أكواخ التّجارة الفوضوية تعود بقوّة إلى علي منجلي بقسنطينة
عادت الأكواخ المستعملة في التجارة الفوضوية إلى الظّهور بقوة في عدة أحياء من المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، مع بداية شهر رمضان، في حين انتشرت طاولات الباعة على مستوى العديد من النقاط الأخرى بالولاية، بالإضافة إلى التوسّعات الفوضوية للمحلات بحي زواغي.
ولم يُثنِ المطرُ الخفيف الذي هطل يوم أمس الباعة من عرض سلعهم بمجموعة من النقاط على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، بحسب ما وقفنا عليه خلال جولتنا بالمكان، بدأناها من الوحدة الجوارية 16، حيث وجدنا بأن مجموعة من الأكواخ المصنوعة بالصفائح المعدنية والأخشاب قد عادت للظهور أسفل العمارات وببعض الشوارع، في حين اختفت الطاولات التي كان الباعة يعرضون فيها الخضر والفواكه على مستوى مدخل المكان بالقرب من نقطة الدوران.
ويعرضُ بعض الأشخاص في الأكواخ الواقعة بالوحدة المذكورة بعض الخضر والمواد الغذائية، في حين يلاحظ بأن أكواخا أخرى مغلقةٌ ومغطاةٌ برداء كبير من «النيلون» لحمايتها من الأمطار، حيث أخبرنا مواطنون بأن أصحابها يفتحونها خلال الليل من أجل السّهر وقضاء الوقت مع أصدقائهم، كما تصادف وجودنا بالقرب من مدخل الوحدة الجوارية مع قيام شابّ بتحضير الكوخ الخاص به من أجل بيع الشّواء خلال الليل.
تنقّلنا بعد ذلك إلى الوحدة الجوارية 14، فوقفنا على أن أكواخ التجارة الفوضوية أكثر عددا، كما أن أغلبها مغلقة، في حين علمنا بأنها تُستَعمل في بيع اللحم المشوي نظرا لطاولات الشواء الموجودة بمحاذاتها، كما وجدنا بالحي بعض الشاحنات التي حوّلها أصحابها إلى نقاط لبيع المواد الغذائية، ولاحظنا أيضا مجموعةً من الأطفال جالسين في كوخ خشبي صغير، يعرضون به مجموعة من المواد الغذائية.
وأخبرنا سكّانٌ بأن بعض الباعة يشرعون في العمل بعد الساعة الخامسة مساء، حيث يعرض بعضهم أكلات رمضانية مثل “البوراك” وغيرها، في حين تكثرُ حركتهم خلال الليل، خصوصا في الأكواخ المستخدمة للسّهر. أمّا بمدخل نفس الوحدة الجوارية، فمررنا بمجموعة من شاحنات بيع الخضر والفواكه، بالإضافة إلى طاولات الباعة، الممتدة إلى غاية نقطة الدوران الواقعة بالطريق المؤدي إلى بلدية عين سمارة.
ولا تقتصرُ التّجارة الفوضوية على الوحدتين المذكورتين، فطاولات باعة شهر رمضان، تظهر بكثافة متفاوتة في جميع أنحاء الأحياء الأخرى من المدينة الجديدة، إلى جانب مشكلة التوسعات الفوضوية للمحلات الواقعة بمدخل علي منجلي وبالكثير من الأحياء، التي استولى فيها تجّارٌ على مساحات إضافية تقع على الأرصفة المحاذية لهم، من خلال إنجاز جدران، أو بوضع حواجز معدنية وتغطيتها من فوق من أجل الاستفادة من فضاء أكبر لعرض سلعهم بشكل غير قانونيّ، في حين استغلّ مواطنون المساحات الخضراء الواقعة أسفل العمارات، من أجل إنجاز أكواخ تجارة فوضوية ببعض الوحدات الجوارية.
ويستغلّ الباعة الفوضويون شهر رمضان من أجل تكثيف نشاطهم في أحياء مدينة قسنطينة، فعلى مستوى حي الدقسي، تظهر الطاولات بشكل قوي بالقرب من نقطة الدوران المعروفة باسم “برازيليا”. ورغم أن مصالح الأمن قامت بطردهم نهاية الأسبوع الماضي من محيط الطريق، إلا أن الجهة السفلية تحولت إلى سوق مأهولة بالباعة ويقصدها المواطنون من مختلف الأماكن، بالإضافة إلى محيط السوق المغطّاة بالقرب من خط السكة الحديديّة، كما تضاعفت أعداد الباعة أيضا بالقرب من مسجد حمزة بالشارع الرئيسي الذي يتوسط عمارات الدقسي.
تزايد التّوسعات الفوضويّة بحيّ سوناتيبا بزواغي
كما لاحظنا على مستوى حي سوناتيبا بزواغي، طاولات يعرضُ فيها بعض الشباب حلويات تقليدية ومواد غذائية رمضانية، في حين تفاقمت بشكل كبير مشكلة التوسِعات الفوضوية للمحلات الواقعة أسفل العمارات بنفس الحيّ، فقد أصبحت تشكل محلات قائمة بذاتها وتصل مساحاتها إلى ضعف المحلات الأصلية التي يشغلها أصحابها. وعمد بعض التجار إلى اقتناء أو كراء عدة متاجر مجاورة لبعضها، ليقوموا بعد ذلك باحتلال كل المساحات المحيطة بمحلاتهم ببناء جدران، مقتطعين جزءا كبيرا من الرّصيف ما يعرقل الحركة به، كما أن منهم من أنجزوا عدة سلالم يؤدي كل منها إلى أحد مداخلها المتعددة أسفل العمارات.
وأثارت المشكلة المذكورة استياء كثير من السكان، بحسب ما أكده لنا بعضهم، حيث قالوا إنّ الحيّ تحوّل إلى سوق ويقصده المواطنون من كلّ مكان ما يتسبّب في عرقلة حركة المرور والضّجيج. وطالب محدّثونا من السلطات المعنية وضع حد للظاهرة، مشيرين إلى أنهم اشتكوا من قبل، كما طرحوا الأمر في وسائل الإعلام عندما كانت بعض التوسعات ما تزال في طور الإنجاز، و”قد اكتملت اليوم دون أن يوضع حد لها”، على حد تعبيرهم. ونبه السكان أيضا بأن بعض أصحاب التوسعات جعلوا الأرصفة غير قابلة لمرور الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على كراسيهم المتحرّكة، بعد أن غرسوا أشجارا بها.
وتظهر التّجارة الفوضوية بمداخل مجموعة من الأحياء الأخرى من المدينة، على غرار حي بوذراع صالح وطريق جبل الوحش، لكن الباعة اعتادوا النشاط بالعديد من هذه النقاط طيلة السنة.   
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى