فتح تحقيق تقني حول نفق وادي السخون بقالمة  
أطلقت ولاية قالمة عملية تحقيق تقني للوقوف على وضعية نفق وادي السخون العابر لمدينة قالمة، في محاولة لدرء مخاطر الفيضانات المهددة للمنطقة العمرانية المحاذية لمجرى وادي السخون، الذي تم ردمه منتصف الثمانينات في إطار مشروع كبير
 لتهيئة المدينة، و ترحيل سكان الصفيح الذين ظلوا هناك منذ سنوات طويلة.  
و تشارك في العملية المعينة و التقييم عدة قطاعات بينها الري، ديوان التطهير و الحماية المدنية، حيث يتوقع أن بغوص فريق المعاينة وسط النفق باستعمال تجهيزات ملائمة للإطلاع على وضعية الخرسانة المسلحة، و مصبات مياه الأمطار، و قنوات الصرف الصحي التي تنتهي وسط النفق الممتد على مسافة تقارب 3 كلم، تعبر تجمعات سكانية كثيفة، و مرافق تجارية كبرى أصبحت فوق النفق تقريبا، بسبب  ما يصفه السكان بضعف الرقابة، و تساهل المشرفين على شؤون المدينة على مدى السنوات الماضية.   و قالت الحماية المدنية في بيان لها أمس الاثنين بأن عملية المراقبة و تقييم الوضع داخل النفق ستتركز أكثر بالمقطع المار وسط سوق شارع التطوع الشهير، أين وقعت عدة انهيارات خلال السنوات الماضية، و كادت الكارثة أن تحدث مرات عديدة.  و ينظر سكان مدينة قالمة إلى نفق وادي السخون بأنه خطر نائم قد يستيقظ يوما، و يجرف كل المباني التي أنجزت بمساره المردوم، مؤكدين في كل مرة بأن الانهيارات التي تقع بين حين و آخر تعد بمثابة إنذار جديد يدعو للتحرك، و التفكير في حلول تجنب المدينة كارثة قد تكون نتائجها وخيمة.  
و يرى بعض السكان المجاورين لنفق وادي السخون بأن الحلول أصبحت صعبة للغاية، حيث بات من المستحيل تقريبا هدم مساكن كثيرة، و مراكز تجارية لفتح المجرى، و بناء نفق جديد يكون قادرا على استيعاب فيضان كبير بحوض المصب المتربع على مساحة واسعة، أغلبها أصبحت أحياء سكنية ذات كثافة كبيرة.   
و يواجه نفق وادي السخون وسط مدينة قالمة مشكلتين رئيسيتين، الأولى وضعية الخرسانة و حديد التسليح المعرض للتآكل تحت تأثير الرطوبة و تسرب المياه، و الثانية تشكل واد جديد فوق النفق و على امتداد الطريق المزدوج، حيث عجزت شبكة الحماية من الفيضانات على جمع كل مياه المصب القادمة من الأحياء السكنية، و إدخالها إلى النفق لينقلها بأمان إلى وادي سيبوس، و مع كل عاصفة يتحول الطريق المنجز فوق النفق إلى مجرى قوي يجرف معه كل شيء يجده في طريقه، و خاصة بمنطقة سوق شارع التطوع التي تعد الأكثر عرضة للخطر.    
و كانت النصر قد تطرقت في عدد الأحد في ملف لها حول مخاطر الفيضانات بالجزائر إلى مشكل الفيضانات بمدينة قالمة و مناطق أخرى واقعة في دائرة الخطر، و نقلت قلق السكان تجاه نفق وادي السخون، و المجرى الجديد الذي تشكل فوقه على امتداد طريق مزدوج بني فوق النفق قبل 30 سنة تقريبا.  
    فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى