قامت، مساء أمس ،سفيرة ألمانيا بالجزائر ، كنوتز الريك، بزيارة تفقدية لولاية الطارف ، للوقوف على النتائج  والنشاطات المحققة في الميدان بخصوص تجسيد مشروع الحكامة البيئية، في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة البيئة و الوكالة الألمانية للتنمية «جيز « التي قامت بتمويل المشروع الذي خصص له غلاف مالي 7ملايين أورو، لتثمين واستغلال الثروات الطبيعية المحلية و ترقية المرأة الريفية و كذا الحفاظ على التنوع البيئي خاصة بمحمية الحظيرة الوطنية للقالة.
أبدت السفيرة ارتياحها للنتائج التي حققها المشروع، الذي يرمي حسبها إلى الحفاظ على الجمال الطبيعي الخلاب للمنطقة و ما تزخر به من قدرات بيئية و ثروات طبيعية متنوعة، من شأنها أن تكون عاملا مشجعا في خلق أنشطة محلية تساعد العائلات الفقيرة ومحدودية الدخل بجوار هذه الفضاءات، من خلق أنشطة تجارية كتحويل الزيوت الطبيعية لخلق الثروة و محاربة الفقر في إطار التنمية المستدامة، مع الحفاظ على المكونات البيئية و الإيكولوجية التي تزخر بها الجهة و خصوصا الحظيرة الوطنية للقالة المتربعة على مساحة 80 ألف هكتار.
السفيرة أشارت في تصريح إعلامي، إلى ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي تزخر به الولاية و محمياتها الطبيعية النادرة، حيث لم تخف المتحدثة إعجابها بالقدرات البيئية الهائلة للولاية، التي تعد منطقة بيئية خضراء بامتياز لتنوع الثروات الطبيعية بها و لما تحتويه من نظم بيئية معقدة و تنوع بيولوجي  وخصوصيات بيئية فريد من نوعها على المستوى الإقليمي و العالمي.
و يتضمن مشروع الحكومة البيئية الذي تم تجسيده بالحظيرة الوطنية للقالة، القيام بعدة نشاطات تندرج في سياق التحسيس و الحفاظ على التنوع البيولوجي للفضاءات الغابية و الطبيعية و ذلك من خلال القيام بعدة عمليات، منها تثمين و استغلال الثروات الطبيعية و خاصة ما تعلق باستخراج الزيوت النباتية و منها زيت الضرو، إنتاج العسل و تجفيف الأعشاب الطبية لإعطاء هذه الثروات القيمة المضافة.
وهذا بعد أن استفادت 40إمرأة ريفية من تكوين ضمن المشروع المذكور في كيفية استخراج زيت الضرو، الذي ينتشر بكثرة بالمنطقة أطره خبراء من الوكالة الألمانية «جيز» بولاية بنزرت التونسية، فضلا عن إقامة نشاطات أخرى تهدف إلى تثبيت ساكنة المناطق الطبيعية و الغابية بالجوار و جعلهم أداة في التنمية المستدامة بمساعدتهم على خلق أنشطة متنوعة وتسويقها تساهم في تحسين ظروفهم المعيشية و محاربة الفقر و الحفاظ على الجانب البيئي و خاصة الأنشطة المتعلقة بترقية المرأة الريفية لمساعدتها على توفير مداخيل للتكفل بمتطلباتها اليومية.
كما يتضمن مشروع الحوكمة، تطوير النظام المعلوماتي الجغرافي للحظيرة الوطنية للقالة، بتدخل كل القطاعات المعنية لإعادة النظر في الحيز الجغرافي للحظيرة و تحديد معالمها، زيادة على إعداد خريطة لحماية الحظيرة الوطنية من حرائق الغابات تحوي كل المعطيات المتعلقة بالقطاعات المعنية و هذا بعد أن تم إدراج نظام معلوماتي جغرافي لأول مرة ضمن برنامج الأطلس الجغرافي الذي يحوي كل المعلومات الدقيقة لحدود الحظيرة الوطنية للقالة.
و التقت السفيرة خلالها زيارتها، بالقائمين على مشروع الحوكمة البيئية و تم تقييم مدى تنفيذ محاور المشروع و الأهداف المحققة في الميدان بالتعاون مع إدارة الحظيرة الوطنية للقالة، التي اختيرت كمنطقة نموذجية لتجسيد المشروع الذي حقق نتائج مشجعة حسب الأهداف التي رسمت له حسب السفيرة الألمانية، التي استقبلت من قبل والي الولاية، تم خلالها التطرق إلى سبل تطوير الشراكة و التعاون بين البلدين و تعزيز و تدعيم مثل هذه الأنشطة الرامية إلي الاعتناء و الحفاظ على الجانب البيئي، بالنظر لخصوصات المنطقة البيئية، قبل أن تقوم السلطات المحلية بتكريم سفيرة ألمانيا في الجزائر.               نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى