800 قـــارب  مخبـــأة وســط الأحــراش بسيدي سالــم و جوانــو
أعطى والي عنابة توفيق مزهود، صبيحة أمس، إشارة انطلاق القافلة التحسيسية حول مخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية تحت شعار « الحرقة تأشيرة الموت» و التي ستجوب على مدار يومين شوارع كل من دائرتي البوني و عنابة ، خاصة حي سيدي سالم الذي يعد معقلا لتنظيم رحلات الهجرية السرية وصناعة القوارب الخشبية داخل ورشات، حيث تحصي المصالح المختصة وجود ما لا يقل عن 600 قارب مخبأة  داخل الأحراش   بهذا الشاطئ و 200  قارب بجوانو.
وتأتي الحملة التي اطلقت في إطار خطة جديدة لمعالجة ملف الحراقة في أساليب حضرية عن طريق اعطاء الحلول، و تنفيذها على أرض الواقع بصفة تدريجية،  انطلاقا من الأحياء المعروفة بنشاط مكثف لشبكات تهجير البشر، على غرار حي سيبوس وسيدي سالم، من خلال لقاءات و خرجات ميدانية.

واستنادا لمصدر مسؤول، استندت الخطة الجديدة المرسومة بالتنسيق مع جمعيات الأحياء و الصيادين ، على الجانب الاتصالي لتنظيم نشاط مهنيي الصيد، ودعم الشباب لشراء قوارب صيد مهنية ، لتعريفها وإحصاء جميع الصيادين الناشطين بالأحياء والبلديات الساحلية بولاية عنابة ، كإجراء اعتمدته السلطات الأمنية والعسكرية وكذا المحلية من أجل إعطاء فرصة للشباب والمهنيين لابتعاد عن النشاطات المشبوهة لشبكات وعصابات تهجير البشر ، التي قضت على نشاط الصيد ، بسبب احتلال مواقع الرسو بقوارب صيد خشبية غير مطابقة للمعايير ، تُصنع بورشات سرية، وتباع لأفواج الحراقة الراغبة في الوصول إلى الجزر الإيطالية ، تمهيدا للدخول إلى الفضاء الأوروبي ، كما تشكل هذه القوارب الخشبية خطرا على أفراد الحراقة،  و  قد تحطم  العديد منها بعرض البحر بسبب الحمولة الزائدة، وصناعتها بألواح خشبية غير مقاومة للماء وحركة الأمواج. وتحصي المصالح المختصة تواجد  حوالي  800 قارب تقليدي الصنع غير معرف ومصنوع في ورشات سرية،  على مستوى سيدي سالم و جوانو.
و وفقا لمصادرنا، تعمل المصالح المعنية بملف الحراقة، بالتنسيق مع وكالات دعم وتشغيل الشباب،  على التقرب من جميع المهنيين وإعطائهم الفرصة لتزويدهم بالعتاد وفق شروط معينة ، قبل القيام بحملة شاملة تشارك فيها جميع الأجهزة الأمنية و العسكرية ، لمسح شواطئ الجنوح من جميع القوارب ، وجمعها من أجل إتلافها عن طريق الحرق ، وإنهاء تواجدها عبر الشواطئ ، والتعقب وكذا التصدي لأي محاولة لعودة القوارب الخشبة للشواطئ ، باستثناء وحدات الصيد الجديدة التابعة للمهنيين، والمعرفة لدى مديرية الصيد والبحرية الوطنية، التي تنشط بطريقة قانونية. في سياق متصل قامت مصالح البحرية الوطنية، أول أمس، بالتنسيق مع الحماية المدنية، على مستوى المحطة البحرية، بحرق 30 قاربا خشبيا من حصيلة خرجات الوحدات لتوقيف أفواج المهاجرين غير الشرعيين بعرض البحر في الفترة الأخيرة ، وحسب مصالح البحرية فإنها تقوم بحرق القوارب، فيما تُسلم المحركات إلى الجهات القضائية ، لإعادة بيعها من قبل مصالح أملاك الدولة في المزاد العلني ، وتوجه عائداتها إلى الخزينة العمومية.وتعتبر مصالح حرس السواحل ورشات صناعة قوارب الموت، أهم تحدي يواجهها ، حيث أصبحت الشبكات الناشطة في هذا المجال تصنع وتبيع القوارب والمحركات مباشرة للمجموعات التي تحضر « للحراقة» دون وجود وسيط لتنظيم الرحلات، مما يحقق لهم عائدات مالية ضخمة، وتقدر مصادرنا عدد القوارب الراسية والمُخبأة داخل الأحراش بشاطئ سيدي سالم 600 قارب، كما تحصي 200 قارب بشاطئ جوانو، 80 بالمائة منها غير معرفة ولا تحمل رقما أو ترخيصا لاستغلالها في الصيد.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى