تتوقع مصادر مهتمة بقطاعات الزراعة و المياه بقالمة، عودة الطماطم الصناعية إلى محيط السقي الشهير قالمة - بوشقوف هذا الموسم، بعد انتعاش سد بوحمدان عصب الاقتصاد المحلي و تجاوزه مرحلة الخطر، بعد موجات جفاف كادت أن تأتي على مخزونه بالكامل الصيف الماضي.  
و أضافت نفس المصادر، بأن الاستعدادات جارية حاليا لإصلاح شبكات السقي عبر المحيط المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي الزراعية المسقية بالولاية و هذا قبل إطلاق عمليات الضخ باتجاه الحقول الزراعية شهر مارس القادم.  
وينتظر ديوان السقي و التطهير المشرف على قطاع الري الفلاحي بقالمة، صدور قرار يرخص باستعمال مياه سد بوحمدان لسقي المحاصيل الموسمية هذه السنة و في مقدمتها الطماطم الصناعية التي تعد من أهم المحاصيل الزراعية بعد القمح.  
وقد بدأ منتجو الطماطم الصناعية في عمليات تهيئة الحقول الزراعية عبر بلديات هواري بومدين، مجاز عمار، الفجوج، قالمة، بلخير، بومهرة احمد، جبالة خميسي، بني مزلين و بوشقوف و تحضير شتلات الطماطم قبل انطلاق عمليات الغرس الشهر القادم.  
وكادت زراعة الطماطم الصناعية بقالمة، أن تتوقف تماما خلال السنتين الماضيتين، بعد تراجع احتياطي سد بوحمدان و وصوله إلى مرحلة الخطر، بسبب موجات الجفاف المتعاقبة على حوض المصب منذ أربع سنوات تقريبا.  
و تجاوز احتياطي السد الكبير سقف 100 مليون متر مكعب من المياه، بعد فصل شتاء ماطر أعاد الأمل لسكان قالمة و خاصة المزارعين الذين مروا بمرحلة صعبة و تكبدوا خسائر كبيرة بعد تراجع النشاط و تلف محاصيل الطماطم الصناعية التي تغطي مساحات واسعة من محيط السقي قالمة – بوشقوف كل سنة.  
و يستهلك قطاع الزراعات المسقية، نحو 35 مليون متر مكعب من مياه سد بوحمدان كل موسم فلاحي، لكن موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة، أدت إلى انكماش احتياطات السد و عجزه عن توفير الكمية اللازمة لسقي المحاصيل الزراعية و سد احتياجات السكان من مياه الشرب و السقي التي تقدر بنحو 20 مليون متر مكعب في السنة.  
و بعد أزمة الجفاف أصبحت سلطات قالمة تتعامل بحذر كبير مع احتياطي سد بوحمدان ولم تعد تغامر كثيرا في مجال سقي المحاصيل الزراعية، مفضلة المحافظة على الاحتياطي الاستراتيجي لتزويد السكان بمياه الشرب على سقي المحاصيل الزراعية الموسمية، التي تعد هي الأخرى عصب الاقتصاد المحلي و عاملا مهما في الحياة الاجتماعية للسكان، الذين يعانون من تراجع فرص العمل في السنوات الأخيرة و أصبح قطاع الزراعة الأمل الوحيد المتبقي أمامهم في الوقت الحالي، في انتظار انتعاش قطاعات أخرى كالبناء والصناعة و الخدمات.   
   فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى