إضراب الموظفين يشل مصالح بلدية بئر العاتر  
دخل منذ نهار أمس الأربعاء، العشرات من موظفي بلدية بئر العاتر ولاية تبسة، في   إضراب مفتوح عن العمل توقفوا خلاله  عن تقديم أدنى الخدمات، تنديدا بغياب الأمن داخل مصالح البلدية منذ مدة طويلة.
و حسب أحد نواب رئيس البلدية، فإن المشكل بدأ، أول أمس، عندما قام عدد من الشباب البطال بمداهمة مكاتب الموظفين بمقر البلدية، أين حاولوا الاعتداء عليهم و إهانتهم بأبشع الألفاظ، الأمر الذي أحدث حالة من الفوضى العارمة و خلق قلقا و هلعا في نفوس عمال و موظفي البلدية و خاصة العنصر النسوي، مما جعلهم يحتجون و يطلبون التدخل العاجل للسلطات المحلية المعنية، لتوفير الأمن اللازم، من خلال تعزيز البلدية بأعوان الأمن، لضمان الظروف الملائمة لممارسة العمل، خاصة وأن مصالح البلدية المختلفة، تشهد يوميا حالة كبيرة من الاكتظاظ، بسبب كثرة الطلب على استخراج مختلف الوثائق.
و ذكر بعض موظفي البلدية الذين التقتهم «النصر»، أنه لا يكاد يمر يوم إلا و يتعرضون لاعتداءات مختلفة، في تحد صارخ للموظفين و أنهم يعانون من الإهانات اللفظية بالكلام الفاحش و البذيء ، و هي سلوكيات يقولون بأنها أصبحت مألوفة بصورة يومية من طرف بعض الأشخاص، الذين يقصدون المصلحة لاستخراج وثائقهم و إذا بهم يثورون لأتفه الأسباب و يصبون جام غضبهم على أعوان المصلحة، غير عابئين بما يقاسونه من متاعب في أداء رسالتهم، حيث يصر المعنيون على توفير الأمن داخل البلدية، حتى يتمكنوا من أداء مهامهم في ظروف مواتية، بعيدا عن أجواء الفوضى التي لا تسمح لهم بأداء عملهم في وضع مريح.
و قد أصدر الفرع النقابي لعمال البلدية، بيان مساندة لإضراب الموظفين، بسبب غياب الأمن و عدم توفر الجو الملائم لأداء مهامهم في ظروف مواتية، جراء ما وصفه بتدهور الأمور من حين لآخر، رغم اللقاءات العديدة مع المجلس الشعبي البلدي، التي تناولت أساسا الظروف الصعبة التي يعمل فيها العمال، غير أن الوضع ظل على ما هو عليه، بل ازداد تدهورا في الشهور الأخيرة.
و بغرض وضع حد للوضع الذي تعيشه بلدية بئر العاتر من الناحية الأمنية، فقد تنقل أعضاء المجلس الشعبي البلدي  رفقة عدد من أعيان المدينة إلى مقر الولاية، أين استقبلهم الوالي و استمع لانشغالاتهم التي انصبت في مجملها حول قضية غياب «الأمن»، الذي تحول إلى هاجس الجميع.
و قد وعد المسؤول باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتوفير الجو المناسب للعمل، مشددا على أن القانون سيأخذ مجراه و لن يسمح بأي حال من الأحوال أن يعمل موظفو البلدية في أجواء مشحونة، أو أن يتعرضوا للإهانات والاستفزازات من أي طرف كان.
و قد تباينت آراء المواطنين بين مساند للموظفين ملحا على احترامهم و تثمين جهودهم في الخدمة العامة ، و بين ساخط يرى بأن موظفي البلدية يتماطلون أحيانا في أداء واجبهم، لكن متحدث باسم موظفي مصلحة الحالة المدنية، يقول : «نحن في خدمة الشعب و موظفون لدى الدولة، نطالب فقط باحترامنا و توفير الأمن لنا و لكم أن تحاسبونا إذا قصرنا «.
و في ظل إصرار العمال على مواصلة إضرابهم، تبقى مصالح المواطنين عالقة إلى إشعار آخر خاصة المصالح المهمة التي صدم قاصدوها نهار الأمس، بعدم حصولهم على وثائقهم و عادوا خائبين من حيث أتوا.
    ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى