الـمؤبــد لقــاتـــل مـوّال أمــام فنـدق بالخـــروب
حكم قاضي غرفة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن المؤبد على المتهم بقتل  موال بمدينة الخروب، بعد جلسة خمر، بالقرب من فندق قوس قزح،  عثر على جثته عمال الحراسة بإحدى مواقع البناء التابعة لـ»أوبيجيي»، ونطق بستة  أشهر موقوفة النفاذ للمتهم الثاني عن جنحة عدم الإبلاغ عن جناية.
حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 10 ماي 2015، عندما سجلت مصالح الشرطة بدائرة الخروب حضور المدعو «س. ن «  والذي يعمل حارسا بعمارات ديوان الترقية والتسيير العقاري بالخروب، للإبلاغ عن وجود جثة رجل مرمية على  الأرض ، لتباشر مصالح الأمن تحقيقاتها، وبعد العثور على هاتف  داخل ملابسه، ومعاينة المكالمات الصادرة والواردة من هاتف الضحية «ع. ع»، تبيَّن أنّ والده اتصل به حوالي الساعة التاسعة لإحضار مشروبات غازية للمنزل، وردّ بالإيجاب، كما تمَّ استدعاء المتهم بعدم الإبلاغ عن جناية،  «ن. ي»، لسماع أقواله عن الحادثة و  إذا كان قد لاحظ أو سمع شيئا، باعتباره حارس حظيرة ركن سيارات بالقرب من الموقع.  
وحسب أقوال المتهم «ن. ي» فقد اتصل به المتهم الرئيسي «م. م. ا» فجر اليوم الموالي للحادثة، حوالي الـ2 صباحا، ليقلّه نحو بيت جدَّته، نظرا لعمله المزدوج كحارس حظيرة و»فرود» ، وقال أنه قد  قام بذلك ، ولاحظ أن تواجد المتهم «م. م. ا»  كان في حالة سكر متقدم، مع وجود  آثار دم على يده، و كان يحمل سكينا، فأقله ، ليعاود الاتصال به حوالي الساعة الرابعة فجرا، فقال له أنه بصدد السفر نحو العاصمة.
ولدى البحث عن المتهم المذكور، لم يتمّ العثور عليه، ثمَّ عاد وسلم نفسه تبعا لمكالمة والده له بضرورة تسليم نفسه وتحمل العواقب. وحال سماع المتهم «م. م. ا»، صرَّح أنه يوم الوقائع كان يشرب الخمر خلف فندق قوس قزح المعروف بالخروب، فتقدم منه الضحية طالبا منه مساعدته في البحث عن وثائق ضيعها في جنح الظلام، وهو سكران، فقام بمساعدته، غير أنَّ الضحية ــ حسب أقوال المتهم الرئيسي ــ تحرَّش به،   ، فقام بالشجار معه وطعنه 4 طعنات، وتركه هناك وغادر، وتوجه نحو البيت العائلي، ونزع قميصه الملطخ ببقع من الدماء، وخرج إلى الحيّ، ومكث مدة مع أصدقائه، ثمَّ غادر، وهذا حوالي وقت صلاة المغرب.
الخبرة الطبية المنجزة على جثة الضحية بيَّنت تعرضه للطعن 47 مرة، ما أرداه قتيلا، وهو ما نفاه المتهم الرئيسي، مؤكدا عدم إقدامه على طعن الضحية كل هذه الطعنات.
استكمالا للتحقيقات، تبين وجود مبلغ مالي كبير لدى الضحية، كان يحمله حمله لشراء بقرة على اعتبار أنَّه موال، وهو ما أثار شبهة الاعتداء على الضحية بغرض سرقة أمواله، وهو ما نفاه المتهم الرئيسي، كما بينت الخبرة الطبية موت الضحية  قبل حوالي 12 ساعة من إجرائها  التاسعة   ما يعني موته حوالي التاسعة ليلا، بينما حدثت المناوشات بينه وبين الضحية قبيل السابعة.
وحاول دفاع المتهم الرئيسي التأكيد على هذه النقطة لطلب البراءة لموكله ، نظرا لأقوال المتهم ، وكذا  إشارة الخبرة المنجزة  لوجود أعقاب  سجائر مرمية بالمكان، وبقعة دم ليست للضحية ولا الجاني الرئيسي في القضية، فيما اعتبر النائب العام القرائن كافية، إلى جانب اعتراف «م. م. ا»، وشهادة شريكه، الذي يعتبر فاعلا معه، والتمس المؤبد للمتهم الأول، و5 سنوات حبسا نافذا لـ»ن. ي».
فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى