أزمة عطش تضرب أحياء  سوق أهراس
يعيش سكان أحياء بلدية سوق أهراس، أزمة عطش كبيرة تجاوزت خمسة عشر يوما كاملة، مما أدخل المواطنين في رحلة بحث يوميا عن قطرة ماء على مستوى العيون العمومية بالبلديات المجاورة.
و قد عبر السكان عن استيائهم الكبير من غياب المصالح المعنية لتزويد السكان بصهاريج كما جرت العادة، في حين مازالت أحياء أخرى تعيش أزمة حادة في التزود بالمياه، حتى الينابيع التي كان المواطنون يعتمدون عليها أكثر من 40 سنة أثبتت التحاليل التي أجريت عليها مؤخرا بأنها غير صالحة للشرب نظرا لاحتوائها على بكتيريا.
و حسب مصدر من الجزائرية للمياه، فإن هذه الأزمة تعود إلى تراجع كبير في منسوب مياه سد عين الدالية الممون الرئيسي لمدينة عاصمة الولاية و قلة تساقط المياه. من جهة أخرى، ذكرت ذات المصادر أن هناك العديد من المشاريع برمجت مازالت في طور الانجاز للتخفيف من هذه الأزمة، على غرار أشغال إنجاز الشطر الثاني من عملية إعادة تأهيل شبكة توزيع المياه الشروب بعاصمة الولاية على مسافة 86 كلم و التي شملت التحويلات فيما بين الخزانات عبر أحياء 1700 سكن و الفوبور و لعلاوية و إعادة تأهيل 22 خزانا مائيا وإنجاز خزان آخر بـخمسة آلاف متر مكعب لتحسين التموين بمياه الشرب بعاصمة الولاية و إعادة تأهيل هذه الشبكة بمقر الولاية و إزالة نقاط التسربات المائية التي مست 91 كلم.
مقابل ذلك، هناك ثلاثة سدود جاري إنجازها بولاية سوق أهراس لدعم و رفع قدرات تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب و يتعلق الأمر بسدي وادي جدرة بطاقة تخزين تقدر بـ35 مليون لتر و وادي ملاق بـ150 مليون لتر، بالإضافة إلى سد وادي لغنم الذي سيشرع في إنجازه عما قريب حسب ذات المصدر.
 و تندرج هذه المنشآت المائية، في إطار برنامج دعم النمو الاقتصادي الذي استفادت منه الولاية ضمن المخطط 2010-2014 ، لكن هذه المنشآت مازالت بعيدة عن احتياجات المواطنين لتلبية حاجياتهم الآن من الماء الشروب، مناشدين السلطات المحلية التدخل العاجل و دقوا ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض في ظل ندرة الماء.
فرغم وعود المسؤولين بأن المشاريع التي برمجت و المتمثلة في آبار عميقة، ستنجز في وقت قياسي للقضاء على هذه الأزمة قبل حلول فصل الصيف، إلا أن الفصل انتهى و لم تتحقق وعودهم و اشتدت الأزمة على المواطنين.و حسب مصادر مسؤولة بقطاع الري، فإنه تم رصد مبلغ 200 مليار سنتيم لانجاز 17 بئرا عميقة لتدعيم تزويد الولاية بالمياه الشروب، إلا أن الموعد الذي التزم به المسؤولون لاستغلال هذه الآبار لم يحترم و لم تنته الأشغال بها لتعمر الأزمة و تشتد على سكان الولاية. 

ف/غنام                   

الرجوع إلى الأعلى