أوقفت مصالح الأمن 7 أشخاص في قضية المذبح السري الذي اكتُشِف الأربعاء الماضي داخل مزرعة معزولة بمخرج حي «لوناما» بقسنطينة، حيث تم حجز ما يفوق 5 قناطير من اللحوم، التي ضُبِط جزء منها لدى قصابتين بالمدينة الجديدة علي منجلي، إلى جانب قصابة أخرى اتضح أن الكميات الموجودة بها قد بيعت للمواطنين.
و أفاد السيد بونعاس عبد الغني رئيس مصلحة حماية المستهلك بمديرية التجارة في اتصال بالنصر، أن التدخل الذي قام به عناصر الأمن بالتنسيق مع مصالح التجارة و البيطرة، أسفر عن حجز 433.108 كيلوغرام من لحوم و هياكل البقر داخل المزرعة، فيما فاقت الكمية المضبوطة لدى قصابتين بعلي منجلي، تبيّن أنهما تتمونا من المذبح غير الشرعي، 110.8 كيلوغرام، بينها هياكل النعاج التي لا يسمح القانون بذبحها إلا بترخيص، و هي كميات تم حرقها على مستوى المذبح البلدي.
و أوضح المصدر ذاته بخصوص البغل الذي عُثِر عليه بالمكان و الذي أثار جدلا كبيرا وسط الرأي العام المحلي، أن مصالحه لا يمكنها الجزم بأنه كان موجها للذبح، خصوصا أنه وُجِد داخل مزرعة يُفترض أنها تضم عدة أنواع من الحيوانات، فيما ذكر المكلف بالإعلام بمديرية الأمن الولائي للنصر، أن التحقيقات في القضية ما تزال مستمرة وأن عدد الموقوفين مرشح للارتفاع، كاشفا أن إحدى القصابتين اللتين تبين أنهما كانتا تسوقان لحوم المذبح غير الشرعي، تقع بالوحدة الجوارية 15، بينما توجد الثانية في فضاء تجاري مشهور، و ذلك على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، مضيفا أنهما قد تغلَقان خلال الساعات المقبلة.
من جهته، قال السيد بونعاس إن مصالح التجارة باشرت حملة لمحاربة الذبح غير الشرعي، مسّت النقاط السوداء و ستتواصل طيلة شهر رمضان، لتُجرى خلال عطلة نهاية الأسبوع و حتى في الفترات المسائية، و ذلك بهدف محاربة هذه الظاهرة التي تشكل خطورة كبيرة على سلامة المستهلك، بتناوله لحوما مجهولة المصدر و ذبحت في ظروف غير صحية خارج الرقابة، خاصة في ظل تضاعف معدلات الإقبال على اللحوم خلال شهر رمضان.
و قد كثفت مصالح الرقابة خرجاتها قبل يومين من حلول شهر رمضان، و أسفرت، مثلما يؤكد السيد بونعاس، عن حجز 186.5 كلغ من منتجات الذبح غير الشرعي بعدد من المحلات الموزعة عبر الولاية، فيما فاقت الكمية المضبوطة خلال تدخلات نفذت طيلة شهر أفريل بالنقاط السوداء، 1018 كلغ، شملت لحوم حمراء و بيضاء و “المرقاز» و اللحم المفروم، ما أسفر عن تحرير 12 محضر متابعة قضائية ضد التجار المخالفين.
و خلّفت حادثة اكتشاف المذبح غير الشرعي و العثور على بغل بداخله، تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي و حالة من التخوف الشديد في الشارع القسنطيني، خاصة من طرف المواطنين الذين كانوا قد اشتروا اللحوم قبل عملية الحجز، في حين حرص العديد منهم على التوجه إلى قصابات التي تعوّدوا على اقتناء ما يحتاجونه منها، خوفا من استهلاك لحوم جيء بها من هذا المذبح.   
ي.ب

الرجوع إلى الأعلى