إلى مركز للفنون الحديثة، و قالوا إن المكان غير مناسب لتجسيد مثل هذا المشروع، و يرون أنه كان من الأجدر تحويل البناية، على الأقل، إلى متحف للفنون التقليدية بما يتناسب مع طبيعة المدينة العتيقة، ولاجتذاب السياح الباحثين عن كل ما يعبر عن عراقة قسنطينة.
و في رده على أسئلة المنتخبين، أكد مدير التجهيزات العمومية، أن مصالحه باشرت منذ شهر جانفي الماضي إعداد مخطط لبعث إنجاز مختلف الملحقات الثقافية المتوقفة، و من بينها متحف الفنون الحديثة «مونوبري»، الذي وصلت نسبة الأشغال به، إلى حوالي 70 بالمئة، موضحا بأن الورشة شملت الطوابق غير الظاهرة للعيان، حيث تتكون البناية من 4 طوابق، منها تحت أرضي، أما الجزء المتبقي و الذي لاقى انتقادات، بسبب الحالة التي آل إليها، فقال المسؤول بأنه سوف يمثل واجهة المتحف، و سيكون آخر طابق يتم ترميمه و تهيئته، مضيفا بأن الورشة ستستأنف قريبا، و بأن مصالحه ستلتزم بتسليم المشروع هذا العام.  

عبد الرزاق.م/تصوير: الشريف قليب

الرجوع إلى الأعلى