مرافقـــو  مرضــى يحاولــون التدخــل في وصف الأدويــة
يشتكي العشرات من المرضى بالمؤسسات و المراكز الاستشفائية المتواجدة بولاية برج بوعريريج، من الندرة المسجلة في الأدوية، خصوصا ما تعلق منها بالحقن المهدئة للألم التي لا يمكن الحصول عليها إلا على مستوى الصيدليات المركزية والمؤسسات الاستشفائية، ما ضاعف من معاناة و متاعب المرضى، كما طرح  أولياء مشكل النقص المسجل في لقاحات الأطفال الرضع، الذي تم تداركه خلال الساعات الفارطة، فيما أشارت مديرة الصحة إلى ظاهرة تدخل مرافقي المرضى في مهام الأطباء بمحاولة فرض وصف بعض الأدوية.
و فيما لقي فيديو لطفل صغير يعاني من مرض  الصرع، صور على مستوى إحدى قاعات العلاج بالمؤسسة الاستشفائية بلحوسين رشيد وعيادة الأمومة و الطفولة، تعاطفا كبيرا بعدما تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عشية أمس الأول، مع المريض و والده الذي اشتكى من عدم توفير دواء الفاليوم المهدئ،  ما زاد من معاناة إبنه مع الألم، أكدت مديرة الصحة بالنيابة على أن هذه الحالة بالذات تم التعامل معها من قبل الفريق الطبي بالعيادة حسب توجيهات الطبيب المعالج، أين تم منح الطفل أدوية أخرى بعد الفحص، خلافا للمرات السابقة التي كان يحقن فيها بدواء مهدئ في أغلب الحالات، مشيرة إلى أن الطفل متعود على تلقي العلاج بالمصحة، لكن أمر تشخيص الحالة المرضية و الدواء اللازم للعلاج يبقى من صلاحيات الطبيب و ليس الولي لأن الطبيب هو الأدرى بكيفية العلاج، و أن الاستجابة لتوجيهات و طلبات مرافقي و أولياء المرضى بخصوص الأدوية الناجعة للعلاج غير ممكن لأنه قد يتسبب للمريض في مضاعفات صحية و انعكاسات أخرى لا يعلمها سوى الطبيب المعالج.
و أكدت مصادرنا على أن المؤسسات الاستشفائية و المراكز الصحية المنتشرة بإقليم الولاية، عرفت ندرة حادة خلال الأسابيع الفارطة في العديد من الأدوية، وبالخصوص الحقن المهدئة للآلام للمصابين بمرض السرطان و الصرع و ضحايا حوادث المرور الخطيرة و غيرها، خاصة ما تعلق منها بحقن المورفين، الأدرينالين، الفاليوم و الغاردينال، حيث يقتصر توفير هذه الأدوية على المؤسسات العمومية و الصيدليات المركزية التابعة للمستشفيات فقط، في حين يمنع بيعها بالصيدليات، كون أن أغلبها يصنف من الأدوية المخدرة التي تمنح للمرضى بوصفة من الطبيب.
و بالإضافة إلى شكاوى المرضى من ندرة هذه الأدوية، تزايدت خلال الأيام الفارطة شكاوى المواطنين من النقص المسجل في اللقاحات الموجهة للأطفال الرضع، حيث تعذر على العديد من المراكز الصحية على غرار العيادة المتعددة الخدمات بحي 1044 مسكنا توفير هذه  اللقاحات بالنظر إلى التذبذب الحاصل في توزيعها منذ بداية العام الجاري، إلى غاية اليومين الفارطين، ما أثار مخاوف بين الآباء والأمهات من تأثير التأخر في الحصول على اللقاح على صحة أبنائهم، مستشهدين بما حدث للأطفال، الذين قام أولياءهم  بمقاطعة حملات التطعيم و التلقيح خلال السنوات الفارطة، ما تسبب في ظهور أمراض البوحمرون و أمراض معدية أخرى عبر ولايات الوطن بسبب المقاطعة و عدم تطعيم و تلقيح أبنائهم ضد هذه الأمراض.
و نفت مديرة الصحة بالنيابة، أن تكون المصالح المعنية، قد قصرت في هذا الحانب، نافية وجود ندرة في بعض الأدوية على مستوى المستشفيات و المراكز الصحية، بما فيها لقاح الأطفال التي قالت على أنها تحرص على توفيره و ضمان وصوله إلى مختلف المراكز الصحية في الآجال اللازمة حسب الطلب، مضيفة أن جميع المؤسسات الاستشفائية في خدمة المواطنين و المرضى، و تقدم خدماتها و الأدوية المتوفرة حسب الاحتياج و وصف الطبيب المعالج، مشيرة إلى بروز بعض الظواهر الغريبة التي يحاول فيها أهل المرضى و مرافيقهم التدخل في مهام الطبيب بوصف أدوية قد تشكل خطرا على صحة المريض في حال الرضوخ لرغباتهم، مضيفة أن مثل هذه الطلبات ترفض من قبل الأطباء.
و تجدر الإشارة إلى تحذير نقابة الصيادلة الخواص، من استمرار حالة الندرة الحادة لأزيد من 130 دواء عبر السوق الوطنية، ما يؤثر على الصحة المرضى و نشاط الصيادلة، و ذلك رغم اتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية لإستيراد الأدوية بحسبها للتخفيف من حدة العجز، مستبعدة التوصل لحل نهائي لهذا الاشكال قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية.        ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى