تسبب الاضطراب الجوي يومي الأربعاء و الخميس بعنابة، في فيضانات كبيرة كادت أن تعيد سيناريو الطوفان الذي اجتاح الولاية بتاريخ 24 جانفي الماضي، حيث خلف مقتل تلميذ في الصف الثانوي سقطت عليه نخلة بموقف حافلات سرايدي بوسط المدينة، توفي بعين المكان مع إصابة شخصين آخرين بجروح طفيفة.
و أحصت مصالح الحماية المدنية، حسب نشريات صدرت خلال 48 ساعة الماضية، مئات التدخلات لامتصاص المياه بأحياء متفرقة ببلديات البوني، عنابة، سيدي عمار و الحجار و عين الباردة، أجلت من خلالها عشرات الأشخاص و العائلات، خاصة بأحياء بوسدرة، بوخضرة، الريم و عطوي و أول ماي.
و تشير ذات المصالح، إلى ارتفاع منسوب المياه ما بين 20 و 50 سنتم أقصاها سجلت بالحجار. كما سجلت مصالح الحماية المدنية، انهيار مبان هشة و سقوط أشجار لم تخلف ضحايا، باستثناء وفاة الطالب بسناني أيمن البالغ من العمر 18 سنة، والذي كان يقطن ببلدية سرايدي و يدرس بثانوية الزعفرانية في مدينة عنابة،  بعد أن سقطت فوقه نخلة مغروسة بمقر مركز التوجيه التابع لمديرية التربية، مما استدعى تدخل آليات مصالح البلدية و الحماية المدنية لرفع الشجرة الضخمة و نقل الضحية لمصلحة حفظ الجثث.   
و تسببت الفيضانات في غلق عدة طرق رئيسية و أنفاق، منها نفق سيدي عمار الذي امتلء عن آخره،  وتحول محاور حيوية على غرار المدخل الغربي لوسط مدينة عنابة  و كذا ضاحية البوني، إلى مسطحات مائية شلت حركة المرور و وقوع ازدحام بالنقاط الأقل تضررا.
و نتيجة للأضرار التي لحقت بالسكان على غرار خرازة و سكان حي 312 ببوخضرة، احتج المعنيون بغلق الطريق المؤدي للبوني و وسط المدينة، ليلة أول أمس، باستخدام العجلات المطاطية و المتاريس، تنديدا بعجز السلطات المحلية عن إيجاد حلول سريعة للتقليل من كارثة الفيضانات، بعدما لحقت بها خسائر فادحة في طوفان 24 جانفي الماضي، ما أجبرهم على مغادرة منازلهم لأيام، على غرار ما وقع في حي بوخضرة، الذي زاره الوزير الأول الحالي بصفته وزيرا للداخلية و الجماعات المحلية، أين أعطى تعليمات للتكفل بهم، عن طريق ترحليهم إلى سكنات لائقة بالنسبة للراغبين في مغادرة الحي المشيد على ضفة الوادي سنة 1983، أو منح إعانات لبناء سكنات في نفس المواقع للراغبين في البقاء مع تسوية وضعيتهم الإدارية، غير أن الملف حسب السكان يراوح مكانه.  
و تخوف مواطنون بالضاحية الغربية لوسط مدينة عنابة، من فيضان واد الصفصاف الذي امتلأ، مساء أمس عن آخره، حسب ما وقفت عليه النصر بعين المكان، مما جعل السكان خاصة بحي الريم، يبعدون مركباتهم إلى المرتفعات، ومنهم من فضل المغادرة عند أقاربهم، كي لا يحاصروا داخل منازلهم.
و هو نفس ما حدث بحي عطوي بالحجار، حسب ما أكده مواطنون في اتصال بالنصر، منددين بانعدام حلول ناجعة تقلل من خطر الفيضانات، بمجرد سقوط الأمطار ساعات متتالية تتحول أحياؤهم إلى بحيرات، يصعب الدخول أو الخروج من منازلهم إلا باستخدام الزوارق، مشيرين إلى أنهم لم يتخلصوا بعد من مخلفات و تبعات الطوفان، حيث لا تزال سياراتهم في ورشات التصليح، بعد أن غمرت المياه و الأوحال المحركات، مطالبين السلطات بالنظر بجدية في معاناة السكان و القيام بأشغال مدروسة و سريعة للقضاء نهائيا على النقاط السوداء التي تزيد من حدة الفيضانات.     
و رغم إطلاق مصالح مديرية الري بالتنسيق مع البلديات و الأشغال العمومية، لعدة أشغال لتنظيف و جهر الأودية و فتح منافذ للمصبات الكبرى و صيانة محطات الرفع، فالفيضانات لا تزال تطرح في نفس الأحياء المصنفة بكل من عنابة البوني الحجار و سيدي عمار، في انتظار تنفيذ المشاريع الكبرى لاحتواء مياه الأمطار و تقليل تدفقها إلى المناطق المنخفضة، منها مشروع سد بوقنطاس الذي انطلقت به الأشغال رسميا.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى