سيــول الأمطـار تداهـم منـازل وتخلف انهيــارات   
اجتاحت مدينة بئر العاتر ولاية تبسة في، ساعة مبكرة من يوم أمس، أمطار غير مسبوقة مرفوقة بحبات البرد، تسببت في فيضانات و سيول جارفة ألحقت الأضرار بالعشرات من مساكن المواطنين، بعد أن غطت مياه السيول شوارع المدينة و مختلف أحيائها و أدخلت الرعب و الفزع في قلوب السكان نظرا لقوة تدفق الماء.
الأمطار الرعدية القوية، جرفت في طريقها البلاط و الأتربة و الأوحال و بقايا جذوع الأشجار و الأوساخ، و انهارت بعض الجدران الهشة و أخرى في طور الإنجاز، كما هو حال متوسطة زرقين الطاهر «حي الكاهنة»، التي تعرض أحد جدرانها للانهيار، كما تسربت مياه الأمطار إلى حجرات الدراسة بمتوسطة برهوم الطاهر.
و لم يتمكن تلاميذ عدد من المدارس الابتدائية الدخول إلى مؤسساتهم، بسبب تجمع المياه التي شكلت بحيرات من المياه أمام مدارسهم، و تضررت عشرات المنازل في أحياء المدينة كلها، أين غمرتها المياه، مما أدى إلى إتلاف مختلف الأغراض،  و عجزت مجاري الوديان و البالوعات عن امتصاص الفائض من المياه القادمة من المناطق المرتفعة، و قد  تشكلت بعد نصف ساعة  فقط من سقوط الأمطار، سيول عارمة لم تشهدها المنطقة منذ  عقود من الزمن حسب بعض كبار السن.
و سجل تسرب المياه و الأتربة لمساكن و محلات المواطنين، الذين أكدوا لـ « النصر»   أنهم تكبدوا خسائر معتبرة و واصلت السيول طريقها بقوة عبر أزقة و شوارع المدينة التي لم تستفد من التهيئة و تسببت في غلق أغلب الطرقات في مشهد لم يألفه سكان المدينة من قبل، حيث تشكلت أخاديد بعمق نصف متر في أغلب الأحياء لاسيما الترابية منها و حالت دون مرور المركبات.
و قد تلقى أعوان الوحدة الثانوية للحماية المدنية، عدة نداءات من المواطنين القاطنين بعدة أحياء طلبا للنجدة، أين تدخلوا و قاموا بإنقاذ العديد من الأشخاص الذين غمرت مياه السيول منازلهم الهشة، كما تم تحييد الأوحال بعدد من الشوارع من طرف البلدية و أحد المقاولين.
كما رفع العديد من المواطنين القاطنين بالمناطق السفلى، نداءات استغاثة لمصالح الحماية المدنية و خاصة بحي الجبل و الحي العتيق و حي الكاهنة و حي المجاهدين، حيث تراوح ارتفاع المياه المتدفقة بين 50 و 60  سنتيمترا، ناهيك عن تضرر شبكات التطهير التي لم تصمد كثيرا أمام قوة المياه المتدفقة.
و قد تنقل رئيسا الدائرة و البلدية إلى المناطق المتضررة لمتابعة الوضع عن قرب، و اتخاذ الإجراءات الضرورية في مثل هذه الحالات و تم إحصاء عشرات المتضررين، تجدر الإشارة إلى أن الأمطار المتساقطة على منطقة بئر العاتر و التي فاقت 20ملم، لم تخلف خسائر بشرية باستثناء تدخلات مصالح الحماية المدنية التي دخلت في سباق مع الزمن لمواجهة الوضع عن قرب، حيث قامت بامتصاص مياه الأمطار التي غمرت المنازل المنكوبة.
كما تسببت مياه الأمطار في تقطع السبل عن سكان القرى و البوادي، الذين حاصرتهم المياه من كل صوب، نتيجة فيضانات الأودية، و ألحقت الفيضانات أضرارا بالغة بالمسالك الريفية، و تضرر بعض الجسور التي لم تستطع مقاومة السيول الجارفة،    و تساءل المواطنون بعد انحسار مياه الأمطار عن غياب المشاريع الموجهة لحماية المدينة من الفيضانات و فعاليتها في مثل هذه الظروف.
كما تساءل آخرون عن تنظيف البالوعات التي لم تتمكن من امتصاص مياه الأمطار المتساقطة. و في السياق ذاته، وضع عناصر الحماية المدنية في حالة ترقب، و توجه عدد من عناصرها للنقاط السوداء ببعض الطرق تحسبا لأي طارئ و مساعدة المواطنين على تجاوزها.و في نفس السياق، لم يتمكن سكان منطقة المرموثية ببلدية نقرين “ 200 كلم جنوب الولاية” من السفر و التنقل، بعد انهيار جسر يمر فوق أحد الأودية و ظل السكان عالقين طول اليوم دون تدخل الجهات المسؤولة.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى