تشهد جزيرة «كافالو» بالعوانة غرب جيجل، عودة الاستغلال غير القانوني من قبل أشخاص قاموا بتنصيب شمسيات وكراسي بمدخل الجزيرة، و منع المصطافين من وضع حاجياتهم بالمكان، مكررين عبارات « ممنوع وضع الشمسيات»، ويأتي هذا التصرف بالرغم من وجود قرار ولائي يمنع الاستغلال للجزيرة، أصدره الوالي السابق العام الماضي بناء على تقرير لجنة مختصة.
و قد وقفت النصر على جزء من التجاوزات المسجلة بجزيرة الأحلام، حيث يتطلب التنقل إليها استعمال قوارب النزهة، و قد كانت البداية منذ الساعات الأولى صباحا، أين لاحظنا العشرات من الكراسي و الطاولات منصوبة بشاطئ الجزيرة الذي لا يتجاوز طوله 30 مترا، وبعد نزولنا على ضفة الجزيرة، وجدنا كل المساحة الرملية محتلة بواسطة كراسي و طاولات، حاولنا البحث عن مكان لوضع مستلزماتنا لكن من دون فائدة، و بعد لحظات أخبرنا أحد الأشخاص بأنه لا يوجد فضاء أو مساحة لوضع المستلزمات.
 و بعد لحظات من الزمن وصل زورق محمل بمصطافين، و لدى نزولهم قاموا بكراء طاولة، و قاموا بتسديد مبلغ ألف دينار جزائري، تفقدنا المكان قليلا فوجدنا أثارا للنفايات المتبقية و المرمية على أطرف الجزيرة، و كذا بقايا آثار النيران المشتعلة، و بعض قارورات الخمر المنتشرة عبر المكان، في مظاهر مؤسفة لمكان يكاد يندثر جراء الاستغلال العشوائي و غير المنظم.
عدنا أدراجنا إلى مدخل الجزيرة، أين أخبرنا رب عائلة بأنه يقضي جل أيام الراحة بالمكان، و يضطر يوميا لدفع مبلغ مالي جراء كراء الطاولة و الكراسي، كما تأسف من طريقة تصرف الزائرين للجزيرة، و الذين يقومون بتخريب جزء كبير من النباتات، أما أحمد، فأبدى أسفه و حسرته من غياب أجهزة الدولة التي يفترض أن تقوم بمتابعة يومية للمكان، و  فرض جملة من الترتيبات الأمنية و كذا منع الاستغلال العشوائي للجزيرة، مؤكدا على أنه لابد من غرس ثقافة سياحية بيئية و سط الزائرين، و الاستغلال الأمثل وفق طرق قانونية.

و تشير المعطيات المتحصل عليها حينما سبق للنصر أن تطرقت لقرار منع الاستغلال العشوائي للجزيرة و باقي الجزر المجاورة، و  الذي صدر السنة الفارطة من قبل السلطات الولائية، خصوصا و أنها مصنفة ضمن المناطق الهشة جدا، و ذلك بسبب التدهور الكبير الذي لحقها في السنوات الأخيرة، أين شرع في تطبيق القرار لعدة أيام، لتعود بعدها مشاهد الاستحواذ على الجزيرة، بعد تداول إشاعة وجود قرار جديد يلغي القرار السابق، إذ سارعت مجموعة من الجهات، و الأطراف إلى الترويج عبر موقع التواصل الاجتماعي لإصدار قرار من قبل الوالي الجديد يبطل قرار الوالي السابق، رغم إخلائها منذ مدة من قبل السلطات،
و بحضور الأجهزة الأمنية.
 و  أشارت مصادر عليمة للنصر، إلى أنه لا يوجد قرار ينص على بطلان القرار السابق، مؤكدين على أن أطرافا استغلت الفرصة، و حاولت الترويج للجهات المعنية و المصطافين ببطلان القرار «التعسفي» على حد تعبيرهم.
و ذكر مصدر للنصر، أن جل التقارير المرفوعة سابقا سمحت باتخاذ القرار، و  التي أكدت على أن جلها يكشف وضعا كارثيا وصلت إليه الجزيرتان بالعوانة، نتيجة للإقبال الكبير للمصطافين و  المواطنين طوال السنة، دون احترام شروط الحفاظ على أماكن مصنفة كمناطق هشة، ما أدى إلى وقوع تدهور ناتج عن سوء الاستغلال، عبر الزيارات العشوائية التي أتلفت جزءا كبيرا من الغطاء النباتي و الحيواني، و تعرضها للحرق في عدة مرات.
كما تشير المعطيات السابقة المتحصل عليها من قبل المصالح المختصة، إلى أنه يجب أن تخضع كل زيارة لهذين الجزيرتين المحميتين، إلى ترخيص مسبق من السلطات الولائية المختصة من أجل الاستكشاف، و  الأبحاث من طرف الخبراء، و الأساتذة الجامعيين، ما سيسمح بحماية التنوع البيولوجي المتواجد بهما، و إعطائهما الوقت الكافي لإعادة تأهيلهما.                            
م. م

الرجوع إلى الأعلى