انطلقت رسميا أشغال انجاز سد بوقنطاس المعروف ببوحديد بعنابة، بالشروع في شق الطرق و جلب عتاد الأشغال العمومية،  حيث يتولى عملية الانجاز مجمع الشركتين الوطنيتين « سي تي أش» و « أش بي شرق».
و استنادا لمديرة المشروع في تصريح للنصر، أمس، فقد تم تنصيب الورشة و الأشغال انطلقت بشق الطرق الفرعية لمرور الآليات الثقيلة للقيام بعمليات الحفر و تحويل الأتربة حسب البرنامج المسطر، اعتمادا على الدراسة المنجزة من قبل مكتب دراسات لمؤسسة وطنية مختصة في السدود و المشاريع الكبرى للري، حيث تم منح صفقة الانجاز بالتراضي إلى شركتين وطنيتين في إطار المخطط الاستراتيجي لوزارة الموارد المائية لحماية مدينة عنابة من الفيضانات، على إثر الطوفان الذي اجتاح الولاية أواخر شهر جانفي الماضي و خلف أضرارا كبيرة في البني التحتية و المؤسسة، منها مركب الحجار الذي توقف عن الإنتاج و إلحاق خسائر بشركة النقل عبر السكك الحديدية.
و وفقا للمصدر، فإن سد بوحديد تبلغ طاقة استيعابه 700 ألف متر مكعب، سينجز على ارتفاع 29.6 متر و 260 متر عرض، تبلغ تكلفة انجازه 5.579 مليار دينار، كما يوظف 600 منصب شغل منها 120 منصبا دائما، منحت صفقة انجازه بالتراضي لمؤسستين وطنيتين.
و جاء انجاز سد بوحديد وفقا لمصادرنا، في إطار إستراتيجية الدولة و الدور الذي أصبحت تلعبه السدود في احتواء مياه الأودية و التي يصب أغلبها في المدن الكبرى، للتقليل من خطر الفيضانات و دورها الاستراتيجي و الحيوي في احتواء المياه و توفيرها للشرب و السقي، حيث تم انجاز 11 سدا كبيرا بطاقة تخزين تفوق 5 ملايين متر مكعب على المستوى الوطني، ساهمت في حماية المدن من الفيضانات.
و خلفت الفيضانات التي لا تزال تلقي بتأثيراتها على المنشآت و حتى المواطنين، تضرر قرابة 1000 عائلة بكل من بلديات عنابة البوني و الحجار، خاصة القاطنين بحي 312 مسكنا ببوخضرة و هي عبارة عن سكنات جاهزة تعود لسنوات الثمانينيات، ما زال سكنها ينتظرون الترحيل من قبل السلطات المحلية.
حتى مركب الحجار توقف قبل يومين بسبب مخلفات الفيضانات، حيث عجزت شركة النقل بالسكك الحديدية عن جلب الحديد الخام من تبسة نتيجة لتضرر عتادها، كما ذكر متضررون للنصر بحي عطوي في الحجار، بأن عددا كبيرا من السيارات، لا تزال تخضع لعملية الإصلاح و صيانة المحركات لدى الميكانيكيين، بعد أن غمرتها المياه و تسربت الأوحال إلى أجزاء حساسة داخل المحركات.
من جهتها مديرية الموارد المائية تواصل عملية جهر الأودية و إصلاح محطات الضخ و الرفع، بعد أن استفادت من غلاف مالي يقدر بـ 44 مليار سنتيم، للتكفل بالعمليات المستعجلة، بالإضافة إلى المؤسسات التربوية المتضررة البالغ عددها 22 مدرسة، خُصص لها مبلغ 30 مليارا للتكفل بعملية إعادة التهيئة و الترميم.
و تجدر الإشارة، إلى أن ولاية عنابة، استفادت في إطار حمايتها من الفيضانات من أجهزة متطورة، ستركب قريبا و لأول مرة، تستخدم في التنبؤ بالكوارث الطبيعية منها الفيضانات، تكون مرتبطة بالقمر الصناعي و ذلك في إطار الاستعداد الجيد في حال وقوع كوارث طبيعية و رسم خطة مسبقة لحماية الأرواح و المنشآت.     حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى