سكــــان المنيـــة يشتكـــــون من وضعيــــة المسالــــك داخــــل أحيــائهم
يعاني سكان المنية ببلدية قسنطينة، من اهتراء الطرقات داخل أحيائهم وعدم توفر أرصفة، كما يشتكون من انعدام الممهلات بالطريق السريع المقابل للسكنات، ما يعرض أبناءهم للخطر في كل مرة يقطعونه للوصول إلى الضفة الأخرى. وذكر سكان من حي المنية الواقع بالقرب من حي سيدي مسيد وغير بعيد عن وسط مدينة قسنطينة، بأنهم يعانون كثيرا بسبب انعدام الطرقات المعبدة بالقرب من سكناتهم، مشيرين إلى أن حيهم عبارة عن مجموعة من البساتين، لكن ذلك لا يبرر، بحسبهم، تقاعس السلطات طيلة السنوات الماضية عن تهيئة المكان للقاطنين به، فأطفالهم يبذلون جهدا شاقا للوصول إلى المدارس خلال فترة الدراسة، خصوصا عند هطول الأمطار، بسبب الأوحال الكبيرة التي تتشكل على مستوى المسالك الموجودة، التي شكلتها عجلات الجرارات وبعض المركبات بفعل مرورها بشكل متكرر، لدرجة أن بعضهم قد يضطر إلى عدم الالتحاق بالمدرسة لأيام، في حين تنعدم الأرصفة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 27، الذي يشكل مصدر خوف دائم للسكان بحسب ما أخبرونا به، بعد أن لقي العديد من الأطفال حتفهم تحت عجلات السيارات التي تمر منه، وأصيب آخرون. وطالب محدثونا بوضع ممهلات على مستوى الطريق المذكورة لحماية الأطفال من مخاطر الإصابة، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من أبنائهم يتخذون منه مسلكا للوصول إلى الضفة المقابلة من أجل الدراسة، كما طالبوا بالأرصفة، في حين أكدوا بأن الأعوام الأخيرة شهدت ظهور سكنات جديدة يقطنها عشرات المواطنين، ما يضاعف من حدة المشاكل المسجلة، حيث يناشدون السلطات المعنية ببرمجة مشروع تهيئة شاملة، كما اشتكوا أيضا من نقص في وسائل النقل المؤدية نحو منازلهم انطلاقا من وسط المدينة، وخصوصا خلال ساعات الليل.  وعبر السكان عن امتعاضهم الشديد من وضعية الحي، حيث استغربوا ألا يستفيدوا من مشاريع تهيئة رغم أن المسافة بينهم وبين وسط المدينة أقل من كيلومتر، حيث لا يستغرق وصولهم إليه إلا بضع دقائق، كما قالوا إن قنوات التطهير لم تنجز على مستوى الحي إلا خلال العام الماضي، فضلا عن أنهم استفادوا من الغاز الطبيعي مؤخرا فقط وكانوا يلجأون طيلة السنوات الماضية إلى قارورات غاز البوثان من أجل الطهي والتدفئة، كما لا تتوفر شبكة الهاتف على مستوى الجهة الواقعة بالقرب من البساتين والمشاتل. وتحدث المعنيون أيضا عن وجود مقبرتين داخل الحي، يقوم السكان بدفن أمواتهم بهما، لكنهما لم تحاطا بسياج أو سور إلى اليوم، ما يجعل من حرمة القبور عرضة للكلاب الضالة والحيوانات، في حين تأسفوا من زحف البنايات الجديدة على المساحات التي كانت مستغلة في السابق كمشاتل لزراعة الورود وبساتين للخضر والفواكه، حيث أشاروا إلى أن طبيعة المنطقة تغيرت على حساب الطبيعة الزراعية للمكان. ويُذكر بأن حي المنية واحد من أقدم الأحياء بمدينة قسنطينة، حيث يحوز أغلب أصحاب البساتين المنتشرة به على عقود ملكية محررة خلال العهد الاستعماري.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى