تراجعت المصالح المعنية عن استقبال أول باخرة قادمة من ميناء مرسيليا الفرنسية الأسبوع المقبل، بسبب عدم جاهزية المحطة البحرية الجديدة، فيما كان مرتقبا تسليمها خلال الشهر الجاري، إلا أن الأشغال الداخلية و كذا التهيئة الخارجية لا تزال جارية.
و استنادا لمصادرنا، فقد اجتمعت اللجنة الولائية المشتركة المعنية باستقبال الرحلات البحرية قبل 6 أشهر لترسيم استقبال المغتربين بداية من شهر أفريل، بعد تقدم ملموس في الأشغال و تم وضع الترتيبات الأولية، غير أن تعطل الأشغال لأسباب مختلفة، حالة دون تسجيل جزء من المرفق البحري الجديد و جعل المصالح المعنية تؤجل تاريخ استقبال رحلات المسافرين، إلى غاية جاهزية المحطة البحرية، بعد نحو 3 سنوات من التوقف بسبب الأشغال.
و تؤكد مصادرنا، على أن إدارة ميناء عنابة و كذا الجمارك و شرطة الحدود البحرية، أصبحت تضغط على مؤسسة الانجاز بسبب تأخر موعد التسليم، من أجل تلبية مطالب المواطنين و المهاجرين الجزائريين، الذين يفضلون النزول في ميناء عنابة خاصة القاطنين بالولاية المجاورة، على غرار قالمة الطارف، سوق أهراس و كذا تبسة و قسنطينة، حيث أصبحوا يعانون من بعد المسافة لدى نزولهم في ميناء سكيكدة و وجود ضغط على مستوى المرفق من أجل استكمال إجراءات العبور مع كثرة عدد المسافرين و انعدام خيارات تنظيم الرحلات، بعد توقيف الرسو بميناء عنابة بسبب الأشغال.
و في ذات السياق، تُسابق المصالح المعنية الزمن لوضع المرفق البحري الجديد حيز الخدمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث شدد والي عنابة توفيق مزهود، من خلال زيارته المتكررة للورشة، على استكمال الأشغال في موعدها، بعد أن كانت تسير بوتيرة بطيئة.
و قد طالب الوالي من مؤسسة الانجاز، تدعيم الورشة و إيجاد حلول لتسريع وتيرة الأشغال، حتى إذا اقتضى الأمر غلق الطريق المحاذي بشكل مؤقت لرفع القطع المعدنية و القيام بالأشغال الكبرى، معتبرا هذا المرفق بالمهم جدا، لتغيير الوجه الجمالي للمدينة، خاصة و أنه يقع بالقرب من فضاءات أكثر ترددا للزوار و المواطنين و يساهم في خلق حركية اقتصادية و تجارية.
و حسب مؤسسة الانجاز، فإن المحطة البحرية ستكون جاهزة للتسليم خلال السداسي الثاني من سنة 2019  لاستقبال المسافرين و الزوار، بعد أن كان مقررا إنهاء الأشغال في غضون السداسي الأول من السنة الجارية، حيث أرجع مكتب الدراسات سبب التأخر، إلى مشاكل تقنية في الأرضية، حيث قدرت مدة التعطل بنحو 5 أشهر.
و أكد مدير المؤسسة المينائية في آخر معاينة للمشروع، على أهمية هذه المنشأة لتطوير نشاط النقل البحري للمسافرين و استحداث فضاءات للخدمات و الترفيه من خلالها انفتاح الميناء على المدينة، في إطار ديناميكية المشاريع المهيكلة لعصرنة جميع أجزاء و مرافق الميناء.
ويحظى مشروعي  المحطة  البحرية و شرفات الميناء، باهتمام بالغ من قبل السلطات، لخصوصية تمويل مثل هذه المشاريع المدرجة في إطار استثمارات مؤسسات عمومية، من بينها مؤسسة ميناء عنابة التي رصدت مبلغ 400 مليار للعملية، كما تحرص السلطات المحلية على ضرورة الإسراع بتسليمها وفقا لمقاييس الجودة و النوعية المعمول بها.
 و أوضح مدير الميناء، بأن التمويل موجود خارج عاتق الخزينة العمومية و أن مؤسسات الانجاز تتقلي مستحقاتها في الآجال المحددة دون أي تأخير.
و حسب البطاقة التقنية للمشروع ستضمن المحطة استقبال و نقل 126 ألف مسافر سنويا، مقابل 16 ألف مسافر سنويا بالمحطة البحرية القديمة، و يضمن مشروع تطوير و إعادة تهيئة الميناء، إنجاز شرفات الميناء التي تحتوي على فضاءات للتسوق و أخرى للإطعام و الراحة و الترفيه، تم الانتهاء من الدراسة للانطلاق في الأشغال.     حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى