فوضى و اختلالات في حركة النقل بالبرج
وجه العشرات من الناقلين و المواطنين، انتقادات لاذعة للقرارات التي وصفوها بالارتجالية و العشوائية المنتهجة في مخطط النقل الجديد، لإغفال سلطات البلدية لمهامها و تأخرها في إعداد مخطط جديد لحركة المرور تحسبا لافتتاح محطة النقل البري للمسافرين الجديدة المتواجدة بأقصى الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة بجوار طريق العناصر، حيث شهدت حركة النقل و المرور حالة فوضى غير مسبوقة منذ افتتاحها قبل يومين.
و أبدى العشرات من الناقلين عبر أغلب خطوط النقل ما بين البلديات و عاصمة الولاية، استغرابهم من حالة الفوضى في مخطط النقل الجديد و مخطط حركة المرور، معتبرين ما تقوم به اللجنة البلدية و مديرية النقل في هذا المجال،  محاولة البحث عن  حلول  تبقى ترقيعية ، في وقت لم يتم إعداد مخطط واضح و مناسب، رغم تأكيد سلطات البلدية قبل سنوات، على تعيين مكتب دراسات فرنسي لإعداد مخطط شامل للنقل و حركة المرور بعاصمة الولاية يستجيب للتوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة، و كذلك تحضيرا لافتتاح محطة النقل البري الجديدة و تغطية الأحياء السكنية الجديدة على غرار منطقة بومرقد بحافلات النقل الخضري.
و أشار بعض الناقلين، إلى أن المخطط الجديد أصبح يفرض عليهم قطع مسافات طويلة للوصول إلى المحطة الجديدة، ناهيك عن إبعادهم عن وسط المدينة و دفعهم إلى التوجه نحو الطرق الاجتنابية و طرق الوزن الثقيل بضواحي المدينة للوصول إلى المحطة الجديدة، بعد تحويل جميع الناقلين من المحطة القديمة و مواقف النقل المتواجدة بوسط المدينة، إلى المحطة الجديدة، رغم رفض الناقلين لهذا القرار.
و زيادة على المتاعب التي فرضها المخطط الجديد للناقلين، عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من «العشوائية» في تسيير مخطط المرور   بعاصمة الولاية التي شهدت توسعا عمرانيا كبيرا، حيث لا يعقل بحسبهم أن يتنقل المواطنون من حي 5 جويلية أو من تجزئة 12 هكتارا الواقعين في الجهة الشمالية و الجهة الغربية للمدينة، إلى غاية المحطة الجديدة الواقعة بالمدخل الجنوبي الغربي، خصوصا بالنسبة للعمال الذين أصبحوا مجبرين على التنقل على مرحلتين للوصول إلى أماكن عملهم، و ما يتطلبه من زيادة في الوقت و المسافة و كذلك في التسعيرة، خصوصا و أن بعض الأحياء السكنية البعيدة في مدينة البرج لا تتوفر على خط مباشر للنقل الحضري نحو المحطة الجديدة، ما يحتم عليهم التنقل في سيارات الأجرة للنقل الحضري بمبلغ 150 دينارا.
و في اتصال بمدير النقل، اعترف بوجود بعض الاختلالات في مخطط حركة المرور و النقل المعتمدة بعد افتتاح المحطة الجديدة، مؤكدا على التحضير لعقد اجتماع مع ممثلين عن الناقلين و مصالح البلدية لدراسة هذه النقطة بالذات، ابتداء من  اليوم الاثنين، و الاجتهاد مع مختلف الشركاء للخروج بمخطط النقل المناسب الذي يلقى الإجماع، في انتظار إعداد مخطط شامل يبقى بحسبه من اختصاص البلدية و يندرج في  إطار عمل اللجنة التقنية للبلدية لمخطط حركة المرور، لإعداد مخطط ولائي و مخطط بلدي. كما أكد ذات المسؤول في حديثه للنصر، على إحداث تغييرات في مخطط النقل، لتغطية العجز المسجل في التجمعات السكانية الجديدة، و إجراء تعديلات على بعض الخطوط و تمديد خطوط أخرى، بالإضافة إلى فتح خطوط جديدة، ستسمح بتسهيل حركة تنقل المواطنين بصفة مريحة و في أقرب وقت ممكن.
و بخصوص انتقادات الناقلين و شكاويهم من منعهم من الدخول إلى وسط المدينة، فند المدير ما يدور من حديث، مشيرا إلى عدم ضبط المخطط النهائي، فبعد إتمام مرحلة الاتصال بالناقلين، ستأتي الخطوة الثانية بداية من يوم الاثنين، بدعوة ممثل الناقلين و السماع لانشغالاتهم و عرض مختلف التحفيزات، بما فيها الدخول إلى وسط المدينة، شريطة أن لا يكون فيه تداخل في المسار بين خطوط النقل الحضري و خطوط النقل بين البلديات.
من جانبها أكدت مصادر من البلدية، على عدم إعداد أي دراسة لمخطط النقل و حركة المرور بالمدينة، خلافا لما تم تناقله من حديث لمسؤولين من قبل حول تعيين مكتب دراسات فرنسي لإعداد المخطط، حيث أشارت مصادرنا إلى عدم وجود أية دراسة في هذا المجال، ما عدا تقدم أحد رجال الأعمال بالولاية، لسلطات البلدية و اقتراحه مد يد المساعدة لجلب مكتب دراسات إسباني، سيقوم بإعداد مخطط النقل و مخطط حركة المرور بالمدينة.
ع/بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى