الأمطار الفجائية تغرق أحياء عدة بلديات بقسنطينة
عرَّت الأحوال الجوية المضطربة وتساقط المطر بغزارة أول أمس بقسنطينة، سوء الأشغال وتدهور قنوات تصريف المياه والبالوعات على مستوى عدة أحياء وطرقات وطنية، ما أدى إلى غرقها وشلِّها بالكامل، وبقاء المواطنين محبوسين بعدة محاور داخل السيارات إلى غاية مرور الاضطراب.
وأُغْلِق الطريق الوطني رقم 27 جزئيا في محوره الرابط بين المنية والمكان المُسمى "حجرة ابن عروس"، وصولا إلى وادي زياد وحي جبلي أحمد، وهو الجزء الذي يتكرر به مشهد الغلق بسبب هطول الأمطار وبلوغ السيول الطريقَ، ما صعَّب حركة المرور بعد الزوال. واضطر سائقو سيارات ومسافرون نحو جيجل وميلة وسكيكدة للسّير عبر ممرّ واحد، حيث أرجعوا المشكلة إلى سوء تنقية البالوعات ومجاري الصرف الصحي الجانبية على حواف الطرقات، فيما يقوم عمال شركات النظافة التابعة للبلديات والخواص بوضع النفايات والطين على حافة المجاري، ما يؤدي لعودتها مع مرور الوقت وسقوط المطر.
وتعمل المياه المختلطة بالحجارة والأتربة على إعاقة سير المركبات، وهي ذات الحال أسفل حي 5 جويلية بالقرب من أسفل الجسر الرابط بين حي بوالصوف ومدخله، حيث ما ظلت الأتربة والحجارة متراكمةً إلى غاية أمس الجمعة.
وشهدت أزقّة بلديتي حامة بوزيان وقسنطينة، غرقا تامّا في المياه الجارفة، بفعل التساقط الكثيف للمطر، ففي حي الغيران وجبلي أحمد، ولانعدام شبكة تصريف المياه والبالوعات، اضطر العمال والطلبة والعائدون لبيوتهم إلى تغيير مسار العودة والانتظار حتى تخفِّ قوة الأمطار لبلوغ المنازل، فيما لم تتحمل البالوعات وقنوات الصرف الصحي المياه المتدفقة إليها. أما بأعالي الحامة، فقد اختلطت المياه السطحية مع مياه الصرف الصحي، ولوحظ تغير لون الماء ورائحته، ما خلّف استنكارا واسعا من طرف المواطنين.
ولم تختلف الحال في شارع 19 جوان "شارع فرنسا" سابقا بوسط المدينة، رغم عملية التهئة التي مسته بمناسبة احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، والتي كلفت الملايير، فقد فاضت المياه السطحية وأغرقت الشارع بكامله، ما خلف استياءً كبيرا من أصحاب المحلات والساكنة وقاصدي المكان للتسوق والعمل، كما شكلّت برك المياه والبالوعات المنجزة بطريقة مغشوشة التي فاضت بالمياه القذرة ديكورا قبيحا، يضرُّ بسمعة الولاية.
وتتحمل مؤسسة المياه والتطهير، حسب المواطنين الذين التقت بهم "النصر"، وشركات التنظيف والبلديات مسؤولية هذا الوضع، سواء من ناحية عمليات التنظيف اليومية التي "لا ترق للمستوى المطلوب"، خاصة بمحاور الطرق الوطنية الرئيسية، حيث يرمي العمال الأتربة والنفايات بجانب المجاري، ما يجعلها تعود بمجرد هطول الأمطار، كما لا يتم تقديم العناية اللازمة لتنظيف البالوعات ومجاري الصرف الصحي، ما يخلّف هذه المشاكل خاصة عند هطول الأمطار الفجائية والموسمية.
فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى