وزارة الأشغال العمومية تفصل في الخلاف مع البرازيلييـن نهايــة الأسبـــوع
أفاد أمس، مدير الأشغال العمومية بقسنطينة، بأن اللجنة التي تشرف على إعداد خبرة لتحديد مسؤوليات تعثر إنجاز ملاحق الجسر العملاق والإنزلاقات المسجلة بالمشروع، قد انتهت من المرحلة التقنية، في انتظار صدور النتائج القانونية نهاية الأسبوع الجاري، فيما لاحظنا بموقع الزيادية تحركات جديدة للتربة، فضلا عن تسربات مائية.
ووقفت النصر في زيارتها لموقع ملحق الزيادية على توقف تام للأشغال، رغم قيام المؤسسة البرازيلية قبل أسابيع، بإنجاز مقر لإدارة المشروع بالقرب من مقر مؤسسة «سياكو»، حيث لاحظنا وجود تسربات مائية من الخزانات الواقعة في سطح المنصورة  والتي تمول سكان الجهة الشمالية للمدينة، سواء من جهة الأنابيب أو حائط الدعم، حيث تسبب الأمر في تشققات بالأرضية، كما وقفنا على وجود عاملين يقومان باستخراج المياه من باطن الأرض باستعمال مضخة.
 وقد توسعت رقعة الانزلاقات، بموقع الزيادية وتشققت الأرض، حيث أصبحت ترى بالعين المجردة، كما ذكر لنا مهندس بالمشروع يعمل مع البرازيليين، بأن الخطورة تزداد كلما طالت مدة التوقف، مشيرا إلى ضرورة مباشرة الأشغال، لكنه أكد بأن الشركة البرازيلية «أندراد غيتيريز” التي قامت بالإنجاز وتنفيذ الدراسة، ما تزال تصر على موقفها وتحمل مكتب الدراسات والطرف الجزائري مسؤولية الإختلالات المسجلة.
وقد عاينت النصر أيضا،  موقع ملحق الطريق الغابي، الذي توقفت الأشغال به قبل أزيد من عام، حيث تضررت الطريق كليا ووقفنا على تعرية مساحات كبيرة من التربة بفعل الإنزلاقات القوية، فضلا عن سقوط الأشجار و كتل ضخمة من الصخور وانشقاق بعضها، كما سبق وأن صرح مصدر من مديرية الأشغال العمومية، بأن عمق الانزلاقات تجاوز 20 مترا، وتسبب في إلحاق أضرار بليغة بخزانات المياه، مؤكدا بأن المؤسسة المنجزة لم تقم بإجراء دراسة معمقة لخصوصية التربة والحركة الكتلية لها على أتم وجه.
و ذكر مدير الأشغال العمومية في اتصال بالنصر، بأن نتائج الخبرة التي أعدتها مصالح الوزارة بالتنسيق مع ممثلين عن الشركة، قد انتهت في جانبها التقني ولم يتبق سوى الشق القانوني الذي سيظهر نهاية الأسبوع الجاري بالفصل نهائيا في الوضعية العالقة، من طرف الوزارة الوصية، وللإشارة فإن انزلاقات التربة بمنطقة الطريق الغابي، بدأت في الظهور قبل نحو سنتين، و أدت إلى عزل المكان و قطع الطريق الوحيد الذي يربط بالمنطقة، حيث بلغ حجم التشققات التي أحدثتها في الأرض بضعة أمتار، كما مست سطح المنصورة و نتج عنها أيضا تسرب المياه من خزانات واقعة أعلى نفق الزيادية التابع للجسر العملاق، ما نجم عنه انزلاق كبير تسبب في توقف الأشغال على مستوى النفق أيضا.
وبمشروع نفق رواق تصريف المياه الذي خصص له أزيد من 200 مليار سنتيم لحماية المنشأة من الإنزلاقات، لاحظنا بأن الأشغال تسير بوتيرة محتشمة، إذ لم تتجاوز نسبة 30 بالمائة، بحسب ما أكدته لنا مصادر من الورشة، رغم أن وزير القطاع قد شدد في زيارته الأخيرة على ضرورة تدعميها بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، على أن تسلم  قبل انقضاء الآجال التعاقدية.
وقد صرح وزير الأشغال العمومية للنصر، في زيارته الأخيرة بأنه تم إعداد خبرة أشرفت عليها إطارات من الوزارة والمؤسسة المنجزة، وعلى ضوئها سيتم تحديد المسؤوليات، مضيفا أنه وفي حال ثبوت أن المؤسسة البرازيلية هي المسؤولة عن الخطأ وسوء إنجاز الدراسة، فإنها ستتحمل لوحدها تبعات المشروع وستكمله على عاتقها المالي، دون أن يكون للدولة أي دخل في العملية.
وكان مجلس الوزراء قد صادق على إعادة هيكلة الكلفة المالية لمشروع الجسر العملاق، حيث تم تخصيص قرابة 5 ملايير دينار لاستكمال المقاطع المتعثرة، و قد وصل المبلغ الإجمالي لإنجاز المنشأة وملاحقها وفق الأرقام التي تتوفر عليها النصر، إلى 3800 مليار دينار مقسمة على صفقتين استفادت المؤسسة الأجنبية من حصة الأسد فيها.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى