شجار يكشف شبكة لتزوير الأوراق النقدية و ترويجها بسوق الخروب
قضت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة عناصر شبكة جهوية مختصة في تزوير الأوراق النقدية، وترويجها، والمتكونة من 6 عناصر ينحدرون من مدينتي عين مليلة بأم البواقي، وعين ياقوت بباتنة، ويتعلق الأمر بكل من (ق. ط)  33 سنة، و(ن.م) 30 سنة و(ل.ج) 29 سنة و(ب.س) 28 سنة و(ز.ن) 34 سنة و(غ.ر) 32 سنة، بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا، و غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار.
فيما التمس ممثل الحق العام إدانة عناصر الشبكة الذين توبعوا بجنايات تقليد، و تزوير أوراق نقدية، و توزيع، و بيع نقود مزيفة، و النصب بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا، و غرامة مالية قدرها مليوني دينار.
القضية ترجع إلى تاريخ الـ21 من شهر جويلية من السنة الماضية، عندما رصدت دورية للدرك الوطني بمخرج مدينة عين مليلة على الطريق الوطني رقم 3، شجارا عنيفا قام فيه المتشاجرون الذين تبادلوا الرشق بالحجارة بغلق الطريق بواسطة مركباتهم، الأمر الذي خلف فوضى على طول الطريق، و أحدث شللا نتيجة لتشكل طوابير طويلة، واتضح بأن سبب الشجار يعود إلى تعرض الموال المنحدر من مدينة هنشير تومغني المسمى (ب.ش.ن) للنصب، على مستوى سوق المواشي بمدينة الخروب بقسنطينة، على يد المتهمين (ز.ن)، و(غ.ر).
و كشف الضحية بأن المتهمين تقدما منه، و عرضا عليه سعر 2.9 مليون سنتيم للرأس الواحد من ماشيته التي عرضها للبيع و عددها 8 رؤوس، ليتبين بأن المبلغ المالي المسلم للضحية المقدر بـ22 مليون سنتيم مزور، وعندما اكتشف الضحية تعرضه للنصب داخل سوق المواشي، حاول اللحاق بمركبة المتهمين من نوع “فورقو ماستر”.
و عند توجهه صدفة ناحية عين مليلة، تفاجأ بتعرفه على المركبة التي تحمل مواشيه، و في مقدمته يجلس المتهمين، ليحاول الوصول إليها غير أنهم حاولوا من جانبهم الفرار، ليتمكن من اللحاق بهم و غلق الطريق.
عناصر الدرك الوطني وعندما تدخلوا من أجل الشجار، اكتشفوا بأن الأمر يتعلق بعصابة تزور النقود، لتنطلق تحريات مكثفة عكفت عليها فصيلة الأبحاث والتحريات، وهي التحقيقات التي خلصت إلى تفكيك شبكة جهوية تبين بأنها كانت بصدد ترويج نحو 60 مليون سنتيم مزورة في سوق المواشي بمدينة الخروب.
و بينت التحقيقات بأن المتهم (ق.ط) القاطن بحي المنظر الجميل السفلي بمدينة عين مليلة، هو من يقف وراء تزوير مبلغ 60 مليون سنتيم من فئة ألفي دينار، بعد أن تم ضبط المعدات و التجهيزات المستعملة في التزوير، و كذا استرجاع قصاصات مهيأة للتزوير واسترجاع كميات معتبرة من الأوراق التي طبع عليها عدد معتبر من ورقة ألفي دينار على جهة واحدة، وكان المتهم بصدد طبع الجهة الثانية، و تبين بأن المتهم يقوم ببيع المبالغ المزورة بواسطة الخضار   المدعو (ن.م) الذي يبيع مبلغ 60 مليون سنتيم مزور بقيمة سليمة تقدر بـ36 مليون سنتيم، و هو ما حصل مع المبلغ الذي تم ضبطه أين باعه الخضار للمتهم (ب.س) القاطن بمشتة عين لحمة بأولاد حملة، و الذي بين بأنه كان هو الآخر وسيطا مقابل استلامه مبلغ 6 ملايين سنتيم، حيث سلم المبلغ للمتهمين (ز.ن)، و(غ.ر) المقيمان بمشتتي الصنوبر، وبئر عمار على التوالي بمدينة عين ياقوت بباتنة، و هما اللذان يعيدا طرح الأوراق المزورة في سوق المواشي بالخروب.
المتهمون، و أمام جميع الأدلة التي تدينهم، و منها الخبرة العلمية التي أعدها معهد علم الإجرام والأدلة الجنائية ببوشاوي، الذي أثبت بأن المبلغ المالي مزور، اعترفوا بالجرم المنسوب إليهم، وقدم كل واحد منهم تفصيلا عن المهام التي أوكلت له، في الوقت الذي تضارب المتهم (ق.ط) في تصريحاته مع تصريحات شريكه الخضار (ن.م)، فالمتهم (ق.ط) يؤكد على أن المعدات، و التجهيزات التي ضبطت داخل منزله ترجع للمتهم (ن.م) كونه هو بمستوى السادسة ابتدائي، و لا يمكن له تشغيلها، و استغلالها لطبع النقود.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى